الجريمة التي إرتكبتها قوات الحركة الشعبية في الحجيرات بولاية جنوب كردفان ، وفي منطقة أبوكرشولا والتي راح ضحيتها سبعة أشخاص من قبيلة الحوازمة في هجوم الحجيرات وشخصين في هجوم أبو كرشولا ، ونهب ما يقارب ألفا رأس من الماشية ، قوبلت بكثير من الإستهجان بين المواطنين في ولاية جنوب كردفان والرأي العام السوداني ، حيث أن معظم المقتولين كانوا في أعمار دون سن الرشد . ووضعت هذه الجريمة المنطقة من جديد في حالة من التوتر، بعد هدوء نسبي . هجوم قوات الحركة على الرعاة من الحوازمة لم يكن الأول ، فمن قبل وفي فترة الثمانينيات هاجمت قوات الحركة رعاة الحوازمة وقتلت عددا منهم ونهبت أبقارهم ، وتوالت بعد ذلك الهجمات ، في القردود وغيرها ، في تلك الفترة كانت بداية نقل الحركة عملياتها إلي الداخل ، ولم تكن الهجمات تستهدف مجموعة بعينها . وما لم يستوعبة الناس والمجموعات التي تعيش في الولاية أن الحركة الشعبية في حالة حرب مع الحكومة وليس المواطنين ، فكيف تعتدي على مواطنين يعيشون في الولاية التي تقول أنها تحارب من أجل إنسانها ؟ ، وهي بذلك تفضح نفسها ، وحتى الحرب مع الحكومة تشهد الآن وقف لإطلاق النار ، والمفارقة أن الحركة الشعبية تطرح نفسها بأنها تقاتل من أجل المهمشين ، وتدافع عن حقوق الإنسان السوداني ، وتريد سودان جديد يتساوى فيه كل المواطنين ، فكيف تعتدي على أناس تدعي أنها تدافع عن حقوقهم ؟ اللهم إلا إذا كان هؤلاء الرعاة لا تعتبرهم الحركة من ضمن مواطني الولاية . والسؤال هل قيادة قوات الحركة في المنطقة التي قامت بالهجوم الغادر علي الرعاة الصبية لا تعلم بتحرك قواتها ؟ وهل يعقل أن تتحرك هذه القوات والإعتداء على مواطنين دون أوامر من قيادتها ؟ وبالرغم من بيان القيادة السياسية للحركة وتوجيهها لقيادتها العسكرية في المنطقة بالتحقيق في الجريمة كما تقول ، إلا أن رد القيادة العسكرية في المنطقة جاء فاقداً للمنطق بالقول أنه لا توجد قوات للحركة في تلك المنطقة !! ولكن هل بالضرورة أن تكون القوات موجودة بالمنطقة ؟ فمن الممكن أن تأتي من أي مكان وتنفذ هجومها ، أن هذا العمل غير المسئول يُخشى معه أن يتحول إلي صراع يأخد منحى يهدد التعايش ويزرع بذور التفرقة بين مكونات الولاية ، و يعيد للإذهان ما كان يدور من حديث عن توجهات عنصرية تقف وراءها بعض الأصوات في الحركة ، لكن الغالبية من أبناء النوبة لا تؤيد هذا الإتجاه ، حفاظا على التعايش والإختلاط الذي تم بين مكونات الولاية وتحديدا بين النوبة والحوازمة . قبيلة الحوازمة كما هو معروف عنها أنها قبيلة تشكل أهمية إقتصادية لولاية جنوب كردفان وكذلك لها تأثيرهاالثقافي ، هذه الأهمية الإقتصادية والتأثير الثقافي يمتد ليشمل ولاية شمال كردفان ، حيث تداخلت مع المجموعات من سكان المناطق الجنوبية من ولاية شمال كردفان حتى حدود مدينة الأبيض ، وفي فترة الخريف تنتقل القبيلة لقضاء ثلاثة أشهر هي فترة فصل الخريف في مناطق ولاية شمال كردفان فتنعشها إقتصاديا وثقافيا حيث تنقعد حلقات المصارعة في الأماكن التي يحلون بها في هذه الفترة ، ويعود النشاط التجاري لسوق المواشي والأسواق التجارية ، وخاصة معامل الأجبان التي تتوقف عن العمل بعد رحيلهم إلي جنوب كردفان مع إنتهاء فصل الخريف ، وقد هددت إعتداءات الحركة المتكررة الموارد الإقتصادية لهذه القبيلة وحولت أعداد منهم إلى معوزين بسبب فقدانهم لماشيتهم مما إضطرهم للهجرة إلي المدن أو العمل في الزراعة البسيطة . الحركة الشعبية مطالبة لإزالة آثار هذا الإعتداءالذي وقع على الحوازمة ، والذي فقدت فيه القبيلة عددا من أبنائها ، وتكبدت فيه خسائر مادية تمثلت في نهب قطعان تخص عدد من الأفراد ، بأن تحاسب الذين قاموا بهذه الجريمة دون مماطلات ، وأن تعيد ما نُهب من الماشية ، وأن تؤكد إلتزامها بالتعايش السلمي بين المجموعات وإحترامها للواقع الإجتماعي المتمثل في علاقات التصاهر والتداخل بين المكونات في الولاية دون تمييز لأن ذلك من مطلوبات تحقيق وإستمرار السلام والمحافظة على النسيج الإجتماعي في الولاية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة