يجب ألا يمنح معتنقي ديانة معينة في أمريكا أفضلية معيّنة، هذا الأمر ضد القيم الأمريكية" كانت تلك سوزان كولين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري وهي تسجل اعتراضاً على سياسات ترامب ضد المهاجرين من سبع دول إسلامية.. السيدة الفضلى كانت واحدة من نحو عشرين مشرعاً من حزب الرئيس عارضوا مسعى ترامب للحد من هجرة المسلمين لأمريكا..الذين سيعارضون الأمر عبر المؤسسات سيكونون أكبر من ذلك العدد بكثير . أتابع بكثير من الشغف ما يحدث بالحزب الاتحادي..هنالك ثورة حقيقية تتبلور في حزب الأشقاء ..حينما أعلن الدكتور جلال الدقير استقالته من الأمانة العامة للحزب لم يصدق أحد..حتى رئاسة الجمهورية تعاملت ومازالت مع الأمر باعتباره مجرد مناورة..ما زال مقعد الدقير في الرئاسة شاغراً رغم تقديم مساعد الرئيس لاستقالة رسمية من المنصب. ما تلى الاستقالة جدير بالدراسة والتدبّر..القائمون على الأمر في الحزب حاولوا التخلّص من الأستاذة إشراقة سيّد محمود باعتبار أنها صوت صاخب ومزعج فيما يَرَوْن..فشلت محاولة فصلها بقرار فوقي..اجتمع المكتب السياسي وأجاز الأمر ..لكن إشراقة لجأت للقانون، وعبر مجلس الأحزاب أبطلت القرار..مجلس الأحزاب ألزم الحزب الاتحادي بعقد اجتماع للجنة المركزية التي تشمل نحو (٢١٨) عضواً..أمس الأول انعقدت اللجنة المعنية بنادي الشرطة، وبحضور رئيس مجلس الأحزاب بصفة مراقب. صحيح أن اللجنة المركزية قضت بفصل الأستاذة إشراقة، وهو قرار مؤسف..لكن علينا التمعن في الديمقراطية التي سادت وسط هذا الحزب المحترم..قرار فصل إشراقة لم يؤيده سوى(٩٧) عضواً..إشراقة التي تم فصلها تمكنت من إثبات عدم شرعية الأمانة العامة، وبات حتماً على الأمين العام المكلّف تكوين أمانة جديدة..بل أن اللجنة المركزية ألزمت الحزب بعقد مؤتمر عام في يوليو القادم ..هذا حراك ديمقراطي لم تألفه أحزابنا السياسية. في الحزب الحاكم تمّ طرد الأستاذ أمين بناني بمجرد أن وجّه نقداً لتجربة حزبه..الاستغناء عن خدمات الشيخ الجليل حسن الترابي لم يحتاج سوى عشرة توقيعات لقيادات وسيطة وقت ذاك حوتها مذكرة العشرة ..فصل غازي صلاح الدين والمنادين بالإصلاح تم تمريره عبر لجنة الانضباط..إزاحة الحرس القديم تم بيسر كالذي يتناول حبة إسبرين.. كل ذلك تم في أكبر الأحزاب لأن المؤسسية التي تجبر النافذين على احترام قواعد اللعبة غائبة تماماً. لنتأكد من عظمة ما يجري في هذا الحزب علينا أن نمعن النظر تجاه الحزب الاتحادي الأصل..رئيس الحزب يتجوّل بين العواصم غرباً وشرقاً دون أن يفكر في تقديم استقالته رغم أنه بلغ من العمر عتياً..حينما يحتاج مولانا الحسيب النسيب لمشاورة أعضاء حزبه يهرعون إليه في قصره في طيبة بقاهرة المعز..بعد ذلك تعود الوفود بعد أن تنعم بالنصح والبركة..الحزب الشيوعي في أقصى اليسار وبجرة قلم واحدة استغنى عن الدكتور الشفيع خضر أنشط كوادره. بصراحة..الذين يظنون أن بإمكانهم اللعب في الملعب السياسي دون تغبير أقدامهم، أو دون الاحتكام للقوانين المنظمة، عليهم أن يراجعوا أنفسهم..السياسة أن تضحي من أجل الآخرين، والاستغلال أن يعمل الآخرون لأجل راحة الزعيم. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة