في برلمان الترابي أسرف نائب في الحديث..كان المتحدث الذي يمثل إحدى دوائر جنوب السودان يحاول التعبير عن عدد كبير من القضايا بلسان أعجمي..طرق الشيخ على المنضدة ولكن النائب استرسل في الحديث غير آبه ..في بداية إحدى الفقرات رمي النائب كلمة السلام ليبني عليها جملة مفيدة ولكن الشيخ داهمه قائلا «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» .. ضجت القاعة بالضحك ولم يجد النائب غير أن يجلس مبتسماً ومندهشاً من مكر الشيخ، أول البارحة كان البروفسور إبراهيم أحمد عمر يدافع عن ملفه الشخصي في البرلمان.. في رده على استفسار من النائب تيجاني الكجم حول تعدد أسفار رئيس البرلمان وتضخم الوفود البرلمانية، كان الشيخ فظّا..مارس عمر عنفاً غير ملائم مع خصمه حينما ذكره أنه سافر إلى خارج السودان مرتين ..وان أعضاء حزب الكجم كانت حصيلتهم من السفريات خمس مرات..عاد البروفسور إبراهيم ليشد على إذن النائب حينما وصف حديثه بالخطأ منهم (١٢ ) وأن الذين سافروا إلى المغرب كانوا فقط من ستة من موظفي مكتب الرئيس بالطبع لم تكن مداخلة الكجم حول العدد إنما تركزت على ضرورة التقشف وشد الأحزمة على البطون ..هنا لا فرق بين أن يكون الرقم دستة من البشر أو عشرين من النواب..حتى حديث رئيس البرلمان عن أن ٢٠٦ من نواب الوطني لم تشملهم كشوفات السفريات، كان تعبيراً لم يحالفه التوفيق لأن رئيس البرلمان يفترض أن يكون تحلل من العباءة الحزبية الضيقة قبيل الجلوس على المنصة السيدة الفضلى عائشة صالح كان لها من عنت البرلمان نصيب.. بعيد تصريحاتها المسيئة لزملاء مهنتها في التعليم، أصرت نائبة الرئيس ألا تعتذر وإن انطبقت السموات على الأرض..تفسير الغلو في الموقف يفيد العلو والتكبر والتجبر، وكلها صفات لا تليق بمن تم تقديمه على النواب..كان بإمكان السيدة عائشة أن تصدر توضيحا تلعق به التصريح المسيء ولكنها لم تفعل ..حتى حينما اعتذر رئيس البرلمان نيابة عنها كانت كتلة الحزب الاتحادي الأصل في البرلمان تسجل اعتراضا على الاعتذار، في تقديري إن على قيادة البرلمان أن تتبسط مع النواب وان تحتمل النقد حتى وإن كان قاسياً..وظيفة رئيس البرلمان هي التوفيق بين رغبات النواب المتصادمة ليس لرئيس البرلمان أي امتياز إضافي غير سعة في الأرزاق وتقدمة في البرتكولات..لهذا من الأوجب أن تتسع صدور قيادة البرلمان..إن كان البرلمان الأن هادئا بسبب الأغلبية الكاسحة للحزب الحاكم، فإن الموازين قد تتغير بعيد اتفاق مخرجات الحوار ..المستقبل القريب يتطلب لغة جديدة وطور كبير للبرلمان بصراحة.. أخشى أن يخرج نواب البرلمان في مظاهرة بعد أن رفضت وزارة المالية إصدار ضمانات من المال في عملية شراء سيارات للنواب..اللغة المتعالية توحي بأن النواب لا يدركون دورهم في النيابة عن الشعب akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة