الشوفينية هي الإعتقاد المغالي في الوطنية، وتعبر عن غياب رزانة العقل والإستحكام في التحزب لمجموعة ينتمي إليها الشخص والتفاني في التحيز لها؛ وخاصّة عندما يقترن الإعتقاد أو التحزب بالحط من شأن جماعات نظيرة والتحامل عليها،. وتفيد معنى التعصب الأعمى. في مدلولها الاصلي (chauvinism) و للكلمة معنى الوطنية المفرطة، الغيورة والعدائية، والإعجاب الحصري لدى الشخص بوطنه والحمية العمياء للمجد العسكري، والإعتقاد المتحمس بأن وطنه أفضل الأوطان وأمته فوق كل الأمم، وينسب اللفظ إلى جندي فرنسي اسطوري إسمه نيكولا شوفان، شديد الغيرة على فرنسا ومتفاني في القتال في جيش الجمهورية نابليون في حروبه دونما التفات أو شك ، أو مساءلة لجدارة قضيته،[1] فقُصد بها الإشارة إلى التفاني الأعمى للجندي المتحمس والمتزمت بعنجهية لرأيه بالقضية. أشاع التسمية مسرحية هزلية للاخوان كونيارد إسمها (الشريط ذو الالوان الثلاثة) يظهر في المسرحية جندي فرنسي يسمي نيكولاس. شوفان وهو جندي ملهم بالوطنية المفرطة و مغال فيها الي درجة تتخطي حدود المنطق والحكم الصحيح. واشتق المصطلح من اسم الجندي لاحقا حب الوطن من الايمان ولكن المغالاة التي تجعل صاحبها لا يري بلدا ولا أمة تصلح للمجد والحياة غير بلاده و أمته، تنقل الشعور بالمحبة الي خانة الشوفينية البغيضة والتي بالضرورة تولد مشاعر الاستحقار لكل ما هو مغاير و اجنبي و غريب و غير معتاد، ولذلك الشوفينية قد تمثل الخطوة الأولي باتجاه الحرب والعداوة بين الناس و الشعوب. الانظمة السياسية تستغل المشاعر الوطنية و تجيشها لأغراضها الخاصة، وتتراوح هذه الأغراض بين الحشد لخوض الحروب ذات الأهداف الخاصة غير المعلنة لتتنوع الاغراض تباعاً وتشمل الهاء الناس عن قضاياهم الحيوية والمهمة و صرف انظارهم عن الاخطار المحدقة التي تحيط بهم. ولو فكر الانسان للحظات في الطريقة التي اكتسب بها جنسيته وانتمائه الوطني لأدرك أن الصدفة هي وحدها التي منحت اغلب الناس جنسياتهم ولعرف أن الجنسية التي يكرهها كان يمكن ان تكون ذات جنسيته والعكس صحيح الاغبياء دائما هم من يتفاضلون بينهم بالعرق والانتماء الوطني و القبيلي فقط لأن المعايير الأخري غائبة عنهم أو مغيبة بفعل فاعل سئ النية همه أن يجعل الناس يتفاخرون بمصائر الحكم فيها للصدفة ولا يمكن تغييرها، و بناء علي الرضوخ لهذه المعايير التي تكتسب بالولادة يفقد الانسان دافعه للتميز و للتقدم الي الامام وللخروج من دائرة الضيق الي الافق الواسع، أما الذي وُلد و هو يحمل هذه المنح فلن يحتاج الي بذل اي مجهود للمحافظة علي وضعه المميز، لأنه حق مكتسب بالولادة لا يمكن سلبه، وبين يأس ذلك التعيس الذي وُلد ليشقي و بين دعة و طمأنينة هذا المحظوظ الذي جاء الي الدنيا كامل التميز، تضيع معاني التنافس والتدافع و تفقد الحياة حركيتها لأن الوقود الذي يدفعها الي الامام ينعدم لانعدام الحاجة اليه. لن تتقدم اي امة واي مجتمع ما لم ينبذ المعايير البالية للتمايز و مالم يستبدل التفاخر بالانتماء الي وطن معين او جهة معينة او قبيلة معينة بالتفاخر بالعمل و الكسب و العلم وبمقدار ما يقدمه الانسان للانسانية و للكون و للحياة بأسرها (1) تعريف الشوفينية من الموسوعة الحرة و من دائرة المعارف البريطانية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة