*شاهدت قبل يومين"فديو" يصور حفل زفاف سوداني وسط عائلة مسيحية إستقر بها المقام في أستراليا‘ لكنها ظلت تحافظ على تراثها السوداني الإجتماعي‘ فقد إحتشد الحفل بمشاهد السيرة والغناء السوداني ورقص العروس وكان العريس يرتدي جلباباً سودانيا ناصع البياض. *كنت وقتها في طريقي إلى ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا للمشاركة في عرس سوداني تم في جو أسري حميم في صالة اسكوت بضاحية ونجت‘ أحياه الفنان السموءل سر الختم فأحسست وكأنني في السودان. * توقفت عند إسم المسجد الذي تمت فيه مراسم عقد القران "مسجد مريم العذراء" على يد المأذون الشرعي الصومالي الجنسيةعيسى موسى الذى تصادف أن إسمه يحمل إسم رسولين كريمين لتتجسد برمزية معبرة قيم الإسلام السمحة التي ربطت الإيمان بالله بالإيمان بملائكته وكتبه ورسله. *قبل ان تبدأ مراسم عقد القران أعطى المأذون الشيخ عيسى نسخة من عقد القران للعريس ليطلع عليه قبل أن يوقع بالموافقة على صيغته كما أعطى وكيل العروس ذات النسخة ليطلع عليها قبل التوقيع. *رغم أن الزواج الشرعي ليس مطلوباً في أستراليا لإتمام مراسم الزواج إلا أن الأسر الإسلامية تحرص على عقده وفق الاصول الشرعية وإشهاره وسط الشهود والحضور. *بعد إتمام مراسم العقد أعطى المأذون عقد القران للعريس كي توقع عليه العروس والحضور معاً لتوثيقه رسميا بعد ترجمته إلى اللغة الإنجليزية. *كانت خطبة عقد الزواج مختصرة وبسيطة لكنها حملت رسالة مهمة للزوج ركز فيها الشيخ عيسى على ضرورة حسن معاملة الزوجة وفقاً لوصية رسول الرحمة للعالمين محمد بن عبد الله " رفقاً بالقوارير"‘ وأوضح الحكمة من تشبيه الزوجات بالقوارير. *ذلك أن القارورة إذا تهشمت فإنها لن تعود إلى شكلها الاول مرة اخرى‘ كذلك الزوجة إذا تعرضت لأي نوع من الإنكسار المادي أو المعنوي فإن العلاقة الزوجية لن تعود إلى طبيعتها المحمية بالمودة والرحمة. *هذه الإشراقات المضيئة التي جاءت بصورة عفوية في هذه القارة البعيدة جسدت لنا بحق سماحة الإسلام وعراقة أهل السودان قبل أن تمزق السودان السياسات الاحادية وتدخله في دوامة الإختناقات السياسية والإقتصادية والامنية بلا طائل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة