الحياة جوهر الوجود و عطاء السماء الذي لا ينضب ، الحياة عنوان الابجدية التي لا تنطقها الشفاه ، الحياة هدية الرحمن جل و علا إلى الانسان فكانت بحق عبق الزمان هذه هي الحياة بأقصر التعابير و و أدق الكلمات ، فهي اساس وجودنا و بارقة الامل السعيد ، فهي كالنافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها إلا أنها تبقى مفتاح الافاق الواسعة ، نعم هذه الحياة كم هي عذبة رائعة صافية نعيش فيها و ننعم بدفئها و عبق نسيمها و روعة اطلالة جمالها فكم هي جميلة من دون وجود ما يعكر صفوها ولا يمزق أوطر التواصل و المحبة و الوئام بين اهلها ، فلا حياة مع الطائفية فكلاهما في عداد التضاد او النقائض لو صح التعبير و الوصف فالحياة عنوان التعايش السلمي ، عنوان الالفة و التلاحم الاجتماعي و الطائفية نار مستعرة وقودها الناس بما يروج له دعاتها من افكار هدامة مسمومة و ثقافة دموية قاتلة جاءت للمجتمع الاسلامي من خلف الحدود و بتدبير ايادي لا تريد للحياة ان ترى النور و أن تبقى قدر المستطاع خلف الكواليس فتدخل المعمورة في أنهارٍ من الدماء و يستباح كل شيء في الحياة و تتسيد الطائفية الموقف و بدون منازع وهذا ما يسعى لتحقيقه عدة اطراف فاسدة تعزف دائماً على وتر الطائفية من أجل دمار الارض و هلاك الحرث و النسل و قيام مجتمعات بالية متخلفة لا تعرف معنى و طعم الحياة و تدار عجلة انسانيتها حسب مفهوم الطائفية فيا أيها المسلمون هل هذا الواقع الذي ارادته السماء ؟ و لماذا بعثت الرسل تلو الرسل ؟ أليس الاولى و الاجدر بنا أن نستعيد ما سلب منا ؟ أليس الاولى بنا أن نتصدى للافكار الطائفية و المناهج الدموية و كشف حقيقتها وكل مَنْ يقف ورائها و يذكي بنارها ؟ فكم من الدماء البريئة سفكت ؟ وكم من الارواح و النفوس المحرمة انتهكت ؟ أما آن الاوان يا معاشر المسلمين للقضاء على الطائفية و بناء حياة حرة كريمة تكون لنا تاريخاً مشرفاً و مفخرة خالدة لأجيالنا وهذا ما يدعونا للوقوف بوجه الطائفية و رفض افكارها الجهنمية تلك الافكار التي نظَّر و أسس لها أئمة التيمية و أقلامهم الرخيصة صنيعة الشيطان و الغرب الكافر فراحوا يشرعون مظاهر الفساد و الافساد في الانسانية تحت غطاء الشرعية المزيفة ، و احلوا لتنظيماتهم الارهابية كل ما حرمته السماء فكفروا الجميع و هتكوا الحرمات و استباحوا المقدسات و نشروا ثقافة السب و الشتم و الطعن و سفك الدماء في محاولة يائسة منهم لإحداث تغيير ديموغرافي لخارطة الحياة و جعل العالم يغط في حالة من الفوضى و السبات و الانهزامية فتتحقق اهدافهم و يحصلون على مآربهم و مكاسبهم الشيطانية لذلك نجد الكثير من الاصوات الشريفة خرجت من معلنةً و بكل صراحة عن رفضها لهذا المنهاج التيمي الداعشي الارهابي الدموي فقد اطلقت اصواتها للعنان رافضة للطائفية و داعية المنهج التيمي إلى التعقل و الاحتكام للغة العقل و العقلاء و القول الحسن ونذكر هنا ما قاله أحد ابرز المحققين في هذا المجال قائلاً : (( نحن لا ندعو إلى الحرب و الارهاب و لا ندعو لسفك الدماء بل ندعو إلى الحرية الاسلامية الصادقة و الكلمة الحرة و الامن و الامان و الإحترام و إلى الكرامة و صيانة الاعراض و النفوس ))
حقاً إنها كلمات ذات معاني و دلالات كبيرة تحمل جوهر الحياة الكريمة البعيدة عن الطائفية جديرة بالاهتمام و الاخذ بها و السير على منهاجها القويم الذي دعت إليه السماء و كل دساتير رسلها و منطق العقل و العقلاء فكلا و الف كلا للطائفية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة