:: يُحكى أن أحدهم تجاوز الصف وذهب مباشرة إلى نافذة المخبز، فلمحه الشرطي وأمره : ( يازول احترم القدامك ديل، وامشي اقيف آخر الصف)، فذهب إلى آخر الصف ثم عاد للشرطي قائلاً : (والله ياجنابو ما لقيت محل في اخر الصف، في زول واقف)..وهكذا لسان حال بعض الدول العربية والإفريقية أمام قائمة منظمة مراسلون بلاحدود .. وفق معايير حرية الصحافة، يجب أن تكون هناك دول عربية وإفريقية في (مؤخرة الصف)، أي بعد السودان .. ولكن تذهب تلك الدول الي مؤخرة الصف ثم تعود - إلى المقدمة - بتبرير فحواه (مافي محل في آخر الصف، لقينا السودان واقف)..!! :: وتقرير هذا العام، صادر عن منظمة مراسلون بلاحدود - بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة - نموذجاً.. فالتصنيف السنوي لحرية الصحافة، الصادر عن منظمة مراسلون بلاحدود، يضع السودان في المرتبة (174 عالمياُ)..ثم تم وضع السودان في قائمة أسوأ سبع دول العالم في حرية الصحافة .. أي مع الدول التي تذيلت القائمة، وهي كوريا الشمالية ، اريتريا ، تركمانستان ، سوريا ، الصين ، فيتنام، كوبا ، جيبوتي ثم غينيا الإستوائية.. أي كل الدول العربية والإفريقية، ما عدا سوريا وارتريا وغينيا الوسطى، متقدمة على السودان ..!! :: نعم حرية الصحافة في بلادنا ليست بخير.. ومع ذلك، تصنيف مراسلون بلاحدود (غير عادل)، ولا يُرضى حتى الصديقين زهير السراج وعثمان شبونة.. ونعم كل حقوق الإنسان، ومنها الحريات - عامة كانت أو صحفية - لاتقبل المقارنة السالبة، بحيث نقول ( نحن أفضل - من دولة كذا - في مجال الحريات)، ويكون القصد ترسيخ القيود أو قتل الطموح ..لقد ولدنا أحراراً، ويجب أن نعيش أحراراً، أوهذا يجب أن يكون (المعيار)، أي بلامقارنة بظروف الإنسان الآخر والشعب الآخر، شمولية كانت تلك الظروف أوديمقراطية .. ولكن، بما أن في الأمر تصنيف غير عادل، فلنمد أقدامنا - قبل أقلامنا - ونقول بوضوح : ليست ارتريا وسوريا وغينيا فقط، بل الكثير من الدول العربية والإفريقية يجب أن تقف - في صف حرية الصحافة - بعد السودان ..!! :: نعم على صحافتنا قيود، وكذلك تحيط بها سياج الخطوط الحمراء، وكثيراً ما تراوغ الأقلام تلك القيود والخطوط، وكثيراً ماندفع أثمان التحرر من تلك القيود والخطوط (سجناً وإيقافاً ومصادرة وغرامة).. ومع ذلك، لصحافتنا من هامش الحرية ما يسع بعض النقد ..وهذا الهامش مفقود في دول عربية تقدمت على السودان في مؤشر مراسلون بلاحدود.. والمدهش أن أقلام صحف تلك الدول - الفاقدة للهامش - تحتفي بمؤشر مراسلون بلاحدود، ثم تنتقد وضع الحريات في صحافة السودان..وليس في الإحتفاء والنقد عجب، فالجمل كان ولايزال وسيظل (ما بيشوف عوجة رقبتو)..!! :: وعلى كل حال، هذا التصنيف - غير العادل - يجب ألا يحزننا أو يحبطنا.. ورحم الله صحافة عرفت قدر نفسها، وإجتهدت في تطوير ذاتها، وإنتزعت حريتها لصالح شعبها وليس للتباهى بها قائمة التصنيف غير العادل ..وليس من الوعي بأن نقارن حرية الصحافة السودانية بحريات بعض الصحف العربية التي تقدمت علينا - في قائمة مراسلون بلاحدود - بغير وجه حق، ومثل هذه المقارنة تبدو كما سباق الحمير حيث (الأول حمار والطيش حمار).. أي طموحنا يجب أن يتجاوز واقع الجميع بحيث ننافس أنفسنا فقط في هذا العالم الثالث و..(الأخير طبعاً)..!! :: ومع التذكير باليوم العالمي لحرية الصحافة، يجب تذكير الإتحاد العام للصحفيين ومجلس الصحافة وكل المنظمات والرأي العام بالزميلين العزيزين زهير السراج وعثمان شبونة وتغييبهما - عن الصحافة الورقية - منذ ديسمبر 2016، وعبر سُلطة غير قضائية.. يجب أن يُطلق سراح السراج وشبونة ليمارساً حق التعبير بلا قيود .. ولانطلب لهما (منحة) ولا (مكرمة)، بل حق من حقوقهما..ومثل كل أقلام الدنيا، يخطئ قلم الأخ السراج ويُصيب، وكذلك قلم الأخ شبونة، ولكن يجب أن تكون المحاكم - فقط لاغير - هي الفيصل.. وهكذا.. مع رفض مكيال مراسلون بلاحدود، يجب أن نواصل دك الصخر بمعاول وعينا و إرادتنا، حتى يُخرج الصخر للبلاد وصحافتها حرية كاملة الدسم..!! fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة