بات واضحاً أن غالبية الإجراءات التي يقوم بها البنك المركزي في الفترة الأخيرة هي من متطلبات واشتراطات فك الحظر الاقتصادي المفروض على البلد لعقدين من الزمان، بما فيها محاولة بنك السودان إخراج أو تحجيم خدمة تحويل الرصيد لشركات الاتصال العاملة بالبلاد من (زين، وكنار، وMTN، وسوداني)، والتي تتحرك فيها الجهات المعنية بكثافة هذه الأيام، ولم تنبع عن قناعة المركزي ونتيجة لدراساته التي يقوم بها بصورة دورية، وأنها ليس من احتياجات المواطن، واحتياجات عملاء البنوك. وعلى ذات النهج وزعت أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية دعوات إلى مديري العموم والقيادات العليا بالمصارف، وأجهزة الإعلام لحضور منتدى تحت عنوان "الفرص والتحديات التي تواجه المصارف السودانية في مرحلة ما بعد الحظر" يوم السبت الموافق 13 مايو الجاري يتحدث فيها محافظ البنك المركزي الأسبق د.صابر محمد حسن، ود.طه الطيب، ومدير شركة الخدمات المصرفية عمر حسن العمرابي، ومدير صندوق الودائع المصرفية د.عبد القادر محمد أحمد، ود.الفاتح شاع الدين، لمناقشة المعالجات المطلوبة في السياسات المالية والنقدية، والتحديات التي تواجه المصارف السودانية في فترة ما بعد الحظر، والابتكار في التقانة المصرفية، وتشجيع الشراكات بين المؤسسات المالية الاقليمية العالمية والمصارف السودانية، والخروج بنتائج تساعد هذا القطاع في المرحلة المقبلة. أن جميع هذه الخبرات في منتدى واحد يؤكد أن الأمر فيه جدية، وإلزامية للجهات المعنية، وإن مخرجاته وتوصياته بمثابة قرارات واجبة التنفيذ، خاصة وأن المنتدي يشهده نائب محافظ البنك المركزي، ومن المتوقع أن يكون لهذا المنتدى، ما بعدة من القرارات والإجراءات، التي تؤثر على السوق، وسعر الصرف، وهو بمثابة ترقب حذر لكل الاحتمالات. معلوم أن للبنوك السودانية تجارب ثرة وغنية لمواكبة مثل هذه الأوضاع والتكيف معها، والتي جاءت نتاج التعامل مع العقوبات الاقتصادية الامريكية نفسها، فقد تقلب وتحول النظام المصرفي من التقليدي إلى المختلط إلى الإسلامي حسب ما هو معتمد اليوم، وكيف أنه تحايل على التعامل بالدولار الامريكي، واستخدام البدائل، كاليورو والين الصيني وغيرها؟ وكيف أن البنوك السودانية استطاعت معالجة الاوضاع الاستثنائية؟ ولكن ثمن اكتساب هذه الخبرات كان باهظاً جداً، وعلى ظهر المواطن. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة