لو اتصل بي لما كتب ما كتب ولو تمعن في ما نشر أو عرض في الفضائيات لربما صمت عمّا (اندعر) به وغضب. أعني صهري محمد لطيف الذي سأرفق به مراعاة لتلك العلاقة والذي أمسك بقلمه ليهوي به على رأس لجنة الإعلام والاتصالات وهي تتصدى لمهمة تاريخية حاولت من خلالها تصحيح موقف سياسي خاطئ ملأ الدنيا وشغل الناس وذلك من خلال استنهاض دور البرلمان كسلطة رقابية على الجهاز التنفيذي. لطيف الذي لن انفعل في ردي عليه كما فعل وهو يتهم ويتهكم ويسخر ويحيل الإنجاز الذي قام به البرلمان إلى عمل خياني واستغلالي ينبغي أن يعتذر عنه كان الأحرى به أن يتبيّن قبل أن يُدخل بعض طباعه وانفعالاته الشخصية وسخائمه ومراراته القديمة في الحدث ولكن . أبدأ بأكبر اتهام نثره لطيف على الهواء الطلق بل عبر الفضاء الإسفيري فقد قال ، لا فض فوه ، بعد أن أرغى وأزبد وأبرق وأرعد غضباً من تصريحات د.أحمد بلال بشأن سد النهضة ومما نُسب إليه من تبرئة لمصر من دعم متمردي دارفور - قال لطيف إن كل ذلك لم يغضب لجنة الإعلام .. (إنما أغضبها -وفقع مرارتها - تطاول الوزير على صاحبة الصون.. قناة الجزيرة ..وعبرها كما فهمت لجنة الإعلام .. دولة قطر .. بمعنى آخر .. الدفاع عن الجزيرة وقطر كان مقدماً على الدفاع عن كرامة السودان ) ..! بربكم تأملوا التهكم والسخرية وضخامة الاتهام وكأن الرجل هو الحارس الأوحد والوصي الأكبر على كرامة السودان التي زعم أننا أهدرناها وأرقناها في قارعة الطريق. يا لطيف هل يحق لي أن أخاطبك بالآية الكريمة :( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) حتى ولو لم تكن إحدى مرجعياتك (الفكرية والعقدية)؟! بالله عليك ارجع إلى التصريح الذي أدليت به أمام أجهزة الإعلام فور خروجي من اجتماع اللجنة بما فيه ما بثته (صاحبة الصون) قناة الجزيرة.. هل قدمت في حديثي تلك القناة التي اتهمتني واللجنة بموالاتها أم بدأت بذكر سد النهضة قبل أن أذكر (صاحبة الصون) كما يُثبت الشريط الذي بثته عدد من الفضائيات ثم ألم أتعرض لحديث الوزير حول تبرئة مصر من دعم متمردي دارفور ؟. يا لطيف أؤكد لك أني تلوت في بداية اجتماع اللجنة في حضور الوزير تقريراً صحافياً حول تصريحات الوزير ذكرت فيه كل ما أخذ عليه من تصريحات سالبة تعارضت مع مواقف السودان السياسية ثم أتحت بعد ذلك مباشرة فرصة لدكتور أحمد بلال للرد وبعدها فتحت الفرص لأعضاء البرلمان الذين كان الاجتماع مقصوراً عليهم ولم أكن إلا موفِقاً - بكسر الفاء -بين الآراء المتعارضة ولم أستثن أحداً فقد أتيحت الفرصة للجميع للإدلاء بآرائهم رغم الاستقطاب والاصطفاف الذي حدث من بعضهم الأمر الذي جعل الاجتماع يستغرق حوالي الثلاث ساعات .. لم أنحز لقناة الجزيرة وإنما كان حديثي منصباً حول وجوب صون وحماية موقف السودان الحيادي بين طرفي الأزمة بل إنني عندما خرجت من الجلسة تحدثت للإعلام عن النقاط التي أثارت الضجة من حديث الوزير وملأت الشارع السياسي بالقيل والقال بادئاً بسد النهضة ثم تحدثت عن شجاعة دكتور أحمد بلال وهو يقدم اعتذاره النبيل وقلت إن ذلك الاعتذار كان كافياً بالنظر إلى التعقيدات التي يمكن أن يحدثها تصعيد الأمر باعتبار أن أي موقف متشدد ضد الوزير يمكن أن يحسب خصماً على حيادية موقف السودان من الأزمة. لم أذكر (صاحبة الصون!) بخير أو شر كما لم أعبّر بكلمة عن انحيازي لأي من طرفي الأزمة الخليجية وأتحدى أن يثبت أي من الشانئين غير ذلك. أما ما بدأ به لطيف مقاله المتحامل حين استنكر أن تستدعي اللجنة الوزير وتستجوبه (رغم غياب البرلمان) ثم استخفافه باللجنة التي أنكر عليها أن تقرر (لوحدها) إغلاق الملف مكتفية باعتذار الوزير، ثم تساؤله عن صاحب التفويض بقبول العفو أو الاعتذار فأني أشعر بالحاجة إلى تكرار الآية القرآنية التي تنكر على (الحشريين) التدخل في ما لا يعنيهم والهرف بما لا يعرفون والخوض في ما لا يعلمون خلفياته وأبعاده؟! ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا). أرجو أن تعلم يا لطيف أنني ، قبل أن أجلس مع الوزير د.أحمد بلال تداولت مع رئيس البرلمان بروف إبراهيم أحمد عمر واتفقنا بعد التداول حول مختلف الخيارات أن الحل الأصوب أن نعمل على حمل الوزير على الاعتذار وقد استجاب الرجل بشجاعة أمام اللجنة ولا أشك أن بروف إبراهيم أحمد عمر الذي جلس مع دكتور أحمد بلال قبل اجتماع اللجنة قد حاول إقناعه بذلك وكذلك جلست حول الأمر مع الوزير قبل الدخول لقاعة الاجتماع وبعد مغادرة الوزير للاجتماع تداولت اللجنة حول الأمر وتوافق الاجتماع على الصيغة التي خرجنا بها وأعلناها للصحافة سيما وأن معظم أعضاء اللجنة قد اقتنعوا بأن الخيارات الأخرى ستكون لها تداعيات تقدح في موقف السودان المحايد من الأزمة. أجدني مضطراً ، مراعاة لعلاقة المصاهرة ، لتجاوز العبارات الاستفزازية التي حفل بها مقال لطيف مثل (انفقاع المرارة) التي تكررت عدة مرات في ثنايا المقال بل وقفزت إلى العنوان المثير إذ لا أظن أن راعي الضان في البادية لا يعلم ما تنطوي عليه من مرام ومعان وأبعاد ! أما طلب لطيف من اللجنة الاعتذار عما أنجزت فمعلوم كذلك المقصود به ولكن عزائي أن ما حدث أطفأ لهيب مشكلة أمسكت بخناق البلد لعدة أيام وكذلك خفف من الاستفزازات التي وجهت إلينا ما وجدناه من ثناء وتقدير لم اتوقع معشاره من المنصفين الذين سعدوا لهذا التمرين الديمقراطي الذي منح البرلمان دورا لطالما افتقده ولطالما كتبنا حوله وتعاركت القوى والاحزاب السياسية ، خاصة اليسارية ، من أجل الإعلاء من شأنه في إطار الممارسة الديمقراطية التي نسعى جميعاً إلى تكريسها وتعميقها والانتقال ببلادنا عبرها إلى مربع جديد من الحكم الراشد بعيداً عن الاحتراب والتشاحن والتباغض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة