هذا عصر أمين حسن عُمر، الذي إن قِيل له: إن الجهاز الشعبي قد حُلَّ، قال لهم: قديمة، لقد تم حلّه من زمااان، مُنذ أيام المؤتمر العربي والإسلامي. إن قِيل له، كفاية حِلّ عن سماءنا ... إن قِيل له ذلك، أوغلَ في التخيُّل، وتشهّى لنا، ما بين حاكم مدني وآخر عسكري! إن قَالوا له: إن السلطة ضُل ضحى، وأنك الآن في الصقيعة، قال لا، أنا تنازلت بطوعي واختياري عن أي مناصب تنفيذية. بعضهم يُنكِر الحل جملةً وتفصيلا. بعضهم يقول: قد حَللْناه وتبرأنا، وأورثنا أضابيره للجهاز الذي في العلن. آخرون يقولونَ: إنها ثعلبة تنظيمية ضد سلطان أمريكيا، وجنكيزخان، إذ لا يضير التنظيم، ولا أمريكا، إن ضُم جهاز الأجهزة، بقضه وقضيضه، للسي آي أيه. إن كانَ قد حُلَّ، فإنهم لم يخطرونا ساعة أنشائه، ما يعني حِرماننا من الاحتفال معهم بهذه المناسبة السعيدة. إن لم يكن مِن ضرورة لبقائه فينا، لما أسموه شعبياً، ليصبح رصيفه الذي في العلن "رسميا". إن كانت المقادير، قد حلحَلتْ الصواميل، فقد كان العشم كبيراً في أن تؤول مستمسكاته وبياناته ومعلوماته إلى رصيفه الرسمي، لا أن توأد الأسرار في الصدور الغتيتة، أو توهب أو تُباع، لأقوامٍ من وراء البحار. إن كان قد حُلَّ فلمَ الصمت من قياداتٍ "مُجاهِدة" عهدناها تطاحِن الهواء ــ حتى الهواء ــ تحت سمعِ كل مايكرفون.. هل في الأمر خندقةً؟ أم اقتناصُ سانحة؟ أم أنهم سيصمتونَ أبدا؟ وأيمُ الحق.. ما تعوّدنا منهم شيئاً كهذا، فهُم من شاكِلة ذاك الذي "يكْتُلْ بالضّرَا". إن لم يكن قد تم حلّه، فبأي وجه (بَى يَاتو وَش) يُفاوضون دولاً استكبارية، جعلت من ذلك الحل، شرطاً للتطبيع؟ إن كان قد حُلَّ، فقد انكشف ظهر التنظيم، لسياط الجماهير.. إن كانت تلك إحدى ألاعيب الحاوي، فما عادت تلك الحركات تغري بالمشاهدة في زمن حرّية تدفُّق المعلومات. هو تغيير، كما تغيّر الحيّة جلدها. هو تغيير كما يغيِّرون الدستور كل صباح. إذن سيبقى جهاز الأجهزة بشكل أو آخر، لأنهم دونه عدم.. بهذه أو تلك، فإنّهم يأخذون مخصصات تفوق التخصصات. من كان يدفع؟ من غيرنا يُعطي لهذا الشعب معنىً، عدا المراجع العام، الذي يعرف خبايا المواجِع العامة؟ قيل إن ميزانية الشعبي، تقلّصت إلى ستمائة مليون فقط، بينما كان الانصياع للإمبريالية، يتجاوز الإمكانات، ويتعدّى السقوف والحدود، التي تتعامل بها الشقيقات العربيات، اللواتي يَدُرنَ في الفلك الأمريكاني. إنّه عَصّب التنظيم الذي يقود المشروع الحضاري من وراء حجاب. هذا جهاز السرية المطلقة والإبصار في الظلام، وحائط الصد والسند الأخير، الذي تعتمد عليه المنظومة. قد يُحل، أو لا يُحل، كل شيء ممكن في أجواء التقارب. إن كانَ حلّه مستحيلاً فلسوف يرتفع سعره، ويلهلِب سوقه، ويُباع هناك كصيد ثمين. لكل شيء ثمن! دوسيهات أبونضال وجماعته يساراً، وعمر عبد الرحمن وزمرته أقصى اليمين... لكل شيء ثمن، ولكل كيان من كياناتهم، عملاً مزدوجاً..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة