عّبّوا ضراعكم يا رجّالة … وخَلّوا بصركم دغري وسالم… ) حميد) من سَعَة ... يا صحوة طلعك غصَّة في حلق ... الصحارى حتى شال النمة ... فرعك دودى ... زي وهج البشارة قلنا ... يا سعد المواسم عودك المليان ... جسارة عودك الفجري ... المصادم بالبصيرات ... والبصارى مستحيل ... يرضخ .. يساوم ... مهما كان الريح ... حصارا يفضل النخل ... اليقاوم في السقوط ... نخل الفقارى (حميد)
نقول بكل فخر وثقة أن شعبنا أنجز تجربتين ناجحتين للعصيان المدني،تمثل هذا النجاح في:- 1/ وحدة قوي التغيير في خندق واحد بعد أن كانت في جزر بعيدة عن بعضها. 2/ كسر حاجز الخوف. 3/ رفع المزاج النضالي للجماهير. حدث نهوض في معركة الجماهير تمثل في: 1- موكب المحامين. 2- إضراب الصحفيين. 3- إنحياز قسم واسع من الكتاب والإدباء والفنانين لمعركة العصيان. 4- دخول النكتة،الكراكتير والشعر بغزارة كاسلحة هامة في التعبئة ورفع درجة حماس الجماهير. 5- إنتقلت تجربة العصيان للولايات وشاركت بنسب مقدرة. 6- إتسعت حركة التضامن مع الشعب السوداني وطالت معظم البلدان،وإتسعت دائرة التضامن مع الشعب السوداني وساهمت في فضح جرائم وأكاذيب النظام وأوصلت قضية الشعب السودانى للهيئات والمنظمات الدولية. 7- إهتمت كثير من الفضائيات بما يجري في السودان ونعيب عليها فقط أنها إهتمت بشكل الشارع وإعتبرته المرجعية في قياس فشل ونجاح العصيان،وغاب عنها جوهر الحدث فيما حققه العصيان من نجاحات كما عددناها سابقاً. 8- ظهر بوضوح ربكة النظام وخوفه وهلعه من التجربة،وإختلفت قياداته ومؤسساته في التعامل مع الحدث. نعم بفضل نجاح التجربتين أصبح هنالك نهوض في حركة الجماهير وأصبح شعبنا أكثر وحدة وإستعداداً لمنازلة النظام،وهذا النجاح يتطلب منا وقفة هامة لمراجعة التجربتين،السلبيات والإيجابيات،الموجود والناقص بهدف التحضير للمعركة القادمة بإمكانيات وأدوات أفضل لنسدد ضربات موجعة للنظام تسبب له مزيداً من الضعف وتحدث فيه شرخاً واضحاً،وأول ماتفرضه علينا هذه الوقفة أن نضع في الإعتبار حالة الهلع والخوف والربكة التي يعيشها النظام،وأنه سيحاول بكل ما يملك من إمكانيات وأدوات ليجهض كل مكتسباتنا التي حققناها بفضل التجربتين،سيحاول أن يحدث شرخاً في وحدة الجماهير،وأن يضعف هذا النهوض الجماهيرى،وأن يحجم هذا الحراك،كما أن الخلخلة التي أحدثناها في داخل نقاباته الكرتونية،ستدفعه لينشط في الميديا لإحداث إختراق وتشويش وتوقعوا كثيرا" من الرسائل المضروبة والمساهمات الناعمة التي تُثير خلافات أو تغرق الناس في جدال لاطائل منه،سيُحرك أدواته الإعلامية بهدف كسر معنويات الشعب السوداني وتماسكه،تارة بالتركيز علي أن تجربة العصيان فشلت وتارة بعدم وجود قيادة ولا بديل مطروح،وتركز أكثر علي الإنهيار الأمني إذا ذهب النظام،لذلك قبل التحرك للمعركة القادمة يتوجب علينا أن نأمن ماحققناه من نجاحات في الجبهات المختلفة،نتجنب الإختراق،نعلى من حاسة اليقظة نمتن وحدتنا،ونستمر في توسعة وجودنا في هذه النقابات الكرتونية. أيضاً رفعنا شعار بناء أدوات المقاومة في مختلف المواقع ولم نصب في ذلك قدراً من النجاح،وهذا واجب ينتظر الإهتمام به وتنفيذه خاصة وأن غالبية شعبنا ترفض هذا النظام وراغبة في إسقاطه،علينا أن نُجمع هذا السخط وأن ننظمه للدفع به للمساهمة في عملية التغيير،علي شبابنا في كل مربع أن ينظوا أنفسهم وأن يشكلوا لجان صغيرة في الأحياء ويبدأوا في حوارات مع أهل المربع،فسيلتحق بكل تأكيد الكثيرون منهم بهذا الجسم وستكبر قوي التغيير. أن بناء أدوات المقاومة لابد أن تأخذ الإهتمام المطلوب والجدية في بنائها لانها جسم هام وضروري في الصراع مع النظام،كما يجب علينا توسيع العمل المعارض وأن لا يكون كل الثقل في الجبهة السياسية وحدها،بل هنالك جبهات إذا أحسنا العمل فيها ستشكل دعماً حقيقاً لعملنا السياسى وإرباك النظام ومناصريه،وعلينا أن نهتم بجرائم الفساد وجمعها وتوثيقها ونشرها،كما من المهم جداً التوثيق لجرائم الإغتيالات التي حدثت في ظل هذا النظام،فهناك بدايات للتوثيق في قطاع الطلاب علينا إستكمال هذا الجهد،والتوثيق لكل الشهداء والإجتهاد أكثر للتوثيق لشهداء سبتمبر حتي نخرج من دائرة الغلاط مع النظام،هل هم ثمانون كما يدعي؟؟ أم أكثر من مائتي شهيد؟؟وهذا واجب مهم ومكمل لعملنا السياسى،وبجهد بسيط يمكن إنجازه وإخراجه في شكل كُتيب،فهذه معلومات مهمة تحتاج لها المعارضة الدخلية والخارجية،وأن نُملكها المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وسيُساهم هذا التوثيق في فضح هذا النظام ومحاصرته،فالمعلومة الموثقة تسهل علي المنظمات التي تُخاطب النظام أن تُحاصره بهذه الحقائق الموثقة وستقطع عليه حبل المناورة و(الزوقان)!. أيضاً في الجانب الإقتصادي يمكن أن نوجه ضربات موجعة لمصالح رموز النظام ومؤسساته مثلا" مقاطعة شركة زين للإتصالات والصحف الفاجرة في معاداتها لقوى المعارضة و..و..و....الخ،فهنالك الكثير من المقترحات في هذا الشأن في الميديا علي القيادة أن تضع ذلك في الإعتبار،وأن تُقدم قائمة مصغرة تكون موجهة للجماهير. أيضاً من المهم جداً تحريك الجبهة القانونية وتنشيطها خاصة في جرائم الشهداء،المعتقلين ،الفساد والذين أحيلوا للصالح العام،كما من المهم جداً أن يتم تنسيق في العمل المعارض في الداخل والخارج لنُسهل علي الجماهير إمتلاك المعلومة،ويا حبذا لو تم بناء مركز إعلامي واحد في الخارج قادر علي تجميع المعلومة من كل الأجسام المعارضة في الدول المختلفة فهذا سيُسهل كثيراً في إمتلاك وتمليك المعلومة. قضية هامة جداً هي تقييم تجربة العصيان الأخيرة، فقد أخطأ في تقديري كثير من الناشطين والقنوات في تقييم هذه التجربة،لأنهم إتخذوا من حركة الشارع قياساً لمرجعية فشل أو نجاح العصيان وغاب عنهم أن الشارع ومؤسسات الدولة المختلفة كلها خاضعة لسلطة النظام وهو المتحكم فيها،لذلك سعي النظام لتكون حركة الشارع عادية،فحرك أنصاره وأخرج النظاميين بملابس مدنية وجلب بعض أنصاره من الولايات وتحكم في وسائل النقل بالإغراء والترهيب بسحب الرخص،كما شدد إجراءآته علي المصالح الحكومية بتسجيل الحضور والغياب والرفد من الخدمة في حالة الغياب،وهدد المؤسسات التعليمية بسحب رخصها،كل ذلك قام به النظام حتي يُصور للداخل والخارج أن تجربة العصيان فشلت،وأن الوضع طبيعي قاصداً أن يخفي الشئ الجوهري في حركة العصيان وهو نهوض حركة الجماهير ووحدتها وهذا النهوض في حركة الجماهير هو الذي سبب للنظام حالة الخوف والهلع والربكة والإنقسام في صفوف كوادره ومؤسساته،فلو كان كل المتحركون في الشارع من أنصار النظام لما إحتاج النظام لكل هذه الإجراءآت الإستثنائية ولما أصابه من الخوف والهلع ما أصابه. نرجو من كل من تُتاح له فرصة الإستضافة في قناة من القنوات الفضائية أن يوضح هذه الحقائق،حقيقة نجاح العصيان وأن حركة الشارع ليست المرجعية في التقييم. شعبنا يسير في مقاومته لهذا النظام الدكتاتورى بخطي ثابتة وتفاؤل وإيمان بحتمية النصر،فكل يوم يُراكم تجاربه النضالية ويرتقي بها الي مستوي أعلي وقدرات أفضل في مواجهة النظام الضعيف والمفكك والذي تتقاتل في داخله مراكز قوى مختلفة،وفوق كل هذا فشل برنامج النظام في الحكم وتعمقت أزماته وليس في مقدوره الفكاك منها،فقوموا لعصيانكم يرحمكم الله،ومنصورين منصورين بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة