لعل المتابع لحالة التخبط التي تعيشها فتح ورئيسها يستكشف ما وراء السطور وما وراء السلوك لحالة التخبط للرئيس ومن يحيط به للخمسة المبشرين بسوء النهاية لخذلانهم حركة ووطن وشعب قد عاهدوا الله والوطن ان يكونوا مخلصين ، ولكن بقناعتي الشخصية ان هؤلاء لم يكونوا صادقين بما حملوا من سلوكيات التشرذم والاحتيال للوصول الى القرار الحركي والوطني ، فهم انغرسوا كالافة او كالفيروس الذي يتلون ويتقوقع الى ان يتمكن في الانتشار والسيطرة لعمليات هدم تكاد تطال كل شيء في الحياة الفتحاوية والوطنية ، فها هي نابلس وجنيين والخليل وطول كرم تتمرد على هولاء الحفنة بقائدهم ورئيسهم ، وفي مواجهة ادوات التسلط والحقد على حركة فتح والحركة الوطنية من اجهزة امنية ترعرعت على مهام تتعارض مع مصالح شعبنا الوطنية منجرفة بحقد هؤلاء على أي ظاهرة تصحيحية واصلاحية وصحية يمكن ان تمارس داخل فتح .
اتى قرار الانتخابات في توقيت غير صحيح وفي ظرف غير صحيح سواء كان جادا او مناورة وحالة التخبط التي دفعت بهذا القرار تتعدى حالة التخبط ايضا التي تعيشها قيادة فتح بل اتي للخروج من حالة الازمة العميقة التي تعيشها تلك القيادة ورئيسها عباس فلم يعد للرئيس اوراق يلعب بها بعد ان سدت كل الافاق ليسجل أي ايجابية في رحلاته المكوكية التي تخسر فيها الخزانة المالية للسلطة قدرا كبيرا ليتفرغ لاعمال لا تليق باي رئيس ومزيدا من العبث في فتح ووحدتها وكوادرها ، وفي ظرف حساس تطلب فيه تلك القيادة بائتلاف بالقوائم مع حماس التي جرته للخندق الذي حاول او توهم ان ينصبه لها ، ولكن في حين ان مشروع عباس الذي اتى بعمق امريكي لصالح الاسلام السياسي ، وان حدثت الانتخابات لتدخل فتح المهلهلة بمفردها فلن تحصد ما يؤمل وطنيا الا اذا كانت ائتلاف مع حماس لمحطة ثانية من مشروعه ومن خلال معادلات اقليمية دولية لتسليم الامر للاسلام السياسي ولتتحول الضفة كشبيه لحكم البلديات او روابط القرى ، والامور جاهزة ومعدة من اجهزة امنية قد تعلن بيعتها لبرنامج الاحتلال ، وانسلاخ غزة عن الضفه لنهاية المشروع الوطني مع رحيل هذا الفيروس عن سدة الحكم في السلطة .
قار الانتخابات قد كشف بعض الشيء لسيناريوهات معدة دلت عليها سلوكيا الرئيس وقراراته وتلفظات هذا الجمال محيسن هذا المتشرذم ذو السلوك المعروف عبر وجوده التامري في داخل فتح وعلى فتح ومناطقيته الجغرافية المقيته .
قد ازعجهم بل اخافهم وفضحهم كلام القائد الفتحاوي والوطني محمد دحلان والقائد الفتحاوي سمير المشهراوي حول الخيار الذي لابديل عنه بدعم قوائم فتح في الانتخابات هذا الطرح الوحدوي الذي يتجاوز الالام التي سببتها قرارات عباس ومن حوله ومؤكدين على العمل وبأي شكل على وحدة فتح وفي نفس الوقت عدم التخلي عن طريق الاصلاح ، هذا الموقف الذي قوبل بمزيد من الهستيريا والاضطرابات السيكولوجية لدى الرئيس وجمال محيسن بحيث افاد هذا الشخص بان الرئيس قد اصدر قرار بفصل نجاة ابو بكر ونعيمة الشيخ علىي وعدلي صادق وابو خوصة ولكل من هؤلاء التجربة الغنية عن التعريف في الحقل الفتحاوي والوطني ، انهم ماضون ومن خلال تلك القرارات التي لا ترتكز للنظام او أي سلوك حركي او وطني في تدمير حركة فتح وبرؤيتي لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية لصالح الاسلام السياسي وادارة الانقسام والمصالح والمنافع.
يبدو ان السيد الرئيس يتجاهل او يغمض عينيه او لا يريد ان يرى الحقيقة بان الفتحاويون خارج اطاره الهش اكثر من جوقة المطبلين والمسحجين من حوله وقد ارتضى ان يكون دمية لتنفيذ مخطط تامري ضد فتح وقياداتها الحية وكوادرها .
ان فتح حركة الشعب الفلسطيني وهي من حق أي فرد في الشعب الفلسطيني ان يكون عضوا فيها ما دام يلتزم بنظامها الداخلي وباهدافها ومبادئها اما من خرجو عن النظام والاهداف والمباديء والاخلاقيات الحركية والوطنية فهم ليسوا جديرين بان يكونوا اعضاء في هذه الحركة ولا يرتقوا لان يكونوا قيادات فيها ، ان مثل تلك القرارات والسلوكيات التي اقترنت بقرار الانتخابات من حملات ضد كوادر فتح وقياداتها سواء في طول كرم او غزة او جنيين او نابلس تكشف الوجه الحقيقي لهذا السيناريو الذي يسعى لتدمير فتح .
كنا نتمنى يقظة من بعض القيادات الحية في المركزية والمجلس الثوري ان يواجهوا هذا السلوك الدكتاتوري الاستبدادي من قبل الرئيس وتعريته في وثقفة مع الحركة ومع الشعب ومع التاريخ ، فالرجال الرجال هم من يحسموا مواقفهم في الظروف الصعبة وفي المفاصل والتحولات التاريخية .
ان قرار السيد عباس الاخير بفصل القيادات في فتح الاربعة هم استدراج لردة فعل من التيار الديموقراطي الاصلاحي ولكن بقدر الاستدراك لخطورة سلوكيات عباس ونهجه لا بد من اليات وسلوك وبرامج تعمق الالتزام بالحركة ونظامها واهدافها في انخراط مباشر مع القاعدة والحاضنة الشعبية فالفجر قادم ووحدة فتح باقية وهولاء يلعبون في الدقائق الاخيرة لزوالهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة