:: يوم السبت الفائت، مهدت قضية الزاوية بقصة الجعد بن درهم، والذي كان قد زعم بأن الله لم يتخذ سيدنا إبراهيم خليلاً ولم يكلم سيدنا موسى تكليماً، حتى كاد أن يصبح هذا الزعم من ثوابث الإسلام..ولما بلغ الأمر القائد خالد بن القسري، وكان والياً على البصرة، وكان مهاباً، أمر جنده بإحضار الجعد وسجنه حتى يوم عيد الأضحى..ثم خطب في الناس قائلاً: (أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم)، ثم نزل من المنبر وذبح الجعد تحت المنبر مباشرة.. ولم يظهر بعد هذا الجعد (جعدٌ آخر)..!! :: وكانت القصة مقدمة للحديث عن نهج مجلس الأدوية في عهد الدكتور زين العابدين عباس الفحل، الأمين العام لمجلس الأدوية.. ولكن بعض الصيادلة - كما الحمقى الذين يحدقون في السبابة حين تشير إليهم بموقع الهلال - تركوا موضوع الزاوية ثم شرعوا يحدثونا عن الجعد بن درهم و أنه كان مفكراً وما كان يجب قتله .. وعليه، بغض النظر عن فكر الجعد و خطأ أو صواب القسري، فان مقدمات الزاوية - بما فيها تلك القصة - محض مدخل رمزي لقضية الزاوية ..!! :: وذكرت بأن هيبة السلطة الرقابية التي لا تظلم شركة ولا تجامل صيدلية كانت مفقودة في هذا المجلس الرقابي، وقد عادت بنزاهة و قوة .. وذكرت بأن شركات الأدوية ظلت تتوافد إلى مجلس الأدوية بأسعارها العالية ثم تخرج بأسعارها المخفضة لأنها تعرف نهج الأمين العام أكثر من معرفتها لعناوين مصانع أدويتها.. ثم ذكرت بأن قادمات الأيام حبلى بنهج رقابي قد يختبر إرادة الدولة السياسية، أي إن كانت راغبة في مكافحة مافيا الأدوية وإصلاح القطاع أم.. (لا)..؟؟ :: ولم يمض الأسبوع على تلك الزاوية، و إذ بالصحف خبراً رئيسياً عن سحب رخص شركة و صيدلية لعدم إلتزامها بالأسعار..طوال عهد الفوضى السابق لم نسمع سحباً أو إغلاقا، وكل عقوبات ذاك العهد الهزيل لم تتجاوز غرامات قيمتها ( سُحت يوم) من أموال الشركات والصيدليات المخالفة..فالذي يجمع من الناس بغير حق ( ملياراً)، ما ضره أن يُعاقب بغرامة مقدارهاً (مليوناً)، ولذلك كانت الفوضى تمشي على قدمين في قطاع الصيدلة..كان يجب أن يرتقى العقاب لمستوى المخالفة بحيث يكون سحباً للترخيص، وهذا ما يحدث حالياً ..!! :: فالشركة التي تم سحب ترخيصها سعر صنفها الدوائي للمريض - بسعر دولار السوق الأسود- ما كان يجب أن يتجاوز (48 جنيها)..ولكن تفاجأت فرق التفتيش - المركزية و الولائية - تجاوزاً في سعر هذ الصنف الدوائي لحد البيع ب (105 جنيه).. تأملوا فرق الجشع ( 48/ 105 جنيه)، ولهذا كان العقاب سحباً للترخيص المعلن..فالإعلام والمواطن من شركاء الرقابة، وكما تحرص وسائل الإعلام على نشر أسماء الشركات والصيدليات المخالفة كما فعلت يوم أمس، فعلى المواطن أن يكون حريصاً على المطالبة بالفاتورة ثم التبليغ في حالات الغش والجشع ..!! :: ورغم أنف قرار رفع الدعم، ورغم إرتفاع سعر الدولار، فان أسعار الأدوية تشهد انخفاضاً بنسب عالية..(اكسيليتون)، دواء تستخدمه النساء ، كان سعره قبل اسبوع (185 جنيه)، فتراجع اليوم إلى ( 16 جنيه)..كيف ينخفض سعر الدواء رغم ارتفاع سعر الدولار؟، هكذا يسأل من لا يعرف أساليب (مافيا الأدوية)..؟؟ :: ولكن الإجابة، بياناً بالعمل، أي على سبيل المثال : جاء أحدهم - صاحب شركة ونائب برلماني - بصنف دوائي، وكاد أن يسجله بسعر ( 12 دولار)، ولكن المجلس راجع ثم قرر تسجيله بسعر (واحد دولار فقط لاغير)، فوافق ثم استورد و (باع وربح)..كاد أن ينهب المواطن (11 دولاراً)..ليبقى السؤال، كم جشعاً كهذا ينهب أموال الناس ثم يختبئ وراء ( الدولار زاد )..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة