هذا تصرف غبي ما كان للشرطي أن يقبض على البروفسور لويس".. لم تمض على رئاسة أوباما سوى سبعة أشهر حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. في إحدى الأحياء الراقية بمدينة بوسطن بدأت الحكاية.. جاء هنري لويس البروفسور بجامعة هارفارد لمنزله، ولكنه اكتشف أنه نسي المفتاح في المكتب.. الحل الأسهل كان الدخول عبر الشباك الموارب.. لكن الشرطة كانت له بالمرصاد .. حاول العجوز الأسود أن يقنع الشرطي الأبيض أنه مالك الدار.. لكن خابت كل التوسلات.. المجتمع الأسود عدَّ الحادثة نوعاً من التمييز العنصري باعتبار أن الشرطي استكثر على الأستاذ الجامعي أن يعيش بين البيض في ذاك النعيم .. أوباما الذي ذاق مثل هذا التمييز وصف تصرف الشرطي بالغبي.. دارت المعركة على أوباما واتهم بالعنصرية.. لكن بعد نحو أربع وعشرين ساعة دعا أوباما البروفسور وسجانه إلى حفل شاي بالبيت الأبيض.. انقلب الموقف السالب إلى مناسبة لتجاوز المرارات ونبذ العنصرية. أمس الأول لم يكن الحظ حليفاً لوالي الخرطوم الفريق عبد الرحيم حسين.. انقلب عرسه السياسي إلى نحيب وبكاء.. شرطي بكامل هندامه العسكري قطع خطاب رئيس الوزراء في فاتحة أعمال المجلس التشريعي لولاية الخرطوم.. الرقيب سرد مظلمة، وأكد أن الأبواب أغلقت في وجهه ولم يجد الإنصاف من والي الخرطوم وأركان حربه.. ساد الوجوم على المشهد.. لم يتمكن الوالي أو رئيس الوزراء من تحويل الأمر إلى هجمة مرتدة ناجحة عبر الإنصات للرجل أو مواساته.. بل عد الأمر خروجاً على تقاليد العسكرية، وتم القبض على الشرطي الذي كان يواصل البكاء في هيستريا. لم يكن الرقيب وحده الذي عكَر مزاج الفريق عبد الرحيم في يوم الحشد العظيم.. رئيس الوزراء كان صريحاً وهو ينتقد أداء ولاية الخرطوم.. الفريق صالح أكد أن مشكلات المياه والبيئة تحتاج إلى حلول غير تقليدية.. وأن الخدمات المقدّمة دون الطموح.. وزاد معدل الصراحة حينما أشار بعين فاحصة إلى الفوضى التي حلّت بالميادين العامة والشوارع الرئيسية.. أغلب الظن أن رئيس الوزراء لم يقل كل ماعنده، وهو المعروف بعدم الميل إلى الانتقاد العلني خاصة لصديق في مقام عبد الرحيم الذي زامله منذ الدراسة في دنقلا الثانوية. في الحقيقة لم يكن والي الخرطوم ينتظر رجلاً في مقام رئيس الوزراء ليبصّره بإخفاقاته في حكم الخرطوم التي مساحتها ضعفي مساحة دولة قطر التي تشغل الناس.. لم يتمكن عبد الرحيم من وضع بصمة خاصة طوال عامين.. تراجع مستوى النظافة للحد الذي يجعل الخرطوم العاصمة الأكثر اتساخاً في المنطقة.. حتى الأمن الذي كان يفاخر به الإنقاذيون أصبح هذه الأيام مثل الأفلام الهندية خطف وقتل ونهب.. المواصلات باتت أكثر ازدحاماً من قبل .. مشاريع الطرق والجسور والتي وضع لبناتها الأولى والتالية الوالي السابق عبد الرحمن الخضر ما زالت تتثاقل في خطى الإنجاز.. إن كان هنالك إنجاز ملموس يكمن في مجال المياه رغم أن أحياء واسعة من الخرطوم ما زالت عطشى. بصراحة.. الفريق عبد الرحيم يلعب في خانة لا يجيدها.. تعوَّد الفريق مهندس أسلوب الإدارة الهرمية في الجيش.. عند العسكر التعليمات كفيلة بحل كل العُقد.. ولهذا السبب أحاط الجنرال نفسه بعدد من الجنرالات.. سنوات العمل الطويلة وبشكل احتكاري جعلت عبد الرحيم يُكمل شوط اللعب في ولاية الخرطوم بلياقة بدنية تجعله ينصرف مع نهاية الدوام الرسمي.. الوقت مناسب لأن يترجّل هذا الرجل حتى لا تنفجر الخرطوم مثل انفجار ذاك الرقيب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة