شهدت ردهات اقدم واعرق فندق بقطر رمادا ( راديسون بلو ) حفل الاستقبال بالذكرى 61 للاستقلال .الذي اقامه سعادة فتح الرحمن علي سفير السودان بدولة قطر وبحضور حشد من سفراء الدول العربية والافريقية والاجنبية وبتشريف كريم من سعادة محمد عبدالله الرميحي وزيرالبلدية والبيئة وسعادة الدكتور احمد بن حسن الحمادى الامين العام لوزارة الخارجية وسعادة ابراهيم فخرو رئيس المراسم بالخارجية القطرية ورييس الجالية الدكتور عمر الاصم والشيخ حماد الفادني منظمة الدعوة الاسلامية وعدد مقدر من رموز الجالية السودانية بقطر .
الحفل كان ذو مذاق خاص وربما هو التجمع الاكبر للسلك الدبلوماسي من السفراء الممثلين لدولهم بقطر بعد ان غابت او انتفت مثل هذه التجمعات ضمن رزنامة السفارة السودانية بالدوحة .. الاستقلال كلمة حميمة تلامس شغائف القلوب وتدغدق المشاعر وتطوف على المحطات التي شهدت ميلاد ومخاض صناعة الاستقلال من الرعيل الاول الذي ادفق فكره وجهده ليكون السودان حرا مستقلا .. ان طعم الحرية هو طعم الحياة بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني لذلك كان احتشاد ذلك الجمع بردهات فندق رمادا الدوحة ليلة السبت وكأنه ميلاد ليوم جديد يحمل في جوفه كل البشريات لتعافي الوطن وتقدمه ضمن منظومة الدول الفتية الحرة والتي توفر لشعبها الرفاهية والاستقرار باليات التنمية المستدامة .
وقد رافق الحفل معرض تراثي وسياحي لمشغولات من السعف والجلود والفخار بجانب مجسمات لمناطق عرفت بغناها التراثي كاهرامات البجراوية وجبل البركل ولوحات تشكيلية جسمت بالريشة والالوان الثقافة السودانية الموغلة في القدم وابرزت الجوانب الجمالية .. وقد خاطب السفير ابن البلد فتح الرحمن علي والذي ومنذ قدومه الدوحة بشر بانطلاقة جديدة ونهج يوطر للملمة " الزولات " في جسم متناسق يتجاوز المرارات ليحكي عن قامة الوطن العالية ذات الحضارة التليدة والادب الجم في التعامل مع الاخر انطلاقا من الندية والكفاءة والعلم وفتح كل النوافذ للاخرين حولنا ليطلوا على وطن غني بشعبه وامكانياته وبحره ونيله وباطن ارضه .
حدث فتح الرحمن حضور الحفل من السلك الدبلوماسي عن فرص الاستثمار الواعدة الكبيرة بارض السودان وبسفينة الحوار الوطني التي يقودها الرئيس عمر البشير والجهود المبذولة لاسكات لغة الدمار والحروب الكريهة التي اوقفت الة التقدم والنماء .. والتي كان لدولة قطر اليد الطولى والقدح المعلي لسلام دارفور ليشهد انسان هذا الجزء العزيز من الوطن الاستقرار والهناء بارضه وخيراتها الوفيرة في ظل ظروف اقليمية ودولية غاية فى التعقيد خاصة مع التراجع الاقتصادي العالمي المعروف للجميع وقضايا.اللجوء والهجرة الاكثر تعقيدا والتي لا بديل عنها إلا قلب الاوطان الدافئة وفتح مسارات لاليات التنمية وتوسيع مواعين الاستثمار الوسيلة المضمونة للاستقرار .
ولم يكد حفل الاستقبال الرسمي ينهي اخر فقراته إلا وبدأ الحفل الجماهيري الذي نظمته الجالية السودانية بالدوحة فجاءت الاسر واطفالها ونسائها بكل الوان الطيف والاثواب الملونة والمزركشة بالتطريز والشك دليل فرح داخلي لسودان الغد وتفاؤل لا ينقطع بتشافي كل اجزاءه المترامية الاطراف .. وتنوع البرنامج بين جماعة الشعر بالمركز الثقافي بالدوحة ومبدعي الغناء الشعبي والحديث وتمركزت الاغنيات الوطنية و التي حركت مكامن العشق والوله وعرض الشباب ولابسي العمامات البيضاء بالعصي والسيوف .وقد جسمت فرق المدارس السودانية بنين وبنات انموذج للتلاحم وكان التراث بارزا والطموحات جلية في لوحة فريدة حيث اعتلت تلميذات المدرسة السودانية المسرح بعضهن بالروب الابيض واخريات بالروب الاسود دليل سلك القضاء والمحاماة وبعضهن جلسن على " البنابر" يصنعن الشاي والقهوة واخريات يعزفن على الجيتار ولابسات الثوب ومخضبات الايادي بالحنة والجرتق والعديل والزين فشكلن لوحة فريدة للتنوع السوداني وقاماته العالية المتفردة في بحور العلم والمعرفة ورفع عصى الترحال لطرق بوابات العمل والبحث عن الرزق الطيب والحلال .
مفاجاة الحفل كان الحضور الذاهي للشاعرة " داليا الياس " والتي امطرت الحضور بجملة من قصائدها الباهية والتي فيها رمزية لكثير من الحكايات التنويرية والتثقيفية ولمحاربة العادات الضارة والمفسدة للنفوس الضعيفة .. وكان للفنان الشعبي " سيدى دوشكا " النصيب الاوفر في تحريك مشاعر الحضور باغنيته الشهيرة ( يا سواكن ) واغنيات وطنية اخرى حركت الوجدان وطرب لها الحضور صغارا وكبار...بعد ان صدح الفنان الشاب باغنيات اكتوبر وانا سوداني انا
وكما جاء بكلمة السفير فتح الرحمن ورئيس الجالية د. الاصم ان السودان مقبل على مرحلة جديدة من الوفاق الوطنى الحقيقى وفتح فرص الاستثمار المنتج والمفيد نامل من كافة القوى السياسية والوطنية فى الداخل والخارج الاستفادة من هذه المظلة " الدافئة للحراك للامام" لان الوطن يسع الجميع ليكون شعار المرحلة القادمة البناء والاعمار واعطاء اهل الخبرة والفنيين الفرصة فى تحريك مفاصل الدولة والاستفادة من " خيرات " البلد الكبيرة فى مشاريع انتاجية تدعم الصادرات والعملات الصعبة فى مشروعات يملك السودان فيها مزايا نسبية وقيمة مضافة عالية فى مقدمتها الزراعة والتصنيع الزراعى والتعدين والانتاج الحيوانى والخدمات والبنيات التحتية اضافة الى تاهيل وتدريب الكوارد البشرية وحسن ادارة المؤسسات قطاعا عاما او خاصا وغرس " قيم العمل النبيلة " وفق الانظمة ولقوانين لدى الناس لضمان ادارة رشيدة لتلك المؤسسات وحسن توظيف الموارد المالية وتقليص وضبط الانفاق الحكومى غير الانتاجى وتحسين بيئة الاعمال لضمان تدفق المزيد من رؤوس الاموال والاستثمارات خاصة لرجال الاعمال والمستثمرين القطريين والخليجيين عامة وفق اسس منضبطة تراعي المصلحة العامة للبلد ومحاربة الفساد وتسهيل وتيسيير الانظمة واللوائح وتجليتها من اي تعقيدات او مواربة .
ليلة السبت احتفاء باستقلال السودان ذات عبق ورحيق في حضرة السفير فتح الرحمن والذي جاء يعتمر فكر وفلسفة دبلوماسية رصينة ومنذ ان وطأة قدماه دوحة الخير وقدم اوراق اعتماده لسمو الامير المفدي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سفيرا لدولة السودان وهو يبسط يمناه لملاقاة وتشابك الجسم السوداني في بوتقة واحدة منطلقا من خبرات عملية وعلمية اهلته ليكون واحدا من السفراء اللذين ينطلقون من اهداف نبيلة تخدم مصلحة السودان اقليميا ودوليا لذلك كان ذلك الحضور المميز لسفراء ممثلين لدولهم وتشريف لقيادات قطرية وتمثيل لنفر ممن يومنون بان السودان هو القلب النابض والامل الاخضر والقومة ليك يا وطن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة