في الحلقة الأولي تعرضت الي الرسالة التي وصلتني من السيد السفير وما احتوت من تهديد ووعيد، ومشكوراً أمهلني سيادته فترة 10 أيام تبدأ من تاريخ استلامي للرسالة في العاشر من يناير لتنفيذ مطالبه بعدها سيلجأ للقضاء الكندي علي حسب ما وعد أذا لم أقم بعمل اللازم . منذ وقت مبكر آليت على النفس أن أقوم بدوري في كشف الممارسات الخاطئة التي يقوم بها النظام سواء في الداخل أو الخارج . حيث الصمت على ما حدث ويحدث يكون مشاركة فيه وخيانة للوطن وتنصلاً عن الواجب القومي وقبولاً بممارسات الاعتداء على المال العام وجُنح الفساد الإداري وتكريساً لكل القيم الفاسدة وهذا يجعل من كل البدع سنناً وشرائع و نواميس تتسارع على هديها خطى أمتنا نحو الهاوية. أبدأ ردي علي سيادته بالمهنية التي ذكر أنه يحمل محمل الجد أي أعتداء عليها وعلي شخصيته . نود أن نوضح للسيد السفير أن المهنية تُكتسب من مجالي الدراسة الأكاديمية والخبرة العملية . عن أي مهنية يتحدث من التحق بوزارة الخارجية بعد أن أستلمت الأنقاذ السلطة وأستبدلت الكفاءة بالولاء وضربت بتقاليد الخدمة المدنية الراسخة عرض الحائط؟ عن أي مهنية يتحدث من التحق بالخارجية بعد أن تخرج من كلية الزراعة علي يد نافع علي نافع مدير جهاز الأمن السابق وكؤفي بعد ذلك بأستيعابه في وزارة الخارجية بدلاً من توظيفه في وزارة الزراعة التي هي من صميم تخصصه وتبع ذلك التعيين أيفاده للعمل بالصومال وأيران والسعودية . المهنية المجني عليها من قبل القائم بالأعمال بعد خبرة لاكثر من عشرين عاماً في أروقة الوزارة وأدارتها المختلفة يتوقع المواطن السوداني البسيط أن تنعكس علي تطوير العلاقات بين السودان وكندا . وفي هذا الخصوص الذي يدخل في صميم تطوير العلاقات نريد أن نستفسر من سيادته هل فكر في أقامة ندوة أو سمنار أو ورشة عمل ولو في أطار محدود لمجموعة من زملائه الدبلوماسيين في زياراته المتعددة للسودان أو حتي أثناء أقامته معنا بكندا حول إيجابيات التجربة الكندية بما فيها من حكمٍ فدرالي فعَّال ورشيد وتطور أقتصادي وعلمي ورسوخٍ لقيم الديمقراطية وحقوق الأنسان وسيادة حكم القانون وتعايش سلمي للقوميات وحماية للبيئة ورعايةٍ صحية مجانية وضمانات إجتماعية وتعليم مجاني حتي المرحلة الثانوية العليا . هل نظر سعادته بعين الأعتبار لتجانس القوميات المختلفة في المجتمع الكندي وحقوق المواطن والديمقراطية التي تُمارس وقارن ذلك بما يحدث في دارفور حالياً من أبادة عرقية . هل فكر سيادته في تقديم ندوة عن التعايش السلمي للاديان في كندا مقارنةً بالأماكن التي عمل بها وكيفية الأستفاده من كل ذلك في كتابة دستور علماني يساعد في وقف نزيف الحرب وهضم حقوق الأقليات ويحفط للسودان ما تبقي من وحدته . وثالثة الأثافي طيلة إقامتي بعاصمة كندا لم أسمع لأي من السفراء بإقامة مؤتمر صحفي أو الأدلاء بحديث تلفزيوني أو أذاعي حتي للمحطات العربية لشرح الأوضاع بالقطر الذي أوفدهم للتمثيل وهذا أضعف الأيمان . هذه الأنشطة التي لا تحتاج الي موافقة الوزير أو الوكيل هي من صميم المهنية التي يدعيها السفير . وعلي الجانب الأخر من الأولويات التي تقوم بها بعض الجاليات النشطة ناهيك عن السفارة هي تقديم العون والمساعدة للجامعات والمعاهد العليا في السودان التي تعاني من النقص في كل شيئ بداءً من المراجع ومصادر البحث العلمي ومعدات المعامل وأجهزة الحاسوب التي يحتاج اليها الطالب السوداني وهذه الأخيرة والتي تجدها علي قارعة الطريق بالشارع الكندي لم تقم السفارة حتي بجمعها وارسالها للمحتاجين. السفارة بدلاً من أن تساهم في هذا البند الهام الذي ينعكس عائده بصورة مباشرة في رفع المقدرات العلمية والذهنية للطلاب مما يساعد في التخلي عن سياسة العنف التي أسس لها هذا النظام وأصبحت طابع يومي للحياة الطلابية الجامعية تركته مجالاً مفتوحاً لسماسرة ما يسمي بالمجتمع المدني لكي ينوبوا عن السفارة ويقدموا المساعدات للجامعات الخاصة (مأمون حميدة مثالاً). سعادة السفير ، كندا ليست فقط بقره حلوب لتحسين الوضع المالي للدبلوماسي ورفع المستوي الأكاديمي للأبناء والبنات . ليس هناك ما يبرر أن يكون النقل لكندا أو غيرها بحسبان أنها مناسبة كآخر محطة قبل التقاعد او "بر" الموالين والمقربين والمرضي عنهم فليس من أجل ذلك تقام العلاقات بين الدول أو تفتح السفارت . أنها أرقي وأرفع من هذه الماديات . راجع مقال (لا أريد أن أفسد عليك فرحة يومك هذا) . وحقيقةً فاقد الشيء لا يعطيه. تحدثنا مراراً وتكراراً عن ما لحق بالخدمة المدنية من جراء سياسة التمكين وهذا الخطاب الذي أتي بعد 27 عاماً يقف دليلاً علي هذه المحنة. هذه الرسالة الممهورة بأسم القائم بالأعمال بكندا بها من الأخطاء الفنية والادارية وعدم الإلمام بالقانون الدولي مما يصعب حصره وأخشي ما أخشاه أن تكون المخاطبات المرسلة من السفارة السودانية للخارجية الكندية بهذه الصورة البشعة . الأخطاء الإدارية والمالية جزء لا يتجزأ من معاير الكفاءة والمهنية . الالتزام بها واجب مقدس والخروج عليها يلزم المحاسبة وليس الإشادة والترقي. اليك أيها القارئ تقييم هذه الحالات لتري كيف أنها تقدح في معيار المهنية التي يزعم كاتب الرسالة أنها تمثل خطوطاً حمراء له. - بداءً علي بدء لا يوجد في هذه الرسالة ما يفيد بأنها صادرة من السفارة السودانية (الرجاء مراجعة الحلقة الأولي). نعني بذلك أن الخطابات التي تأتي من جهة رسمية تكون مروسة في العادة وتحمل ختم الجهة الصادرة منها . - لا يوجد توقيع في ذيل الرسالة علي الرغم من أن هذا مستند قانوني والتوقيع يقف شاهداً علي أن هذه الرسالة صادرة من هذا الشخص أو هذه الجهة وهو يتحمل كامل المسؤولية في ما تحويه من مضمون. - لا يوجود عنوان أو أشاره الي بريد اليكتروني في هذه الرسالة أذا أستثنينا العنوان البريدي علي الظروف الخارجي الذي تطالب به مصلحة البريد لتعيد الرسالة الي الجهة الراسلة في حالة عدم الأستلام - التاريخ في أعلي الجزء اليمين من الصفحة الأولي بخط اليد - الصفحات ليست مرقمة - الصفحة الأخيرة تحتوي علي الأرقام 1 و 2 . بالرقم 1 عنوان مدير القسم الكندي الذي أعمل به مما يدل علي أن هذا الخطاب وجه أو سيتم توجيهه له . و الرقم 2 خالي من أي معلومات - والأهم من ذلك ما هي اللوائح المنصوص عليها في القانون الدولي التي يستند عليها السفير في مخاطبتي؟ ومنذ متي كان للسفراء حق مخاطبة مواطني البلد المضيف من دون الرجوع الي وزارة خارجية البلد المُضيف. يذهب السفير في رحلة خاصة الي أمريكا تصحبه سيارة السفارة الجديدة حيث يتولي القيادة السائق الحكومي. ينزل في أفخم الفنادق ويأكل أطيب الطعام وهو غير بال ولا مستعد للمساءلة وتتعرض السيارة الي حادث طفيف أثناء مكوث السفير بالفندق وحين العودة الي أتوا يتفتق الذهن بفرض غرامه علي السائق يدفع بموجبها تكاليف التصليح ويأتيه النصح من حيث لا يدري في الخطأ الأداري الذي أقترفه منذ البداية وهو أستغلال المال العام في الأغراض الخاصة . وبناء علي هذا يتراجع سيادته من القرار الأول بفرض الغرامة ويكتب التعليق التالي: (يحفظ الملف) . أين هذا من حال الخليفة عمر بن عبدالعزيز كما جاء في ألأثر حينما كان يتحدث ليلاً لأحد أمرائه الذين ولاهم على إحدى الأمصار عن حال البلاد والعباد، ثم فجأة انتقل الأمير ليسأل الخليفة عن حال أسرته وأولاده، فأطفأ الخليفة الشمعة التي جاء بها من بيت مال المسلمين، وأوقد شمعته الخاصة ليجيب على سؤال الأمير. مع العلم أن هذا ليس هو الحادث الأول الذي تتعرض له عربة السفارة. في الماضي تعرضت سيارة السفارة السودانية لحادث مرور ( حقيقة تم هذا في عهد من سبقوه ) ولم تتم محاسبة السائق والسبب في ذلك أن من كان علي القيادة سائق متنفذ يتمتع بأمتيازات خاصة تم تعينه وأرساله لسفارة أتوا بأوامر عليا وحالياً تمت ترقيته وأصبح رئيساً للسواقين بالسفارة . - السيد السفير الذي يرأس بعثتنا الدبلوماسية بكندا صحبته مواطنة سودانية تعمل معه في المنزل عندما كان يعمل بإيران وفي فترة أقامته في السعودية وحالياً في كندا . - بعض الكادر الإداري الذي أُحضر من الخرطوم مستوي لغته الأنجليزية ضعيف فتقرر أن يلتحق بمدارس لتعليم اللغة الإنجليزية بكندا مع العلم بأن تكاليف الدراسة تقوم بدفعها السفارة السودانية . هذه أخطاء في الماضي كانت تؤدي الي إرجاع القائم بالأعمال الي الخرطوم ومحاسبته بدلاً من ترقيته . أهذا ما يعنية السيد السفير بالمهنية التي لا يريد سيادته أن نتعرض لها ؟
تعزية واجبة: الموت نقاد يختار الجياد نعي الناعي علياً (بوب) قبل أن يري الوطن ينعم باستقرار وسلام وديمقراطية . رحل مناضل من أجل حكم ديمقراطي وحقوق عمال وطبقة عاملة منذ أن كان طالباً بالثانويات ثم المانيا الديمقراطية وجامعة جوبا. رحل وهو بعيد عن الوطن الذي أفني زهرة شبابه وعمره في سبيل نهضته . رحلت معه حكمته وبصيرته النافذة. أعزي نفسي ورفاق نضاله في الحزب الشيوعي ومنبر كاليفورنيا الديمقراطي وبالشبكة السودانية لحقوق الأنسان وبكل منبر عام ساهم فيه المفكر والاقتصادي والباحث المدقق علي بوب . التعزية موصولة من لي معرفة بأصدقائه في كل بقاع العالم وأخص بالذكر حيدر أبراهيم علي ومحمد مراد وزوجته خديجة الرفاعي والفاضل عباس ومحمد محمود والشفيع خضر وعبدالله جلاب وفاروق أبوعيسي ومحمد فتحي (مو) وسعدية عبدالرحيم وهاشم محمد صالح وعبدالسلام بشري وثريا أبراهيم والأخوين جمال وأحمد طراوة ومحمد علي عثمان والفاضل الهاشمي . أعزي رفيقة دربه سوسن وأبنائه هشام واحمد وابنته هديل. وأنا لله وأنا اليه لراجعون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة