تقول الرواية إن الرئيس الراحل جعفر نميري جاء متنكراً إلى سوق الخضار ليتأكد من التزام التجار بالتسعيرة.. تاجر بسيط احتد مع الرئيس في فكرة التسعيرة وأصر أن يبيع بضاعته بسعر السوق..كل مافعله المشير جعفر نميري أن طلب من رجل شرطة تدوين بلاغ ضد المواطن..في المحكمة أصر القاضي العادل على حضور الشاكي..كل ما فعله الرئيس جعفر نميري بعيد المحاكمة أن أصدر قراراً بتعيين القاضي الشجاع في منصب عدلي رفيع..ذات نهج الرئيس يتسق مع قرار آخر بفصل أربعة قضاة امتنعوا عن الإضراب مع زملائهم في إضراب القضاة الشهير والذي هز أركان مايو لبعض الوقت. أمس الأول أحرج العميد طه عثمان والذي كان مجازاً يطلق عليه لقب فريق كل القيادة السياسية.. طه أقيل من منصبه بشكل غاضب ولكنه وقبل مرور ثلاثة أسابيع بات مستشاراً دبلوماسياً للحكومة السعودية.. الرجل المغضوب عليه أكد أنه نال الجنسية السعودية إبان عمله كمدير لمكتب الرئيس وذلك برضاء كامل القيادة السياسية.. الغريب في الأمر أن طه جمع بين الأختين حيث كان يقوم بمهام دبلوماسية لصالح الشقيقة السعودية في أدغال افريقيا وفي ذات الوقت يرفل في نعيم القصر الأبيض السوداني..الغريب أن طه السعودي التقي برفقة وزير الخارجية السعودي نائب الرئيس السوداني في أديس أبابا. على صعيد آخر يؤكد ضعف حيلتنا صدر قرار من القضاء السوداني يؤكد فيه عدم أهلية السيد اشرف الكاردينال في رئاسة نادي الهلال..ليس المهم القرائن التي استند عليها القرار لكن رغم كل ذلك يتأهب الكاردينال للترشح لرئاسة نادي الهلال مجدداً في مقبل الأيام..ربما تكون هنالك ثغرات يلج منها الرجل الذي تذيل فريقه قائمته في المنافسة الافريقية..لكن اين روح القانون التي تضع قيوداً على كل من أدين في جريمة من ولوج العمل العام. لكن ضعف الهيبة يتجلى في القرار الذي صدر من الاتحاد الدولي لكرة القدم والقاضي بتجميد النشاط الرياضي لاتحاد كرة القدم السوداني..فريقان اختصما على رئاسة اتحاد الكرة السوداني..كلاهما ينتهي نسبه إلى الحكومة وحزبها الحاكم..صدر قرار من وزارة العدل ينصر مجموعة على أخرى..لو أن الحكومة من اليوم الأول أكدت أنها لن تتدخل في قرار وزارة العدل لاستحقت الاحترام..الحقيقة أن الدولة من قمة رأسها إلى أدنى مقام المسؤولية فشلت في إبراز العين الحمراء وتعاملت بمبدأ الجودية حتى وقع فأس التجميد على رؤوس الرياضيين السودانيين ..وقعت الواقعة وبعض الفرق الرياضية كانت تمضي على قدم وساق في البطولات الافريقية ..ملخص الأمر أن عدداً محدوداً من أصحاب الطموح الشخصي حطموا آمال قطاع عريض من السودانيين والحكومة تتفرج. في تقديري.. أن الأزمة السودانية باتت تستفحل بسبب غياب هيبة الدولة ..يكافأ المتمرد بالمنصب الدستوري المحاط بالامتيازات..الدستور بات مجرد أداة يتم تطويعها لخدمة الساسة..كل شخص مسؤول أو غير مسؤول يستطيع أن يفرد عضله ويقتطع من السلطات والصلاحيات ما يجعله فوق القانون..حتى ضيوف البلاد من السفراء ركبوا الموجة وباتوا يتحدثون بلسان غير دبلوماسي في قضايا ذات حساسية عالية. بصراحة ..أخشى أن يصنع بعض الساسة من خبر تجميد نشاط السودان الرياضي بطولة ..وهزيمة لدول البغي والاستكبار وانتصاراً لسيادة القانون..لكن الحقيقة المرة أننا بتنا على رأس قائمة جديدة تضم الدول العاجزة عن ممارسة الديمقراطية حتى داخل الميدان الأخضر .
assayha
07-07-2017, 06:03 PM
محمد أبوجودة
محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة