من بين ثنايا ردود الفعل على تكليف الفريق أول بكري حسن صالح بمنصب رئيس الوزراء رأيت بعض الأصوات تطالبه أن يضع على رأس أولوياته إصلاح (قفة الملاح)!. وتعبير (قفة الملاح) سائد في المشهد السياسي السوداني بكثرة.. يُقصد به مطلوبات الحياة اليومية، بالتحديد السلع التي يصنع منها الطعام.. فـ (القفة) إناء مصنوع من سعف النخيل كان يستخدم في حمل أصناف الطعام عند شرائها من الأسواق. وتستفزني عبارة (قفة الملاح) إلى أقصى درجة.. لما فيها من (تسفيه) و(تتفيه) للشعب السوداني.. الذي يُصوَّر وكأن أقصى أمانيه.. الطعام.. (بضع لقيمات يقمن صلبه). صحيح سهولة ووفرة الطعام أمر مهم لكل البشر، لكن ليست هي الأحلام.. خاصة لوطن مثل السودان مكتنز بالخيرات ومزدحم بالنعم. الذين يصرون على برمجة أمانينا على محطة الأحلام لا يسيئون لنا فحسب، بل يحبطون قدرتنا على العمل والنهضة واللحاق بقطار العالم المندفع من حولنا. وبصراحة و(دون زعل).. أنا لا ألوم بعض رافعي شعار (القفة).. لأنهم من فرط استهلاكهم لكل خبرتهم ما بات في خيالهم غير (القفة).. ويريدون أن يضعوا أحلام كل الشعب بأجياله الشابة المشرئبة في (قفة).. بدلاً من النظر إلى المستقبل ببصيرة المستقبل. ولأننا– في نظر الحاكمين- شعب (قفة الملاح) لهذا تزدحم نشرة الساعة العاشرة بالتلفزيون الرسمي بأخبار من مثل (والي ولاية يفتتح كافيتريا مدرسة ثانوية)، و(معتمد محلية يدشن سلة نفايات في شارع)، وتظل وسائط الإعلام الرسمية تهتز طرباً على أنغام الافتتاحات الوهمية. ما زلت أكرر أن الحال لن ينصلح إلا إذا أشهرنا جميعاً حالة الرفض الكامل لمؤامرة (تتفيه) أحلام الشعب السوداني. على كل سوداني وسودانية رفض الواقع الذي يعيشه.. ارفض البيت والعمل والحافلة التي تستقلها بينهما.. وارفض المدرسة والجامعة.. وارفض المقرر المدرسي.. وارفض الأسواق التي تجبرك الظروف على الشراء منها. الرفض الذي أقصده هنا لا يعني المقاطعة.. فبكل أسف هي ربما حتميات من حولك لن تستطيع إلا التعامل معها.. لكني أقصد بالرفض ممارسة الإحساس أن هذا الواقع الذي نعيشه هو محض (تزوير في أحلام رسمية).. فبالحساب المجرد من الهوى.. وقياساً بعمرنا المستقل من 1956 حتى اليوم، يفترض أن نكون أكثر تقدماً وأغنى من كوريا الجنوبية.. لأننا عند استقلالنا كنا كذلك.. وأكثر ثراء من إمارة "دبي".. لأننا حتى العام 1970 كنا كذلك.. وقائمة طويلة من البلاد التي أنعم الله عليها اليوم بكرامة العيش والأحلام. أول خطوات التغيير تبدأ بـ (الرفض).. رفض الواقع المتوهم. بالله عليكم.. لا (تقفقفوا) أحلام الشعب السوداني. altayar
تحيةكلام افقي حالم لا معني له....الصراع الحقيقي الأن هو تامين قفة الملاح....هناك افقار متعمد للشعب لم يحدث في تاريخه....هذه وسائل المشروع الحضاري في اذلال الناس وقيادتهم من منطلق الحاجة ومن هنا يكمن مدي تسفيه النظام للشعب وجره نحو حاجاته فقط...الناس ما قادرة علي حق الملاح.... كيف اصبحتم كتاب رأي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة