مرت على استقلالنا 61 عاما وحتى الآن الدولة تراوح مكانها ، ومسيرة طويلة من الفشل بين الديمقراطية التي لا تترك في حالها ، فقفز الفريق عبود بعد عامين ونيف من الاستقلال ، ثم عادت وقفز الشيوعيون لتصفية حسابات شخصية ، ثم عادت مرة اخرى ثم قفز هذه المرة الشيخ حسن ، وهو الاخر قام بتصفية حسابات شخصية بعد أن اتفق الشعب السوداني على اسقاطه لوقوفه مع النميري ضد الشعب السوداني . واذاقنا هو ومن معه الويل والثبور . ولا اجد اجابة لأسئلة ابنائي وغيرهم ، لماذا نحن هكذا ؟ اصرار على الفشل ، وعدم الاعتراف بالخطأ ، وكما يقولون ( ركوب الرأس) يعني العناد. اصرار على تدمير البلاد ، واشعال حروب ضد بعضنا بعضا.
ومر على استقلالنا اكثر من ستين عاما ، ونحن اول دولة افريقية نالت استقلالها ، وتمكنا من قيادة البلاد عندما غادر الانجليز البلاد ، وكان الاقتصاد بحالة جية وكل شيء على مايرام ، وبسبب خلافات بسيطة لحداثة التجربة الديمقراطية ، جاء عبود وعلى الرغم من مشاريع التنمية العملاقة التي نفذت في عهده ، الا أن الموافقة على اقامة السد العالي وتهجير اهلنا في شمال السودان بدون مقابل ، مع عدم تقدير الطرف الآخر لهذه التضحية و الاحساس بالعنجهية، جعلنا نعتبر ذلك خطأ مسح أي انجازات تحققت في عهده. وبعد ثورة أكتوبر لم يترك الشيوعيون الفرصة للتجربة الديمقراطية ان تتبلور ، على الرغم من الاخطاء ، وعلى الرغم من نفيهم ان انقلاب مايو ليس شيوعيا ، وجاء بعد ذلك انقلاب هاشم العطا الذي كان انقلابا داخل الانقلاب. وتلاه انتفاضة ابريل التي لم تترك لها الفرصة التي حتى تتبلور ، ولو صبر الشيخ حسن لكتب له الفوز في الانتخابات التالية بسبب التردد وعدم مقدرة الصادق المهدي على ادارة البلاد ، الا انه استعجل وحدث ما حدث حيث جاءتنا الانقاذ. وتواصلت مسيرة الانقاذ في تدمير البلاد والعباد ، وحدث منها ما حدث ، وربنا يجازي (الكان السبب). وبعد مرور قرابة الثلاثين عاما اضحكني بالامس هذا القرار على الرغم صغر المسؤول الذي اصدره ورغم عدم التفات الناس اليه الا ان القرار يمثل انقلابا على الانقاذ ، والرسالة التي اتى بها الترابي وصحبه. وسأورد هذا الخبر دون تعليق عليه وهو: أعلن مدير النشاط الطلابي بولاية الخرطوم محمد المصطفى دياب، عن فراغ 150 وظيفة لمعلمين في الموسيقى والمسرح بمدارس الولاية. وقال دياب خلال حديثه في ختام فعاليات الدورة المدرسية للنشاط الثقافي بالخرطوم ، إنّ المناشط الثقافية والإبداعية للطلاب أصبحت جَاذبةً، وأضاف أن إدارتهم تهتم بالمناشط غير الأكاديمية التي أصبحت متزايدة في الوقت الحالي بيد صناعة مواهب جديدة في مجالات مختلفة بعيدة عن الأكاديمي، وكسر عملية الجمود التي لازمت المدارس في وقت سابق، وأفصح عن وجود 260 معلماً في التربية البدنية و68 معلماً في الموسيقى، فَضْلاً عن التعيينات الجَديدة التي ستجريها الإدارة.من جانبها، قالت نفيسة اسماعيل المكي صاحبة مدارس اسماعيل الولي، إن المدارس أصبحت تهتم بالنشاطات الطلابية الأخرى عدا الأكاديمية، وأضافت أنّ المناشط الثقافية والإبداعية بالمدارس تُقلِّل من عملية الرتابة عن الطلاب وتُساعده وترغبه باستمتاع التلميذ في الدراسة. بعد قرابة الثلاثين عاما تعلن وزارة التربية والتعليم ان الموسيقى حلال وليس حراما كما كنا نظن ، وقد تقرر اعادتها إلى مدارس ابناء المسلمين ، حتى ينهلوا منها ، ويرتقوا بذوقهم مثل بقية شعوب الارض. وهذا ماحدث عندما تم اعدام مجدي وجرجس واضطر الكثيرين للتنازل عن ثرواتهم مقابل الخلاص من حبل المشنقة. وعاد الدولار يباع في كل مكان وكأن (اللي جرى ماكان) وبسبب سياسة التمكين التي اباحت للجماعة التعدي على اموال الناس وعروضهم بالباطل. وكيف يمكن اعادة ارواح للمساكين الذين اعدموا ظلما ، وكيف يمكن اعادة (العمر اللي راح) .وكيف يمكن اعادة مشروع الجزيرة لسيرته الاولى وكيف اعادة الخطوط الجوية والبحرية ومشاريع النيل الابيض و جبال النوبة والخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة