كثرت النجوى قبيل آخر اجتماع للأمانة للمؤتمر الشعبي نهار السبت.. هنا توضع أجندة اجتماع هيئة القيادة ومن ثم تحال إلى المؤتمر العام.. ورقة صغيرة كانت تسعى بين المجتمعين تسبقها نظرات.. مقترح ينهي تفرغ الأمين العام لمهامه التنظيمية حصراً.. ذاك المقترح يفتح الباب ليجمع الأمين العام بين الحسنيين.. التكليف التنظيمي والمنصب السيادي.. لم يتم طرح الأمر للتصويت بعد مداخلة مهمة من شخصية ذات نفوذ.. منطق الرجل الساحر أحرج من يقف من وراء التعديل باعتبار أن المؤتمر العام احتشاد استثنائي لملء منصب الأمين الشاغر بعد وفاة الشيخ الراحل حسن الترابي. لم يعد خافياً أن الشيخ إبراهيم السنوسي قرر أن يمضي لمشوار المشاركة إلى نهايته.. السنوسي كان يحمل خبراً لقواعد حزبه بمناسبة مرور عام هجري على وفاة الشيخ المجدد.. كشف الأمين للعام عن فحوى وصية الشيخ الترابي.. الوصية تقول امضوا في الحوار ما لم ينقص الدين أو تتهدد وحدة البلاد.. بعد ذلك كان السنوسي يمنح الرئيس البشير (شيك على بياض) في اختيار الوزارة المقبلة باسم لجنة (٧+٧).. بموجب ذاك التفويض يحق للرئيس البشير بعد التشاور مع رئيس الوزراء إعلان الحكومة الجديدة في وقت يحقق المصلحة العامة. في الناحية الأخرى من الشعبي تبرز وجهة نظر لا تنظر للمشاركة في السلطة بذات الحماس.. الدكتور علي الحاج تحدث للزميل مجاهد عبد الله بصحيفة "الأهرام" اليوم واضعاً تحفظات على مشاركة حزبه في الحكومة القادمة.. وصف علي الحاج التركيز على المشاركة بأنه يشبه وضع العربة أمام الحصان.. هنا يبدو الرجل العائد من المغارب مهتما بالحريات وإصلاح الملعب السياسي.. بل يعتقد علي الحاج أن حزبه تاه عن المسار بتعصبه الشديد لفرض ورقة الحريات التي اختطها الشيخ الترابي قبيل رحيله وتم اعتمادها كمخرج أساسي من مخرجات الحوار الوطني.. هذا التعصب العاطفي حسب وجهة علي الحاج أفقد الحزب الشعبي قدرته على التركيز على القضايا الجوهرية المتعلقة بالإصلاح الشامل. هنا بات واضحاً أن الحزب الحاكم يفضل الأستاذ إبراهيم السنوسي كما عبر صراحة عن ذلك الاتجاه الأستاذ محمد الحسن الأمين القيادي البارز في المؤتمر الوطني.. هنالك عدة أسلحة يمكن أن يستخدمها الحزب الحاكم صاحب الخبرات الطويلة في كسر عنق الأحزاب المنافسة.. بإمكان الحزب الحاكم أن يستخدم سلاح الترهيب والترغيب داخل هيئة الشورى للحزب الشعبي التي ترفع للمؤتمر العام ثلاثة أسماء.. ان تم إقصاء علي الحاج في تلك المرحلة فقد كفى الله الوطنيين شر القتال في المؤتمر العام.. وإن لم يحدث ذلك ربما قدم الحزب الدعم للمجموعات الجهوية التي يمكن ان تميل في اتجاه قبائلها ومناطقها.. هنا ربما يخرج أمين عام جديد خارج نطاق التوقعات. أخطر رصاصة تقبع في هدوء في جيب رئيس الجمهورية.. إذا ما رفع الفريق بكري صالح تشكيلته الجديدة لمجلس الوزراء عشية اجتماع هيئة شورى الشعبي.. استناداً لذاك التفويض الممنوح من أحزاب قاعة الصداقة بما فيها الشعبي وظهر علي الحاج مساعداً لرئيس الجمهورية أو حتى نائباً للرئيس.. هنا ستحدث ربكة تقلل من حظوظ علي الحاج.. من الصعب أن يعتذر الحاج عن المنصب الرفيع على الأقل في الوقت المناسب.. في ذات الوقت لا يستطيع الرجل حسب نصوص النظام الأساسي للشعبي الجمع بين المهمتين.. الاعتذار فيه أيضاً إحراج للمؤسسات التنظيمية التي رفعت الترشيحات.. هذا السيناريو المربك سيعزز من حظوظ السنوسي في اعتلاء الأمانة العامة. بصراحة.. المطلوب بإلحاح أن تترك قواعد الشعبي أن تقول كلمتها دون أي ضغوط.. مثل هذه التجربة في التنافس الحر مفيدة لكل الأطراف بل تمثل تمرين شاق حتى للحزب الحاكم يحتاجه في مقبل الأيام.. لذا يرجى عدم استخدام الرصاص الحي أو حتى (البمبان) المخصص لفض التظاهرات السلمية . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة