مرة أخرى يتم إهانة السودان بعدم وضع العلم السوداني خلف المقعد المخصص لوزير الخارجية ؛ بعد أن سبق وجرى إهمال ذلك خلال زيارة رئيس الجمهورية عمر البشير إلى مصر ؟ ثم ظهر وزير الخارجية المصري وهو يرتدي تي شيرت أخضر لا يتناسب مع سنوات عمره ، ولا منصبه .... نبدأ أولاً بالتي شيرت الأخضر .. والذي يعني به وزير الخارجية المصري العودة بالزمن إلى الوراء قبل ثورة يوليو 1952م . حين كان علم المملكة المصرية أخضر اللون . وكانت مصر في ذلك العهد (شريكة بالإسم فقط) في ما يعرف بالحكم الثنائي البريطاني المصري للسودان ...... وعلى أية حال لا يسعنا هنا على مرأى وزير الخارجية المصري وهو يرتدي التي شيرت الأخضر . سوى أن نردد في وجهه بالصوت العالي : (وعايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان إرجع يا زمان) . أما المغزى المراد بعدم وضع العلم السوداني ؛ فهو أن مصر لا تعترف بأن السودان دولة مستقلة حرة ذات سيادة. طبعا المصريين أغبياء هنا بدرجة إمتياز .. فوجود سفارة وقنصليات لهم في السودان يعني بداهة أن السودان دولة حرة مستقلة ذات سيادة .. وكذلك وجود سفارة وقنصليات سودانية داخل مصر ... وكون السودان عضو في هيئة الأمم المتحدة و الإتحاد األأفريقي ... إلخ من منظمات وهيئات دولية . كل هذا أو بعضه يجعل من مجرد (الإيهام) بأن السودان تابع أو جزء من مصر محض خرافة . وقـــيءْ مصري ذاتي على الصدر ..... وتبـَـــوّل وإسهـــال مـــزمــن داخل الملابس ؛ مصيره في نهاية المطاف إلى مياه الصرف الصحي التي تروي خضرواتهم وفاكهتهم. والعلقة الساخنة وتقليع اللباسات .. وتلبيس الـطِــرَح التي تعرض لها المصريين مؤخراً في جوف الصحراء على يد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شرق وشمال دارفور ؛ تؤكد أيضا أن السودان دولة حرة ذات سيادة. ولكن يبدو أن المصريين كعادتهم يميلون دائما إلى التعامل والتعايش مع الواقـع المهين لهم وإبتلاعه على طريقة (قـميـص فـرعون ) الشهيرة . قميص فرعون مصطلح يعني التعلق بالإوهام والتعامل معها بالبيع والشراء والتصديق . وتمتد إلى ظاهرة التبرير الأحادي الذي يؤدي بهم إلى إدمان الضحك على النفس .... ومصدر مصطلح (قميص فرعون) هو تلك القصة الحقيقية التي دارت بين الفرعون والترزي النصاب .... الترزي النصاب الذي أوهم فرعون أنه يرتدي أفخر الملابس ؛ رغم أن فرعون كان عاريا كما ولدته أمه أمام حاشيته التي كانت تصفق له ، وتهتف بإسمه وتمتدح اناقة ملابسه ... وفي النهاية لم يجرؤ على فضحه سوى طفل صغير. سال والده بصوت عالي : - (مين الاهبل العريان ده ؟). ونحن هنا لا نملك سوى أن نردد في مواجهة مزاعم مصرية بأن السودان تبع لها .. لا نملك سوى أن نردد نفس سؤال هذا الطفل الذي دخل به التاريخ . يبقى بعد ذلك الإشارة إلى تلك (البقعة العمياء) في العلاقة الرسمية ما بين السودان ومصر ..... لماذ يصبر المسئول السوداني على الإهانات المصرية التي باتت توجه له عمداً وعلناً ؟ حتى شهور مضت كان البعض يعلل الأمر بعدة أسباب: 1) أن السودان الرسمي يصبر على المصريين لأن هناك عزلة سودانية عن المجتمع الدولي. 2) أن السودان الرسمي يصبر على المصريين بغرض تجاوز عقبة المقاطعة الإقتصادية الأمريكية ، والحصار العالمي الغير معلن. 3) أن السودان الرسمي يصبر على المصريين بغرض تحسين علاقته مع دول مجلس التعاون الخليجي التي تدهورت عقب موقفه من غزو العراق الجائر للكويت . وتقاربه مع إيران الشيعية. 4) أن السودان الرسمي يصبر على المصريين على أمل أن تجد لديهم مخرجاً لتجاوز مذكرة المحكمة الجنائية الدولية. ولكن تشاء الأقدار أن تجري الرياح على إتجاه آخر .. ويصبح النظام السوداني الحاكم أكثر تقارباً من مصر مع القوى والأنظمة الأفريقية والعربية الرئيسية الفاعلة انحة ..... وتصبح مصر هائمة على وجهها في صحراء عزلة توشك أن تعصف بها رياحها. ثم تذهب الأمور إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ... ورفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية والحصار الغير معلن ؛ بعد وساطة سعودية جادة. ثم وتكاد أحبار مذكرة المحكمة الجنائية الدولية تجف وتنمحي ... وتتحول أوراقها إلى اللون الأصفر .. وما من شك أنها وضعت اليوم داخل الأدراج حتى إشعار آخـر. وتتعرض مصر إلى أكبر صدمة سياسية في تاريخها بعد أن أدرجها الكونغرس الأمريكي ضمن قائمة الدول المصدرة للإرهاب .. وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن على كل دولة أن تحارب الإرهاب بنفسها .. وهو ما يضع حكومة السيسي وحدها أمام مواجهة شرسة مكلفة ماليا ومرهقة إقتصادياًُ مع الإرهاب في داخل أراضيها. بمعنى أوضح ؛ فإن مصر السيوم لم تعد تمتلك أية كروت وليست لديها أية مفاتيح يمكن أن تساعد بها نظام الرئيس عمر البشير .. بل على العكس من ذلك بدأت مصر في الساحة اليوم أقرب ما تكون إلى رجل أفريقيا المريض .. وأنها هي التي تحتاج إلى السودان وينبغي أن تتوسل إليه حتى يبلغ التوسل منتهاه. وطالما كان الأمر كذلك . فلماذا الإستمرار السوداني الرسمي في تلقي الإذلال والمهانات من مصر على هذا النحو المثير للشفقة؟ هناك بالفعل مشكلة. هناك بالفعل أسباب مبهمة غير مرئية للعين السودانية المجردة. تثير دائما التساؤلات عن أسباب الصبر الرسمي السوداني على عجرفة مصر ... أو ربما تكون الأسباب الشخصية (الحساسة) قد إختلطت بالعام وأدت إلى هذا الخنوع والإستسلام الرسمي الغير مسبوق من قبل. الشعب غلب حماره في فهم وتفسير هذه الجرأة المصرية الرسمية على السودانيين .... ولماذا يصبر السوداني الرسمي عليهم؟ .. ولماذا يطأطيء لهم رأسه بهذه المجانية؟ واضح أن مصر الرسمية تضع يدها في الماء البارد ، وهي تتمادى في توجيه هذه الإهانات واللطمات إلى وجه المسئول السوداني يوماً على إثر يوم. البعض في وسائل التواصل لا ينفك يردد بالقول : - المصريين ياخي ماسكين لجماعتنا ديل ذلة كبيرة. وحسب إعتقادي أن الوعاء الأشمل لهذه المذلة يصب في مصطلح ومفهوم العمالة . وتفاصيل المذلة كثيرة ك 1) إمتلاك كبار المسئولين السودانيين إستثمارات مالية وتجارية وعقارية داخل مصر، يخشون ضياعها. 2) وجود عملاء لمصر داخل أروقة النظام الحاكم.، وبعض المفاصل الإستراتيجية في الدولة. 3) تورط العديد من الكبار في مغامرات وهفوات جنسية تابعتها المخابرات المصرية وقامت بتصوير أفلام فيديو خاصة بها... ويتم إبتزازهم بها. والمسألة تمتد أيضاً إلى قيادات المعارضة الحزبية والمسلحة . والمسألة تمتد أيضاً إلى قيادات المعارضة الحزبية والمسلحة . تصوير وتوثيق المغامرات الجنسية للساسة وكبار المسئولين ممن يشغلون مناصب حساسة ؛ كان ولا يزال إلى يومنا هذا ملح النشاط الإستخباراتي العالمي ... ولكن في الدول الغربية واليابان والولايات المحدة عادة ما يسارع المتورط إلى تقديم إستقالته عن منصبه . وبذلك يغلق الباب سريعاً . أما في بلاد العالم الثالث والمتخلف . فإن المتورط يسارع إلى تمليك نفسه إلى إستخبارات الدولة التي تمتلك فيديوهات نشاطه الجنسي ويصبح رهن إشارتها في كل ما تطلبه منهه . تورط السودانيين في مغامرات وكبائر جنسية ليس بالأمر الجديد .... وهناك عديد من القصص والروايات في الداخل والخارج تسارع السلطات إلى التغطية عليها رغم خطورتها على الأمن الوطني والنسيج الإجتماعي .
وفي الحالة المصرية . فإن مصر لا تغلب حيلة في زرع الكاميرات الدقيقة والتصوير . فهي خبيرة بذلك من خلال السينما والتلفزيون... وأجهزة مكافحة التجسس لدينا قد لا تمتلك تكنولوجيا حديثة لكشف هذه الكاميرات ؛ بالمقارنة مع القدرات المتوفرة لدى أجهزة إستخبارات الدول الكبرى التي تحمي قادتها ومسئوليها وتفرض شروطها على الدول المضيفة. خلال الفترة التي أعقبت نجاح ثورة الربيع المصري وقبيل إنتكاسة إنقلاب السيسي ؛ إعترفت المخابرات المصرية أنها كانت تقوم بتصوير المسئولين (خاصة العرب) الذين تستضيفهم بالفيديو ؛ توطئة لإبتزازهم في حالة تورطهم بعلاقات جنسية محرمة .. أو قعدات شرب خمر ورقص وهلس وفرفشة ..... إلخ مما يفعله البشر في خلواتهم ....... وأن صفوت الشريف (الرجل القوي في نظام حسني مبارك ) هو الذي أنشأ وحدة متكاملة تولت أمر تنفيذ هذه الإستراتيجية .. وجـنّـد لها العديد من المشاهير في مجال السينما والتلفزيون. الثمن الذي يدفعه المتورط في مثل هذه الحالات يكون فادحا .. وهناك أكثر من مسئول جرى مفاجأته بأسطوانة دي في دي ، وإبتزازه بهذا الأسلوب ؛ مما أدى إلى إحساسه بالــذل والهـــوان ؛ وإصابته بالأمراض المستعصية المزمنة ... ومنهم من أصيب بالشلل والزهايمر . وأحيل إلى التقاعد في سن مبكرة... ولا يزال إلى يومنا هذا خائف يترقب ويلتفت حوله خوفاً من إفتضاح أمره. المسألة في عالم اليوم أصبحت أكثر تعقيداً عن ذي قبل . وأصبحت حرب الجاسوسية تعتمد على التصنت والتصوير والقرصنة على مدار الساعة. السياسة لعبة قذرة . والمخابرات لا تعرف معنى الرحمة ...... ولا تستمع إلى التوسلات .....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة