بلغتني كما غيري الأخبار المؤسفة والحزينة بالقتال الدامي الذي تم بين قوات حكومة المؤتمر الوطني من جهة وعلى رأسها قوات الدعم السريع وقوات المعارضة المسلحة في دارفور من الجهة الاخرى ، والذي كانت نتيجته عشرات القتلى ومئات الجرحى وتدمير العديد من القرى والبيوت ووسائل معاش الناس .
أنني اذ أترحم على ارواح كل الشهداء في هذه المعارك المجنونة وأعزي اسرهم واواسى كل الجرحى اشدد على انهم كلهم سودانيون وأبناء لهذا الوطن ، وان موت اي واحد منهم أو جرحه إنما هو فقد وجرح للوطن كله. فنحن نقتل أبنائنا بأنفسنا وندمر مواردنا بأيادينا في وقت نحتاج فيه الى كل ساعد ويد للبناء والتعمير واللحاق بركب العالم المتطور والآمن والنامي.
إنني أحمل مسؤولية هذه المعارك العبثية والارواح المهدرة والممتلكات المدمرة وعذابات المدنيين المستمرة لعقلية الحسم العسكري التي تمتلك قيادات النظام والتي تريد سحق الحركات المسلحة عسكريا وهيهات ، كما أحمل المسؤولية أيضا لقيادة الحركات المسلحة لابتدارها الطريق العسكري كخيار أولا وثانيا لتعنتها مرات وعدم سيرها في الطريق الدبلوماسي والجماهيري والتفاوضي كما ينبغي وإهمالها التواصل مع المواطنين والمجتمع الدولي لبذل جهود حقيقية للسلام وانهاء الاحتراب الاهلي.
إن ثقافة العنف والحرب التي سادت السودان يجب ان تنتهي مرة والى الأبد ، كما ان شلالات الدم التي تسيل منذ العام ١٩٥٤ ينبغي ان تقف مرة والى الأبد ، وكذلك معاناة المواطنين الذي لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الموت العبثي ، حيث لم يتقدم مجتمع وهو يخوض اقتتالا داخليا ولَم تنجح أمة لم تتوصل للسلام مع نفسها قبل غيرها.
من هذا المنطلق ادعو قادة حزب المؤتمر الوطني وقادة الحركات العسكرية المعارضة الى وقف الحرب بشكل عاجل ودائم وفعلي ، والدخول في مفاوضات مباشرة بينهما، اليوم وليس في الغد. ففي هذه الحرب ليس هناك منتصر ولا مهزوم فكلنا مهزومون والخاسر الأكبر هو الوطن ، ولو سولت لهم أنفسهم ا وبطانتهم غير ذلك .
كما ادعو القيادات الأهلية والاجتماعية ومنظمات الشباب والمجتمع المدني لتشكيل جبهة واسعة ضد الحرب وضد مسعريها والمستفيدين منها والمتاجرين بها من كل الأطراف ، فالوطنية الْيَوْمَ ليست في ان نقف في هذا الصف المقاتل أو ذاك ، وأن ندعو لقتل هذا أو ذلك ، أو أن نخون هؤللاء أو أولئك ؛ وإنما في ان نقف صفا واحدا ضد الحرب التي أصبحت اكبر معوق لوحدة وأمن ونهضة السودانيين وأحد مقص لتمزيق نسيجنا الاجتماعي وأكبر معول لتهديم بيتنا السوداني المشترك.
إن إيقاف الحرب يحتاج نضوجا سياسيا واجتماعيا ونفسيا ولجما لنوازع الانتقام والتشفي وقمعا لدواعي الأنا الدنيا ، كما يحتاج لبرنامج لإدامة السلم وللنهضة والتعمير . ورغم ان قيادات الحرب من الطرفين لم تُبْد شيئا من هذا الا اننا نخاطبهم مرة اخرى استجابة لنداء الواجب والوطن ورفقا بالمدنيين والضعفاء من النساء والكهول والولدان ، واستجابة لنداء الانسانية التي تروعها اهوال الحروب وامتثالا للتوجيه الديني الذي يرى ان قتل نفس هو كقتل كل الناس وان موت إنسان واحد تهتز له السموات والأرض.
إنني أعلن دعمي غير المشروط لوقف إطلاق النار الفوري وعودة كل القوات الى معسكراتها فورا والدخول في مفاوضات مباشرة بين حملة السلاح دون شروط مسبقة. وأدعو كل السودانيين والمجتمع الإقليمي والدولي لدعم جهود وقف الحرب ، كما سادعو اهلي السودانيين والمجتمع الدولي لفرض عقوبات على من يبغي ويرفض الجنوح للسلم ولا يقبل دعوات الصلح ونداء الوطن المكلوم والجريح.
عادل محمد عبد العاطي ادريس
المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية السودانية ٢٠٢٠ م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة