:: لقد كتب وزير العدل - بقلمه - ما يُشير للآخرين بأنه ( أخطأ).. و غير الكتابة، ما كان عليه أن يدخل في حوض الحسكنيت ( من أساسو).. والحسكنيت - كما تعلمون - نبات ذات أشواك حادة ومؤلمة ولاصقة، أي يصعب نزعها من الجسد..وما أن تفلح في نزع أشواك يلسعك الحسكنيت بأشواك أخرى في مكان آخر من جسدك .. والدكتور عوض الحسن النور - عند من يعرفون سيرته العلمية ومسيرته المهنية - رجل مأمون الجانب، ولا يُرجى منه إلا الخير والعدل .. !! :: ولأنه عند حسن ظن الجميع، بمن فيهم من يعارضون حكومته، كانت زيارته لمحمد حاتم سليمان - في نيابة الأموال العامة - صادمة، ولم يصدقها البعض إلا بعد أن كتب .. بالزيارة لموقع الحدث ، تناست مجالس الناس ومواقع التواصل قضية المال العام ومتهمها، لتحل محلها ما هي الأخطر في حياة العدالة ..( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها)، أبلغ حديث يُلزم الجميع بالمساواة أمام العدالة.. وبتلك الزيارة، فقد الجميع الإحساس بالمساواة أمام أولى مراحل العدالة ..فالإحساس بالمساواة ( مناخ العدل)..!! :: قبل سنوات، تجاوز رجل أعمال شهر المادتين (178، 123)، الإحتيال والتزوير، وأتهم بهما في نيابة الجمارك .. وعند إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة، لم يجد هذا المتهم النافذ غير وزير العدل الأسبق ( شفيعاً)..وكأول سابقة في تاريخ السودان، إتصل الوزير مباشرة بالشرطي الملكف بتنفيذ أمر القبض ليطلق سراح (المتهم النافذ).. وعندما إستنكرت الصحف هذا (التدخل السافر)، لم يدفع ثمن الإستنكار غير وكيل نيابة الجمارك الذي تم نقله من موقعه في ذات شهر (التدخل الجائر)..!! :: وكثيرة هي الوقائع المؤلمة التي تدخلت فيها وزارة العدل وغيرت بتدخلها مجرى الأحداث من محض قضايا جنائية إلى ( أم القضايا)، وهي تجريد عقول وقلوب الناس من الإحساس بالمساواة أمام العدالة.. ولذلك، كان - ولا يزال - الأمل عريضاً في أن تقود وزارة العدل مسيرة الإصلاح بحياد ونزاهة في عهد الدكتور عوض الحسن النور.. وقد إجتهد الوزير - في مقاله الأخير - في توضيح أسباب زيارته لنيابة الأموال العامة في تلك الليلة.. ولكن لم يكن التوضيح مقنعا لمن هاجم أو عاتب .. !! :: وإن كانت هناك ثمة إشراقة في خضم الحدث ، فهي أن وزارة العدل صارت تشعر وتسمع وتقرأ وتناقش مثل هذه القضايا بقلم وزيرها (شخصياً) ..وكلما كان المسؤول قريباً من نبض الشارع كلما كان ( أفضل من غيره)..وأن يقرأ وزير العدل ثم يرد بالأسماء (حتى أنتم يا مولانا سيف، الظافر، شبونة، فتح الرحمن الجعلي، لينا وآخرين)،فهذا تحسب له .. وما لم تسقط من ذاكرة الناس، فأن آذان الذين سبقوه - في هذا الموقع - كانت بها (صمم)، وهذا إن لم يستغلوا النيابات وأجهزة أخرى ضد من ينتقدون.. !! :: ولأن تلك الزيارة هي الواقعة الأولى في عهد وزير العدل، ولأن القضية وأطرافها في طريقها إلى المحكمة بأمر الوزير والنيابة، فنأمل أن تكون تداعيات الزيارة هي (الدرس الأول والأخير).. فالوعي بالحقوق والواجبات صار بلا حدود في المجتمع، ثم أن كل دهاليز الدولة وأجهزتها وشخوصها - وما يعملون - معروضة أمام الناس بفضل ثورة الإتصالات.. وعليه، ما للسياسة للسياسة، وما للدولة للدولة، والقانون فوق الجميع، أو هكذا يجب أن يكون نهج الوزارة في ترسيخ (مناخ العدل)، وحتى لا تجد ذاتها في ( فيافي الحسكنيت)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة