احدث العصيان المدني الذي بدأ بما يعرف بعصيان 27 نوفمبر واسمتر حتى 29 نوفمبر تحول كبير فى الساحة السياسية السودانية ، وحرك الكثير من المياة الراكدة ، ومع الظروف الاقتصادية والسياسية التى تمر بها السودان ، ومع عصر وسائل التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن صارت المعلومة فى منتاول الجميع ، والذى يستطيع ان يبتكر الجديد والحديث يستطيع ان يحشد ويؤثر على الساحة بكل التفاصيل وما فعلة جماهير الشعب السوداني فى ذلك العصيان يؤكد انه امتلك الادوات وزمام المبادرة . الكل يرى الذي يحدث فى السودان فى ظل حكومة المؤتمر الوطني من تردي فى جميع المستويات ، هنا لابد ان اشير الى ان الحركات الشبايبة والنسوية التى اخذت زمام المبادرة فى خلق ادوات واساليب جديدة للمقاومة ، وما احدثته من حراك فى تكوين الراى العام وحشد الطاقات الشبابية من اجل خلق واقع جديد افضل هو ما جعل النظام يتخبط ، وينظر الى الواقع الجديد ويحاول المقاومة بإدوات قديمة متهاكلة وخطاب متهالك لا يستطيع ابداً ان يوقف زحف وطوفان الشعب فى اللحظة الحاسمة . الامر الاخر هو ان القضايا لا يمكن ان تتجزأ باى حال من الاحوال وليس هناك وقت للتسويف ، والمماطلة للعب على سياسة التخويف ، والبديل فكل الانظمة سوف تذهب ، ويبقي الشعب هو من يقرر فى اختيار قيادته ، ومن يحكمة ، وطريقه الحكم ، وهنا اريد ان اوضح انه كلما حدث حراك وتم الضغط على النظام يظهر اناس يتحدثون عن البديل بل ويقولون هل يكون البديل الحركات المسلحة التى يصفونها بالعنصرية تارة وبالجهوية تارة اخرى او تجدهم يقولون ان الاحزاب انتهت ولا تستطيع ان تحكم السودان ، لكن الان سلاح التخويف ومن يكون البديل محسوم لدى الشعب السوداني الذي جرب وخبر الجميع . التاريخ يخبرنا ان حركة الجماهير لن تُهزم ، وارادة الشعوب لن تقهر وهى الغالبة مهما طال الظلم والجبروت ومصادرة وانتهاك الحقوق ، ومصادرة الصحف ، وكل اشكال العسف لن يثني الشعب من المضي قدماً فى تحقيق ثورته وتحقيق آماله وتطلعاته نحو المستقبل الذي يتحقق فيه الحرية والعيش الكريم للمسحوقين الذين كادت ان تتبخر احلامهم وآمالهم . الان وبعد نجاح عصيان 27 نوفمبر التى حققت اهدافها يتطلع الشعب السوداني الى تنفيذ عصيان مدني جديد فى 19 ديسمبر ، والرسالة التى نرسلها هو ان فجر الخلاص قد اقترب ، وطريق النصر يحتاج الى صبر ساعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة