فوجيء الرئيس جعفر نميري أن الرئيس الأمريكي الجديد رحب به باعتباره رئيساً لباكستان..حتى حينما حاول أحد معاوني الرئيس ريجان تصحيح الرؤية ظن الرئيس أن ضيفه رئيساً لبلد في أمريكا اللاتينية..بعد صعوبات أدرك ريجان ان النميري رئيس لبلد يقع جنوب مصر في الخارطة السياسية ..وقتها كان بلدنا يعيش في هدوء صرف عنه أنظار العالم ..كما كان الرئيس الجديد منغمساً في الشأن الداخلي الذي يفضي إلى رفاهية الشعب الامريكي الآن ليس بوسع الرئيس الأمريكي الجديد أن يتساءل عن موقع السودان ..أقرب مساعديه أصوله تعود للسودان أو من المفترض هكذا ..رينهولد بيربوس تم اختياره رئيساً لموظفي البيت الابيض..شاغل المنصب دائماً مخول له الهمس في أذن الرئيس.. والدة بيربوس مولودة بالسودان لأسرة يونانية..بالمفاهيم الحديثة تستحق السيدة رولا الجنسية السودانية، وكذلك نجلها الذي بات أحد مساعدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب..ولكن لوقت قريب لم تكن القوانين السودانية تمنح أبناء الأم السودانية شهادة المواطنة احتفاء السودانيين بوصول ابنهم الضائع له ما يبرره..في أمريكا تلعب مراكز الضغط دوراً كبيراً في الحياة السياسية..لكن أغلب الظن أن الأمر جاء متاخراً..بيربوس المولود في العام ١٩٧٢ له خلفية مزدحمة بالتنوع الإثني ..والده تعود جذورها لأسرة ألمانية عاشت في روسيا..كما أن بعض أسلافه بريطانيون ..فيما والدته يونانية ولدت بالسودان..هذا الازدحام يقلل من تاثير الخلفية السودانية ..كما أن والدته على الأرجح انقطعت عن زيارة الأرض التي أبصرت فيها النور بعد هجرة الأسرة لأمريكا في تقديري لو اكتشف السودانيون هذا الأمر مبكراً ووطدوا الصلات لكان الحصاد جيداً..رينس كما يحلو للأمريكان تسميته سياسياً منذ نعومة أظفاره ..في جامعة ميامي ترأس اتحاد طلاب كلية القانون..خاض انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية ويسكونسن وخسر الجولة ..تم انتخابه في العام ٢٠١١ رئيساً للجنة العليا للحزب الجمهوري (RNC).. بل احتفظ بالمنصب الذي يعادل منصب رئيس الحزب لثلاث دورات..بمعنى أن الرجل ظل فاعلاً في المسرح الأمريكي دون أن تنتبه له الفعاليات السياسية في الحكومة والمعارضة..بل إن نظر السودانيين توجه صوب اللبناني وليد فارس عقب الانتخابات باعتباره المدخل الى قلب الرئيس الجديد في تقديري.. ان هذه السانحة تدعونا لإمعان النظر على فكرة الاستفادة من سوداني الشتات..ملايين من السودانيين اتخذوا أوطانا جديدا دون ان تنقطع صلاتهم بالوطن الام..هذا الرصيد البشري يحتاج لاستثمار ذكي واستراتيجي ..الان الحكومة تنظر اليهم باعتبار ان معظمهم خلايا معارضة وهو زعم غير دقيق..ولكن مع افتراض ذاك التصنيف الا ان بلدنا في حاجة ماسة لهؤلاء ..ان لم يكن اليوم فالغد ليس ببعيد..لهذا علينا تصميم حزمة برامج تجعل خبرات هؤلاء متاحة للوطن الام. بصراحة.. ماذا لو وجهنا الدعوة لولدنا رينهولد بيبوس مبكراً لزيارة وطنه السودان .. ماذا لو كنا كرمنا والدته وذكرناها بالأشعار التي قيلت في ظبية المسالمة.. حسرتنا ستقل لو علمتم أن باراك أوباما عندنا كان سناتوراً بمجلس الشيوخ فكر في زيارة السودان ولكن أغلقت في وجهه الأبواب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة