في تعليقي على الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب، اقتطفت جملة من مقال قديم للمخرج الأمريكي مايكل مور كتبه في أغسطس الماضي، وأكد فيه فوز ترامب، وتكرم الصديق محمد فول فأحالنا إلى المقال الكامل فوجدته مذهلا يستحق العرض والنقاش؛ لما يعكسه من قدرة عجيبة على القراءة و"الشوف" المبصر. مايكل مور مخرج أمريكي فاز بالأوسكار في فئة الأفلام الوثائقية، وهو معروف بتمرده على السياسة والمؤسسات الأمريكية، وكثير النقد لها، ومعارض دائم للتدخلات الأمريكية في العالم، وهو بالتأكيد من أكثر الناس عداء لدونالد ترامب، ولا يتورع عن وصفه بالمهرج والعنصري والمعتوه، رغم هذا أكد في وقت مبكر أن ترامب سيفوز بالانتخابات الرئاسية، لم يكن ما كتبه مور نبوءة تنهض من بين الغيبيات، لكنه تحليل سياسي مدعم بالأسانيد والأدلة. تحدث مور إلى عدد من محطات التلفزة، وكتب أكثر من مقال كان يؤكد فيه "يؤسفني إبلاغكم أن هذا الأخرق المهرج البائس سيكون رئيسكم". عدَّد مايكل مور خمسة أسباب لفوز ترامب، أولها ما سماه "حسابات الغرب الأوسط"؛ حيث قال إنه يعتقد أن ترامب سوف يركِّز الكثير من انتباهه على الولايات الأربع الزرقاء في حزام صدأ البحيرات العظمى العليا، وهي ميتشيجان وأوهايو وبنسيلفانيا وويسكونسن، تعدُّ الولايات الأربع ديمقراطية- تقليديًا- لكنها جميعها انتخبت حاكمًا جمهوريًا منذ عام 2010، ولعل هذا ما حدث بالضبط، حيث كانت نتيجة هذه الولايات هي الحاسمة لصالح ترامب. السبب الثاني سماه "الفرصة الأخيرة للرجل الأبيض الغاضب" الذي لن يسمح لامرأة أن تتولى الرئاسة، وسيثور ضد ذلك، ولن يستسلم. السبب الثالث قال إنه هيلاري كلنتون- نفسها- وأضاف "أكبر مشاكلنا هنا ليست ترامب، إنها هيلاري، إنها مكروهة- بشدة- حيث يعتقد نحو 70% من إجمالي الناخبين أنها غير أمينة أو جديرة بالثقة". ثم أشار في السبب الرابع إلى مؤيدي المرشح الديمقراطي الآخر بيرني ساندرز، الذي نافس كلنتون إلى آخر دقيقة فهو يقول إنهم سيصوتون لهيلاري، لكن دون حماس، ودون انخراط في الحملة أو دعوة الآخرين للتصويت لها، السبب الأخير هو حالة الغضب والإحباط من النظام السياسي الذي يشبه شعور الشخص المقدم على الانتحار، تحت وطأة هذا الشعور سيصوت البعض ليس لأنهم يتفقون معه، أو لأنهم يحبون تعصبه أو انتفاخ ذاته، وإنما فقط لأنهم يستطيعون". وبتأكيد شديد وتصميم واضح قال مور: "يؤسفني أن أكون حامل الأخبار السيئة، لكنني صارحتكم بالأمر الصيف الماضي عندما أخبرتكم أن دونالد ترامب سوف يكون المرشح الجمهوري للرئاسة، والآن لدي أخبار أكثر سوءًا وإحباطًا، سوف يفوز دونالد ترامب في نوفمبر، ذلك البائس الجاهل الخطِر المهرج بدوام جزئي، والمعادي للمجتمع بدوامٍ كامل سوف يكون رئيسنا المقبل، الرئيس ترامب، امضوا قدمًا وقولوا الكلمتين؛ لأنكم سوف تقولونهما طوال السنوات الأربع القادمة.. "الرئيس ترامب". هل هناك قدرة على الشوف المبصر أكثر من هذي؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة