درج بعض اعضاء قروب قرية (اشكيت)الذي يضم في حناياه مجموعة من ابناء هذه القرية التي كانت وفي زمن ما ترقد في استرخاء على ضفاف النيل بشمال وادي حلفا ان يلقوا اللوم او العتاب على الملياردير العالمي مو ابراهيم لانه رغم انتماءه لهذه القرية لم يعرها اهتمامه ..ولا يصوب نحوها جزء من المال لردم ثقوبها .. لا سيما وان القرية تحتاج الى ارتداء ثوبا جديدا تختال به بين اندادها من القرى الاخرى !! الذين يلقون مثل هذا اللوم ربما لا يدركون ان الدكتور محمد فتحي ابراهيم الملقب ب (مو)رغم انحدار جذوره الى المرابع الدافئة (اشكيت)فأنه لم يرمقها بعيونه يوما في حياته ..ولم يجش في مشاعره تلك الطبيعة الساحرة التي كانت تتحلى بها القرية من خلال غابات النخيل الباسقة على القيوف المخضرة .. وتلك الحدائق الغناءة بأشجارها الوريقة وعلى اغصانها تصدح العصافير الملونة الجميلة جذلانة بقدوم يوم جديد (مو)لم ير في حياته تلك الزوارق وهي تتهادى على صفحات المياه مثل اسراب العذارى وهن يتمايلن طربا على انغام معزوفة رائعة من الموسيقى الحالمة ..ذلك لانه عيونه رأت النور لأول مرة في حياته بمدينة (الاسكندرية)وترعرع في تلك المدينة التي كان يرتادها الاباء والاجداد بغية التفاني في مراتعها من اجل اقتناء الرزق او العيش الكريم وتحقيق احلام الفلذات في الوصول الى اعلى المراتب العلمية وخصوصا انها كانت مدينة لا تعرف معاني الحزن وتفتح ابوابها لكل الطيور المهاجرة حينما احتضن (مو)شهادته الجامعية وكان معروفا بنبوغه منذ الصغر هرول الى مرافئ الوطن وعمل مهندسا في احدى الدوائر الحكومية ..والمعروف ان بلادنا في ذلك الوقت كانت ترمي ظلالها الوارفة لكل من يرتدي ثوب (المعرفة)بينما كانت مصر الناصرية تقذف بأبنائها الى شواطئ اخرى بعيدة .. وكان ابناء النوبيين يركضون صوب تراب الوطن واساريرهم تومض بالفرح لم يمكث (مو)في تراب الوطن كثيرا حتى غادره في عهد النظام المايوي الى عاصمة الضباب بعد ان اصاب هذا التراب رهق شديد في كل مناحي الحياة العملية ..واصبحت الهجرة في ذلك الزمان هدفا جميلا لكل الشباب لينسجوا من خيوط الغربة مستقبلا زاهرا ..ولم تعد عيون الامهات تذرف الدموع ولم تجفل قلوبهن بالحزن كما كان الحال في الماضي لهجرة الابناء صوب الفيافي البعيدة ..بل فأن الزغاريد كانت تسري وتنداح في الافاق ..والافراح تطفح في الشوارع والمنازل لمثل هذه الهجرة لتلك العوالم المحفوفة بكل انواع الثراء واثناء وجوده بالعاصمة (الخرطوم)كان (مو)صديقا ودودا مع اولئك الذين صنعوا معه مراحل الطفولة ونشوتها في مدينة الاسكندرية وكانت تلك هي الصفات التي دأب عليها كل اترابه الذين احتسوا من انهار الغربة في المدن المصرية ..ولم يكن له علاقات تذكر او اي نوع من انواع الوشائج مع ابناء قريته اشكيت الذين هم بمثابة العشيرة ..ولا غرو ان تلك الفئة من النوبيين الذين قضوا فترات حياتهم الخصيبة في (مصر)ولعوا في تكوين علاقات خاصة مع بعضهم البعض حتى ان احد الخبثاء اطلق عليهم اسم (الجالية السودانية بالسودان)حيث كانوا يتخذون من قهوة (الاخلاص)مرفأ للالتقاء ومن حي الشجرة في اطراف العاصمة سكنا ..ويتلقون التعليم الجامعي في (الفرع)!! ورغم هذه الحياة النائية والبعيدة عن مراتع العشيرة او الاهل فأن مو وشقيقه احمد لم يقصرا على رشح بعض من الاموال لدعم منظمة (اشكيت)الخيرية اضافة الى التعاطي الجميل في حقول العمل الخيري مع اصحاب الحاجة في رحاب الاسرة وغيرها .. مما يؤكد ان اياديه البيضاء ممدودة وفق الدروب التي يراها او في الحقول الظامئة ..وبالطبع فأن عيناه هي التي ترى مثل هذه المواقع لكي يجزل من عطاءه فلا يحق للبعض ان يرمي اللوم او العتاب في مثل هذه الامور .
المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة