آخر خبر من قاعة برلماننا الموقر و( المُكيَّف الهواء ) و( الوثيرة ) مقاعده ، أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية ( يُبشٍّر ) الشعب السوداني بأن نوابه على قمة الإهتمام بقضاياه ( العاجلة و المُلحة ) وذلك عبرعمل الجهات المسئوله باللجنة وبعد الحصول على الموافقة والقبول وعلى قدم وساق من أجل ترتيب زيارة وفد برلماني لعشرات الدول الخارجية و ذلك من أجل تفتيش ومراقبة أداء البعثات الدبلوماسية لسفاراتنا هناك ، أقول وبغض النظر عن مآلات تخصصية لجان البرلمان في مواضيع شتى جلها ذات علاقة بتسيير الدولة ، إلا أن فقه ( الأولويات ) يكون واجب التطبيق والإعمال حينما تكون ظروف البلاد كما هو عليه الواقع الآن ، وما زالت دوائر الإعلام الموالي لحكومة المؤتمر الوطني و أبواقها الطنّانه تصب في آذاننا جملاً ( مظهرية ) تُقال فقط للإستهلاك السياسي والتخدير المؤقت لحالة الإنتباهة والفطنة الأخيرة التي عمت قبيلة الكادحين مضمونها جنوح الحكومة إلى حالة ترشيد الصرف الرسمي والعمومي ، كم ستكلف هذه الرحلات السياحية المكوكية إلى الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا والأمريكتين والعالم كله الذي تترامى فيه بعثاتنا الدبلوماسيه وعلى حساب من ستكون الفاتورة ؟ ، طبعاً كالعادة لن تكون إلا على ظهور الغلابة و الكادحين و المدحورين في هذه البلاد بداء الفقر و التكبيل و المرض و شح الدواء وإستحالة الحصول على سعره ، ثم ما هو دور وإختصاص وزارة والخارجية وإداراتها المكدسة بأرتال من الدبلوماسيين والموظفيين الإداريين والماليين والفنيين في مجال مراقبة وتسيير وتفتيش بعثاتها الدبلوماسية و الإدارية بالخارج ، وما جدوى حركة التفتيش ومراقبة الأداء لمعظم بعثاتنا الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم والتي يُعتبر وجودها في تلك الدول مجرد عرف بروتوكولي ، وذلك من منطلق قلة عدد السودانيين المتواجدين فيها أو ضعف العلاقات الفعّالة على المستويات السياسية والإقتصادية والنوعية ، إذن فمعظم بعثاتنا الخارجية المتواجدة في بلدان عديدة لا يحتاج أداءها إلى تفتيش ومراقبة لأن مهامها ببساطة روتينية وبروتوكولية ، هذا بخلاف دول تُعد على أصابع اليد الواحدة يمكن أن تستفيد من الرقابة و التفتيش كدول الخليج مثلاً أومصر أوالصين وذلك لكثرة المعاملات فيها وتشابك التفاعلات الإستراتيجية بينها وبين السودان ، ولا أظن وزارة الخارجية غافلة عن أمر دعمها بكثير من البرامج والكوادر والنظم التي تكفل مراجعتها ومراقبتها وتقييم أداءها ، يا نوابنا الذين من المفترض أن تكونوا على واقع جراحنا وآلامنا ومن ثم آمالنا ( التي ذبحت قبل أن تولد ) ، مالكم لا تعملون فقه الأولويات في جداول أعمالكم ، وأين أنتم من حالة الفقر والجوع والمرض والعجز الذي ألم بالأغلبية العظمى من أبناء هذه الأمة ، وأين أنتم مما يُشاع أو ما هو واقع من إنتشار مرض الكوليرا في أوساط البسطاء والكادحين في عدد من المدن الولائية و ربما العاصمة وأصبح يحصد كل يوم العشرات ولا حياة لمن تنادي ولا وجيع ، بعض القضايا القومية و العاجلة والطارئة خصوصاً تلك التي تتعلق بصحة وحياة المواطن ، يجب أن يتحرك فيها كل نواب مجلسكم الموقر و أن ( تتوحد ) في ذلك ( كل لجانه ) بكل تخصصاتها للتصدي للمشكلة أو( الكارثة ) وإيجاد حلول عاجلة وناجعة لها .. بغير ذلك لن نستطيع ( بلع ) سياحتكم على حسابنا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة