عبد الله الشيخ خط الاستواء هذه الليلة ليلة الخميس، تُصادف خميس الثلاثين من يونيو، حين (هبّت ثورة الإنقاذ) فجر الجمعة، قبل 28 سنة بالتمام والكمال.. بعد كل هذه السنوات ابتعثت الثورة فرعاً من فروعها – الإصلاح الآن – للوساطة بينها وبين المعارضة.. ضعف المعارضة وصل مرحلة أن يضطلع حزب غازي صلاح الدين بدور الوسيط بينها وبين النظام! اندلعت (الثورة) لأن مسؤول حراسة الديمقراطية غضّ الطرف وتهيَّب المواجهة، ولم يكن يستحق الثقة التي أُعطيت له، الديمقراطية حلوة، لولا أن صناديقها الخشبية تستقدم للسلطة قيادات من معين الكيان التقليدي، إن كان للإنقاذ حَسَنة فإنها ساهمت في تحييد دور البيوتات الطائفية وهي تستخدم رموزها بالطريقة التي تستحق، يساعدها في ذلك أداء ملوك الطوائف الذين يعملون لحساب ذواتهم، ويعيشون دور البطولة داخل كياناتهم الأسرية. أصغر مراقب للشأن العام يلحظ في تصرفات الزعيم غرامه التاريخي بتعطيل دور الحزب، وحصر نشاطه في داخل البيت، لو أراد سيادته إصلاحاً للأمّة، لرفع يده حتى يفرز الحزب قيادة تنظيمية لها وزنها، من كردفان أو من النيلين الأبيض والأزرق أو مِن الجزيرة، حيث لا يتوقع أن يُحظى كيان خرّبه زعيمه، بنفوذٍ يُذكر في دارفور التي كانت في الماضي دوائر مغلقة للطائفتين. لو كان سيد الحوش يريد إصلاحاً من الداخل أو مِن الخارِج، ربما لا يحتاج الحديث بكلمة عن إسقاط النظام، كل ما عليه هو فتح الباب للهواء الطلق كي تختار الجماهير قيادة راسِخة من فرقان الأبّالة أو من جهات الجزيرة أو من دائرة الزبير حمد الملك.. من يتواطأ لهدفٍ في نفسه، بتحويل الحِزب الى كيان أُسري، يجد الكيان قد تعكَّرَ وتلاشى وتفرّق أيدي سبأ.. هذا ما حدث في عهد هؤلاء الشُّطّار. الغريم الختمي في الضفة الأخرى من النهر يفعل نفس الشيء، إنه يدفع بابنائه للمناصب الصورية، ويرشِّح المقربين من دائرته اللصيقة للمشاركة، بينما كوادر الحزب المعروفة يُضرب عليها حكاية من حكايات إجتثاث البعث.. يتنادى الناس في مدينتنا بأن هذين هما الحزبان الكبيران، بينما مشهدهما في الواقع أضعف من الحزب الشيوعي وهو حزب عريق، يكفي أن له قناة إعلامية ناطقة باسمه. نحن نكابِر حين نقول إن الإنقاذ هي السبب الوحيد في ما جرى، نحن لم نعترف بفشل محاولات الخروج من الأزمة، وابتكار رؤية جديدة للمستقبل. لماذا وكيف تعثّرت محاولات إنشاء كيان جديد – حق وقطاع الشمال - بايدٍ عابثة محسوبة على المعارضة نفسها؟ نحن في أزمة ليست من صنع الإنقاذ وحدها، (الجاتنا جاتنا من الأرض، ما جاتنا من تالا السما).. المعارضة ترتضي أن يقوم حزب غازي صلاح الدين بدور الوسيط بينها وبين النظام، وما النظام سوى غازي صلاح الدين نفسه.. والعيد مبروك عليكم..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة