· بدعم من ترامب، تمكنت المملكة العربية السعودية من تولي قيادة العالم العربي و الاسلامي ( السني) قيادة فعلية.. و دون منازع.. و تم تتويجها أثناء فعاليات القمة الاسلامية بالرياض..
· و كانت القمة مقدمة لنشر الفوضى الخلاقة في الميدان العربي و الاسلامي.. و هو ميدان يموج بالدسائس و المؤامرات البينية.. و الضرب تحت الحزام بإيحاءات و دعومات خارجية و داخلية..
· أبدى ترامب سعادته لاعتقاده أن القمة بدأت تؤتي أكلها سريعا.. وذلك بعد اعلان بعض دول الخليج و مصر حرباً ديبلوماسية كاسحة وحصار اقتصادي شامل على قطر.. و سعد ترامب غاية السعادة من تلك الخطوة غير المسبوقة!
· و نشرت صحيفة نيويورك تايمز بالثلاثاء 6/6 / 2017 بعض تغريدات ترامب و منها تغريدة يقول فيها: " لن تكون هناك أيدولوجيات راديكالية بعد الآن- كان الرؤساء يشيرون إلى قطر!" بما يعني أنه عند اجتماعه بالرؤساء، كلاً على حده، كان كل و احد منهم يؤكد له أن قطر هي مصدر المتاعب و الاهاب بما يعني أنهم كاوا يريدون أن يسمح لهم بالانقضاض عليها..
· و في إشارة إلى خطورة وقوف ترامب إلى جانب خصوم قطر تقول الصحيفة أنه فاجأ العالم بإعلان المشاركة في أزمة ديبلوماسية مخيفة سوف تتسبب في مشاكل عويصة لمتخذي السياسات الأمريكية و القادة العسكريين الأمريكان..
· إن وجود قاعدة ( العُديد ) الجوية في قطر، و هي المقر الرئيس للعمليات العسكرية الأمريكية.. و بها حوالي 11 ألف جندي أمريكي.. و تمثل عصب مخططات البنتاجون في المنطقة.. و قد أعلن قائد القوات الأمريكية أنهم لن يسمحوا بالمساس بسيادة قطر.. !
· نعم، القيادة العسكرية الأمريكية شديدة الحرص على استقرار دولة قطر.. و ترامب لا يشغل باله كثيراً بالمؤسسية الأمريكية.. و يغرد خارج سرب المؤسسات إلى أن ينبهه المختصون إلى الأضرار التي ربما تتسبب فيها تغريداته.. و هذا ما حدث بالفعل.. حيث نُبِّهه المعنيون في المؤسسة العسكرية بأن ينآى بأمريكا عن التورط في ما يضر مصالحها في المنطقة..
· غيَّر ترامب من تغريداته التصعيدية ضد قطر.. و هاتف الأمير تميم في اليوم التالي، 7/6/2017، و أثني على العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة و قطر في جميع المجالات.. و عرض على تميم التوسط لحل المشكلة، كما طالبه بالتعاون مع دول المنطقة في محاربة الارهاب..
· لكن يظل السؤال قائماً:- من هم الزعماء العرب الذين ( أشاروا) إلى قطر عند الحديث عن الدول الراعية للارهاب!؟ من هم بالتحديد؟ و ماذا تريد السعودية من قطر؟ هل تريد منها تترك المجال لها لبسط أفكارها الوهابية المسمومة بدلاً عن أفكار الإخوان المسلمين التي ترعاها قطر، و هي أفكار لا تقل سمية عن أفكار الوهابيين؟ يبدو الأمر كذلك!
· سبق و ذكرت في مقال سابق أن الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء القطري و وزير خارجيتها السابق اعترف و قال، بالنص، أنهم ( تورطوا) في سوريا بعد أن أخذوا الضوء الأخضر لتولي قيادة العمل المضاد لبشار الأسد.. و لم تكن السعودية ترغب وقتها في القيادة.. لكنها ما لبثت أن تسلمت القيادة بعد أن تغيرت نظرتها الاستراتيجية في المنطقة.. فتراجع دور قطر.. و حدث تصادم بين الفريق ( الوهابي) الذي تدعمه السعودية و الآخر ( الإخواني) الذي تدعمه قطر!
· و ذكر الشيخ حمد أن نفس السيناريو سبق و حدث في ليبيا، لكن بين الجماعات التي تدعمها قطر و تلك التي تدعمها الإمارات.. الأمر الذي أدى إلى الصدام بين الجماعتين.. ( ثم كثر الطباخون فاحترقت الطبخة!)- قالها الشيخ حمد بكل بساطة.. إذن، كل ما في تأجيج نيران الثورات العربية ضد الأنظمة الشمولية كان تخطيطاً محكماً من أنظمة أوتوقراطية تختفي خلف بث الديمقراطية في بلدان تشكو من طغيان الأنظمة الشمولية..
· ما جرى و يجري في سوريا و ما جرى في ليبيا كان مؤامرة محبوكة من دول الخليج المتنافسة لفرض (مذاهبها) على الدول العربية.. و بعد الفشل الذريع الذي لمسوه أقبل بعضهم يتآمرون لتأديب قطر التي تغرد داخل سربٍ يضم الإخوان المسلمين و حزب الله و حماس و النظام ( الاسلامي) في السودان
· كلا الدولتين تدعمان الارهاب...
· و طالت المؤامرة قطر و سوف تطال دول عربية أخرى.. و عين المملكة العربية السعودية لم تتحرك بعيداً عن دولة قطر ففي عام 1913 سعت السعودية إلى ضم دولة قطر إليها معتبرةً إياها جزءاً من إقليم الأحساء إلا أن بريطانيا اعترضت بشدة على مطلب السعودية.. و بعد اكتشاف النفط في قطر جادلت السعودية حول أحقية قطر بالتنقيب عن النفط.. و وقفت بريطانيا إلى جانب قطر هذه المرة أيضاً..
· و في عام 1992 اقتحمت السعودية الحدود القطرية و ضمت جزءً من قطر إليها.. و في عام 1995 دبرت السعودية محاولة انقلابية على الأمير خليفة بن حمد، والد الأمير الحالي، لعودة الشيخ حمد، جد الأمير الحالي، إلى سدة الحكم..
· أطماع السعودية في ضم قطر إليها لن تتوقف حتى تخضع دولة قطر لإملاءاتها.. و دولة قطر لن تنقاد للسعودية بل سوف تستمر في حبك مؤامراتها لتمكين المتأسلمين في كل الدول العربية.. و العالم العربي سوف يظل يموج بالدسائس و المؤامرات البينية.. و الضرب تحت الحزام.. و يستمر نزيف القدرات البشرية و المادية العربية إلى ما لا نهاية!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة