لم أفهم المهام المنوطة باللجنة التي كونها حزب الأمة لوضع ترتيبات استقبال السيد الصادق المهدي.. صحيح رجل في مقام المهدي غاب عن البلاد نحو (28) شهراً متواصلة يستحق إظهار الاحتفاء اللائق به.. ولكن..!! البلاد لا تزال في حالة الأزمة الخانقة.. والوقت يتسرب سريعاً دون ملامح انفراج حتى مع قراءة خلاصات الحوار الوطني.. والمطلوب الآن أن تنصب الجهود في البحث عن مخرج آمن لبلاد ظلت آمنة منذ خلقها الله.. وكل جهد أولى به أن يصب في هذا الاتجاه.. بدلاً من أن يكون الاحتفاء بعودة المهدي مجرد حدث حزبي ضيق داخل أسوار حزب الأمة القومي.. لماذا لا ينتهز السيد الصادق المهدي وحزبه الفرصة لصنع حدث يدفع في أشرعة الحلول المرجوة للواقع السوداني المزدحم بالتعقيد..!! مثلاً..!! وأقول مثلاً من باب العصف الذهني لا أكثر.. لماذا لا يتبنى السيد الصادق المهدي مشروع حوار– تنفيذي- يستهدف مخاطبة أولويات الأزمة السودانية.. بالتحديد قضية إيقاف الحرب في المناطق الثلاثة فوراً دون قيد أو شرط. وأقصد من عبارة (حوار تنفيذي) انحصار مهمته في الإجراءات الواجب اتخاذها لاستعدال وضع البلاد في المسار السياسي وإيقاف الأنشطة العسكرية المتمردة.. فالتغيير بالقوة الناعمة أسهل وأسرع وأضمن من الوسائل الأخرى.. ووحدة حزب المؤتمر الوطني المستفيد الأول من استمرار (حالة!!) الحرب.. لأنه يستثمر أصداء طبولها في دفع أجندته السياسية.. بدلاً من هدر الجهود في حملة استقبال شعبي أو حزبي للسيد الصادق المهدي الأولى بهذه اللجنة أن تضع تصوراً لمشروع هذا (الحوار التنفيذي) الذي يضم الأطراف السياسية بالداخل مع الحركات المسلحة في حوار مفتوح يدار من نقطة مركزية بالداخل لكن مع مشاركة مباشرة وآنية من الحركات المسلحة بكافة فصائلها من الخارج.. فوسائط الاتصال الأثيري صارت من السهولة والكفاءة بحيث توفر مائدة حوار افتراضية بمساحة الكرة الأرضية... مثلاً.. من داخل دار حزب الأمة القومي بأم درمان أو أي موقع آخر.. يتولى السيد الصادق المهدي رئاسة مائدة مستديرة تجمع كافة أشتات الطيف السياسي السوداني إلا من أبى.. في حوار مفتوح على كافة وسائط الاتصال التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي.. ويسمح لكل الشعب السوداني داخل وخارج البلاد أن يكون ليس مجرد متفرج بل مشاركاً أصيلاً في الحوار للوصول إلى خلاصات على رأس أولوياتها إيقاف الحرب أولاً وفوراً.. قبل أن تنتهي الهدنة المعلنة حالياً وتعود آلة الحرب تلتهم أرواح السودانيين من كل الأطراف.. ليت السيد الصادق يعطي هذا المقترح نظرة.. الفكرة سهلة لا يعوزها إلا العزم والإرادة والنية الخالصة في إيجاد بدائل وطنية للوضع السياسي المتيبس..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة