_________ :: ( لكي لا نخسر المستقبل، لاتضربوا الأطفال)، أجمل ما قرأت، مقال للدكتور أمين حسن عمر - بالرأي العام، عدد البارحة - تعليقاً على حديث غير مسؤول - منسوب لوزارة التربية والتعليم - يزعم أن ايقاف الجلد في المدارس أدى إلى تطاول التلاميذ على أساتذتهم و أن بعض الأسر تستغل قانون الطفل ضد المعلمين الذين يعاقبون التلميذ بالجلد، وأن الوزارة بصدد مراجعة اللائحة .. شكراً للدكتور أمين على النصح والتحذير ..!! :: وللأسف غير هذا البعض بالوزارة، فأن لجلد الأطفال أنصاراً في بلادنا، وهم الذين يؤمنون بقول الشاعر : (لا تحزن على الصبيان إن ضــُربوا فالضرب يفنى ويبقى العلم والأدب / الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم، ولولا المخافة ما قرأوا وما كتبوا)..مثل هذه الأشعار إحدى (كوارث العرب)، وبها إتخذوا الأطفال (نياقاً وحميراً) لحد إستخدام السياط والخراطيش في التربية والتعليم.. تأثرنا بأشعار الجاهلية - وبأسوأ ما في عادات العرب وتقاليدهم - لحد تقديم الطفل لشيخ الخلوة أو ناظر المدرسة مرفقاً بنصيحة ( ليك اللحم ولينا العضم)..!! :: أي مزق جلده بسياطك وخراطيشك وعده لنا عظماً فقط لاغير، بمظان هكذا يجب التربية والتعليم..والشاهد أن إضطهاد الطفل - وإسترقاق والدته - بكل أنواع العنف (ثقافة عربية)، ولقد تشبهنا وتشبعنا بهذه الثقافة..وكان من آثار هذا (التشبه)، ما شهدتها - وتشهدها - الخلاوى من إنتهاك مؤلم لحقوق الأطفال وتعذيب الصبيان بحيث يبلغ مداه ربطهم بالسلاسل والحبال على أوتاد الغرف المهجورة أو تحت لظى الشمس، أوجلدهم في المدارس لترتفع نسب التسرب وحالات الإعاقة والموت بشهادة تقارير سلطات التربية والتعليم..!! :: أما الذين ينجون من مثلث برموده (التسرب والإعاقة والمو)، فانهم يتخرجون بشهادات أكاديمية محشوة بأمراض نفسية من شاكلة كراهية الآخر والقبول بالقهر والإنصياع للدجل والشعوذة، وغيره من سياج التخلف الذي يُعيق خطى الشعوب في دروب الوعي والمعرفة والنهضة ..وعلى سبيل المثال، لونفعهم الضرب ( سابقاً)، لما كان حال الناس والبلد على ما هما عليه (حالياً)..فالضرب أفسدهم، وبهم فسدت حياة الناس والبلد.. نعم، فالأجيال التي تعلمت بالسياط وتربت بالخراطيش - و كمان تفتخر بحضرة الصول- هي التي عجزت عن إدارة بلادنا ومواردها كما يجب، وهي التي رسخت ثقافة العنف في السياسة ..!! :: ثم بتحوير مخل لروح الحديث النبوي الشريف : ( مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا)، يُبرر البعض جلد الصغار في مؤسسات التربية والتعليم ..ولو حدًقوا - في الحديث الشريف - بعقولهم، لوجدوا أن فترة الحوار ما بين الأم والأب وطفلهما حول الصلاة يجب أن مقدارها ( ثلاث سنوات)، وبمعدل خمس مرات يومياً، أي عند كل صلاة ..!! :: فأي عقل هذا الذي يعجز - ثلاث سنوات - عن ترغيب طفله على الصلاة طوال سنوات الحوار والترغيب؟.. لو أدى ولي أمر الطفل واجب الأمر بالصلاة كما يجب قبل الثلاث سنوات، فلن يلجأ إلى وسيلة العاجزين عن الإقناع والترغيب ( الضرب).. آثار التعليم بالكُرباج والتربية بالعُكاز ظهرت في نخب الحاضر التي لم تزد الوطن إلا جراحاً لحد الإنشطار، ولم تزد ما تبقى الشعب إلا حرماناً من أبسط حقوق الحياة ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة