كان لافتاً للغاية أن تعلن شركة السافنا التجارية عن قيام مؤتمر صحافي لمناقشة قضية البكور في السودان..كان بالإمكان توقع أن يكون مسار المؤتمر عن فسائل النخيل التي تعرضت للإبادة.. لكن إذا أعدنا البصر كرتين سنجد المفتاح..السافنا والبكور لهما صلة بالدكتور عصام صديق..خلاصة المؤتمر أنكر عصام صلته بالفكرة..الحقيقة أن المشكلة ليست في صاحب امتياز الفكرة بل في استمرارها..بل من عجائب القدر أن السودان الجديد أصر على الاحتفاظ بذات الخطأ الجغرافي. ولأن المشكلات ذات صلة أعربت وزارة التربية عن رغبتها في تمديد أيام الأسبوع الدراسي..المقترح الماثل للدراسة يستهدف القضاء على عطلة السبت بحجة أن أيام السنة لا تكفي..وتحت هذا الإحساس الكاذب تضطر المدارس لتحميل اليوم نحو ثمانية حصص. إلا أن السؤال كيف تدار العملية التعليمية في العالم المتقدم..مثلاً في أمريكا لا تزيد أيام الموسم الدراسي عن 180 يوماً..إذا حدث طارئ مثل جليد أو مطر غزير يتم تعويض الفاقد من أيام العطلة السنوية..خلال هذه الستة أشهر وأثناء اليوم الدراسي يتمتع التلاميذ بوجبة إفطار مجانية..بالإضافة لمواد خفيفة من تعلم الموسيقى أو ممارسة الرياضة أو حتى الطبخ..لا يوجد تكثيف لمنهج التلقين والتحفيظ..كل تلميذ يتم التركيز على تقوية نقاط الضعف فيه..في النهاية يكون المنتج المدرسي له قوة منافسة في الجامعات أو في أسواق العمل. في بلدنا ليس هنالك خطة حتى في بداية اليوم الدراسي الذي يفترض أن يبدأ أبكر من مواعيد العمل العادية وذلك تفادياً للزحام، وحتى تتمكن الأسرة العاملة من ترتيب خروج أبنائها أولاً..المناهج الدراسية فيها تكثيف للمادة يثقل كاهل التلاميذ..هنالك اهتمام زائد بمواد الحفظ مقارنة بالمواد التي تحرك الذهن أو تكتشف المواهب..تصنيف الطلاب لأذكياء وأغبياء عن طريق التنافس يصنع مناخاً غير صحي..أيام الامتحانات تتحول داخل البيوت إلى ما يشبه الحرب..استعدادات قصوى..في النهاية يشعر الطالب أنه دون المستوى أن لم يذكر اسمه في قائمة العشر الأوائل. في تقديري..إن الوقت مناسب لإجراء حزمة تغييرات جذرية في المناهج..علينا أن نسأل أنفسنا عن نوعية الطالب الذي نريد مع نهاية كل مرحلة..هنالك اضطراب في العملية التربوية..الآن يمكن أن يلغى اليوم الدراسي إذا ما هم المعتمد بزيارة مدرسة..أما إذا المسؤول أرفع فسيتم إرسال التلاميذ الصغار للانتظار تحت لهيب الشمس الحارقة..لتكن البداية بتقديس اليوم الدراسي وإخراج التلاميذ من دائرة الاستغلال السياسي..إن حدثت تلك المراجعات سنجد أننا لا نحتاج لمصادرة يوم السبت من حياة الأسر المرهقة خلال أسبوع من الرهق. بصراحة..دائماً تفكر الحكومة في الحل السهل..يتم شطب مرحلة مثل المتوسطة في لمح البصر..حينما يضحك علينا العالم نضيف فصلاً من المراهقين للمرحلة الابتدائية..فيزداد العالم علينا ضحكاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة