*لم يسبق لحكومتنا أن مرت بمثل هذه الورطة.. *ورطة أن تكون في مفترق طريقين-لا ثالث لهما- عليها أن تسلك أحدهما.. *فلا منطقة وسطى بين معسكري قطر والسعودية هذه الأيام.. *وربما يقول البعض: نحن نحذو حذو الكويت.. *وينسى هؤلاء أن وضعنا لا يسمح بمثل هذه (الرفاهية) في النأي عن الأزمة.. *بل نحن في قلبها بحكم تشابكات علائقية حساسة.. *فقطر هي التي دعمتنا إبان توتر علاقتنا مع السعودية بسبب إيران.. *فلما قطعنا علاقتنا مع إيران دعمتنا السعودية...بكل ثقلها.. *وتبدى هذا الثقل- تحديداً- في التأثير على أمريكا لرفع العقوبات عنا.. *وبالفعل استجابت أمريكا- جزئياً- للوساطة السعودية.. *وفي انتظار أن تكتمل استجابتها هذه- قريباً- لتُرفع العقوبات نهائياً.. *ويُرفع- كذلك- اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. *وقطر متهمة - خليجياً وأمريكياً - بأنها راعية للإرهاب.. *وبما أننا ما زلنا على لائحة الإرهاب هذا فالحياد ليس في براءة حياد الكويت.. *الحياد من جانبنا لا يعني سوى التعاطف مع قطر.. *وهو وضع (مائع) لن تقبل به السعودية...ولا الإمارات...ولا اليمن.. *حتى حكومة اليمن التي يقاتل جيشنا لصالحها لن تقبل به.. *سيما بعد اتهامها لقطر بدعم جماعة الحوثيين...المحسوبة على إيران.. *وإيران هذه صارت أحد مكونات الحلف القطري.. *بمعنى أن السودان ستدخل عليه إيران عبر النافذة...بعد أن خرجت من الباب.. *فأي ورطة هذه التي وجدت حكومتنا نفسها فيها ؟!.. *فكل يوم يشهد الحلف السعودي (إضافة) جديدة...ونحن ما زلنا في مربع الحياد.. *الحياد السلبي الذي قد يضر بنا...لا الإيجابي الذي ينفعنا.. *خاصةً إن نظرنا إليه من الزاوية (التصنيفية) ذاتها التي يُنظر عبرها إلى قطر.. *الزاوية التي تنطلق منها (الجزيرة) لدعم جماعة مرسي بمصر.. *ودعم جماعة حماس بغزة...والإسلاميين بليبيا.. *ودعم جماعة الحزب الحاكم هنا في السودان نفسه...الذي يتطلع إلى رفع العقوبات.. *والدولة التي بيد رئيسها رفع هذه العقوبات انحازت للسعودية.. *بل جاهر ترمب بإعلان موقفه الرافض لهذا الدعم المذكور من جانب قطر.. *ومن جانب بوقها الإعلامي الذي أقسم مديره كاذباً قبل فترة.. *أقسم- خلال زيارته السودان- بأن قناته (مستقلة)...ولا علاقة لها بالنظام القطري.. *فإذا بها تتماهى مع أمير قطر (على الآخر) هذه الأيام.. *أمير قطر الذي أثبت التهمة على بلاده من خلال الاستقواء بإيران... والمتطرفين.. *وسنثبتها على أنفسنا نحن أيضاً بمثل حيادنا (المفضوح) هذا.. *فلا حل سوى أن ندع التردد عند مفترق الطريقين.. *قبل فوات الأوان.....وأوان رفع العقوبات !!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة