أن تطلق الكذبة وتصدِّقها وتُمعن في الدفاع عنها، فذلك وأيم الله عين الوهم. الملايين تعرف طريقها. الملايين تعرف العلة، لكنها لا تجترح المسكِّنات. هذا درس مجاني للحكومة لتعرف أن إدارة الدولة، أي دولة، تتم وفق البرامج والقوانين، التي تتوافق مع خطط المنظومة الدولية ومواثيقها. لعلهم يخرجون بشيء من تهديد (فيفا) بتجميد نشاط كرة القدم السودانية. لعلهم يعلمون أن اجتياح مقر الاتحاد السوداني بتلك الطريقة لا يختلف كثيراً عن اجتياح صدام للكويت. ربما يعلموا أن أي تعارض بين الدولة والمنظومة الدولية سيحتكم المجتمع الدولي لمواثيقه، وعندها لا تنفع العنتريات ، ولا تحد الدولة مخرج من مأزق جديد يضاف الى حزمة مآزقها. علّهم يعلمون أن السودان لا ينفصل عن الأسرة الدولية، وأن لا شأن منفرد لدولة دون الأخريات، وأن فرد واحد في هذه البلاد لن يستطيع أن يطلق إشاعة تربك شعب بأكمله. لعلهم يوقنون أن العالم أصبح قرية واحدة، وأن ما تفعله زخات المطر في السوق العربي أو ما يُحاك بإسم الإسهالات المائية، يمكن أن تخرِج عليك كوامن الغضب من بلاد الواق واق. عندما يوقف الفيفا نشاط الكرة السودانية لتلك الأسباب، فإن هذا يعني بين ما يعني، أن الجزاءات الدولية كثيرة في محيط السياسة والاقتصاد، وأن القرارات التي تلامس العصب الحي قد تأتي في أية لحظة، إن لم تحسن مستواك، وإن لم تلتزم جادة الطريق. مسببات الإنحناء لعاصفة الفيفا كثيرة، رغماً عن ما تسببه من آلام ظهر، منها أنه وعلى كل حال، سيكون الفائز منهم، إذ أن (العرْكَة) تقع فيما بينهم. ثم أن الخسائر المادية التي ستتحملها الفرق الرياضية الكبيرة جراء التجميد سيتحملها في النهاية (ناسهم) برضو. أما الأخطر في الموضوع فهو أن الغبش سيفقدون أهم وسيلة إلهاء عن مشاغلهم وقضاياهم الحياتية، ولسوف يتفرغون لامتحانات الشهادة! الشهادة والعمل الصالِح! كأنهم لم يبارحوا طور طفولتهم، أُم رأساً قوي، والتي لا يمكن أن تسير وفق السنن، إلا بهرشة أو نَهرة مِن عين الكبير الحمراء، أو بـ(البسطونة). إن كان مبتغاهم تطبيق ما يجري في بلاد الشيشان، فان العالم الحر لن يتركهم لهذا الشأن. مع قرارت الفيفا التي ظهر تأثيرها ..تعيش كتير وتشوف كتير. يمكن تشوف كورة السيدات عمّا قريب، واحتمال تلقى ناس حسبو في المقصورة، واحتمال يحدث إنزال لدستور المستشار بين القصرين، واحتمال كبير، يتم تكريم مكارم بشير! خلاصة العِبارة: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضُحاها. كأنّهم ينتظرون رفع الحظر (بي وَحاتي ووحَاتك)، وما ذاك إلا التوهان، في بحرٍ من الدُّوباي الطروب!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة