:: ما أن تفتح محلاً لبيع العصائر، وينجح المحل، يأتي آخر ويفتح محلاً للعصائر أيضاً بجوارك، ثم يأتي ثالث ورابع، ويصبح المكان سوقاً للعصائر..ثم يكتشف أحدهم أن المكان يصلح لإنتاج الخبز، ويبني (فرن بلدي)، وينتج ويربح، ليأتي آخر ويبني - بجاوره - مخبزاً آلياً ، أي يطور فكرة صاحب الفرن البلدي، ليربح كثيراً..ثم يأتي آخر بفكرة جديدة ..و..هكذا تؤسس المجتمعات أسواقها ثم تدير نشاطها، أي بالمنافسة وتطوير الأفكار..!! :: وما بالمجتمعات يرتقي إلى مستوى الدول، ولكن ليس في كل الأحوال، بل فقط في حال أن تدير أجهزة الدولة واقع الناس بذات وعي المجتمع..وهذا ما نفتقده حالياً على مستوى الدولة، أي تقديم نماذج إستثمارية مشرقة للعالم..تقديم مشاريع نموذجية - للعالم - أفضل من مليون ملتقى ومؤتمر و (طق حنك)..وتصدير سلع ذات جودة بديباجة (صنع في السودان)، يجذب من رؤوس الأموال - لتصنيع سلع أخرى - ما لا تجذبها الثرثرة الإعلامية .. هكذا عالم الإستثمار، أي كما أسواق المجتمع، ربح هذا يأتي برأس مال ذاك، ونجاح فكرة هذا يأتي بفكرة.. !! :: وكثيرة هي الفرص التي أهدرتها سلطات بلادنا .. تارة بالطمع الذاتي وأحياناً بالحسد، وكثيراً بسوء التخطيط والتنفيذ و قٌبح الإدارة .. واليوم، بعد ثلاثة عقود من ( اللت والعجن)، إستبشرناً خيراً بميلاد مشاريع نموذجية - وجاذبة لرؤوس الأموال الأخرى - ببعض ولايات السودان ، ومنها مشروع أمطار بالشمالية.. شراكة سودانية إماراتية (40%، 60%)، على مساحة (130.000 فدان)، وما تم الإنفاق فيها حتى الآن (180 مليون دولار)، غير تكاليف الخدمات التي قدمتها الشراكة - ولاتزال - لأهل المنطقة .. وبجانب الأعلاف والقمح ومحاصيل نقدية، بالمشروع أكبر إستثمار في مجال الانتاج الحيواني بالسودان بتكلفة قدرها (90 مليون دولار)، وبلغ حجم العمالة في مشروع أمطار ( 600 عامل)..!! :: وأصبح مشروع أمطار مزاراً للمستثمرين و ضيوف البلاد، بحيث يقفوا على النموذج المثالي للإستثمار في السودان .. ولكن منذ أسابيع، بغباء مدقع أو بدهاء مريب، يجتهد البعض في تحويل (نجاح أمطار) إلى ( لعنة أخرى)، آي كلعنات سندس ودريم لاند وغيره من المشاريع التي هرب أهلها بجلودهم بعد أن تم دفن أموالهم وآمالهم في رمال الفساد وسوء الإدارة و (الترصد).. لأمطار مشروع طموح لزراعة النخيل، وبدأت في تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع (2.000.000 نخلة)، وأوفدت لجنة من وزارة الزراعة إلى الإمارات لمعاينة وفحص (الفسائل).. !! :: وهناك عاينت اللجنة الموفدة من قبل وزارة الزراعة الفسائل في (موقع الإنتاج)، ثم فحصتها في المختبر الاماراتي ثم أصدرت خطاباً بنقل (200.000 فسيلة).. أكرر، بموافقة اللجنة وبعد الفحص في مختبر بالإمارات، تم شحن الفسائل الى الخرطوم..ولكن بعد وصول الفسائل إلى مطار الخرطوم، وكأن تلك الرحلة كانت للسياحة والنثريات، طالبوا الشركة بفحص الفسائل مرة أخرى في الخرطوم .. وبعد الفحص، قالت نتائجهم ( الفسائل مصابة بفطريات)، ويطالبون بإبادتها أو إعادة تصديرها، ثم يجتهدون - عبر وسائل التواصل والاعلام - في تحويل الشركة وإستثمارها إلى آفة يجب ( دفنها).. !! :: وعليه، تبقى الأسئلة : إن كانت الفسائل مصابة بالفطريات، فكيف عجزت عبقرية اللجنة عن إكتشاف هذه الفطريات في الإمارات ومختبراتها؟..وإن كانت مختبرات الخرطوم فقط هي الأحدث عالمياً، بحيث تكتشف الفطريات التي لاتكتشفها مختبرات الإمارات، فلماذاً لم تعد اللجنة بعينات من الفسائل إلى مختبرات الخرطوم، بدلا عن الموافقة بنقل كل الفسائل المرحلة الأولى - 200.000 فسيل - الى الخرطوم؟.. ثم السؤال المريب، لماذا الصخب الاعلامي والمطالبة بإبادة الفسائل قبل وصول نتائج مختبرات فرنسا وألمانيا؟.. ما هذا العبث؟، أو السؤال الأصح : من يقف وراء هذا العبث..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة