*أفقر شعوب العرب الآن هم السودانيون.. *أو تحرياً للدقة، الصوماليون فقط هم من يفوقوننا فقراً.. *فهم دائماً - كالعادة- تحتنا في التصنيفات الدولية.. *وبعبارة أخرى، ما يلينا نحن العرب منها.. *ومن حسن حظنا أنهم ارتضوا- مثلنا تماماً- هوية العروبة.. *وصاروا لنا من ثم- جزاهم الله خيراً- (ستراً وغطاءً).. *ورغم فقرنا هذا فإن الغالبية منا سوف (تضحي) في هذا العيد.. *سوف (تضحي) بالغالي والنفيس من أجل أن (تضحي).. *ولا ننسى أن من بين الغالي والنفيس هذا راحة النفس والبال و(النوم).. *فنحن اعتدنا أن نأخذ أمور ديننا بالعسر لا اليسر.. *رغم ما قد يكون في العسر هذا من مخالفة للدين نفسه.. *فمريضنا في رمضان يرفض الأخذ برخصة الفطر ويختار (الصعب).. *والمشكلة أن هذا الصعب فيه (كراهة).. *ومن يتكاسل عن الصلوات الخمس يحرص على التراويح بكل هوس.. *ولا يعلم أنه ترك فرضاً من أجل سنة.. *والسنة هذه نفسها كان يؤديها نبينا- عليه الصلاة والسلام- في المنزل.. *يعني ليس في المسجد - جماعة- كما عليه الحال اليوم.. *والحج الذي هو لمن استطاع إليه سبيلا نعمل المستحيل كي نلحق بموسمه.. *حتى وإن كان من خيارات المستحيل هذا استدانة فوق طاقتنا.. *بل منا من يفعل ما هو أسوأ من ذلك.. *ونعني حج كبار المسؤولين من المال العام (على حساب الناس).. *والآن نسمع بحج برلمانيين- أيضاً- على نفقة الدولة.. *فأغلب قضايا ديننا نأخذها بأسلوب (كسر الرقبة)، عمداً أو جهلاً.. *وهذا ما سنفعله- بعد أيام- بين يدي عيد الأضحى.. *فسوف تنكسر رقابنا قبل أن تنكسر رقاب خرافنا (المليونية).. *علماً بأن الأضحية ليست من فرائض الدين.. *بل ولا حتى سنة لمن كان عاجزاً عن توفير قيمتها من (فائض) ماله.. *وغالب السودانيين الآن لا (فائض) عندهم إلا الصبر.. *والمصيبة أن منهم من لا ينظر إلى الأضحية من زاوية الدين أصلاً.. *بل من زاوية أنها مظهر اجتماعي يدرأ (العيب).. *والعيب ليس في عدم القدرة على شراء كبش بنحو ألفي جنيه أو أقل قليلاً.. *وإنما في عدم قدرتنا على أن نكون دولة ناجحة.. *أن نتجاوز محطة (ثاني الطيش)- عربياً- بعد الصومال.. *ورغم ذلك فحكومتنا هي الأكثر نفراً وصرفاً وبذخاً (كسر رقبة).. *وشعبنا يصر على أن يضحي- ويحج- (كسر رقبة).. *والبعض منا يتباهى بفارهات لا يمتطيها إلا أثرياء الخليج (كسر رقبة).. *وننظر إلى قلمنا فنوشك أن (نكسر رقبته !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة