:: مساء الأمس، قبل وبعد الإفطار، عاش أهل الحي لحظات عصيبة .. تعرض أحد الشباب لمتاعب في القلب وضيق في التنفس، فذهبوا به إلى المستشفى الدولي بالخرطوم بحري.. بعد نصف ساعة من الإسعافات، أعلنوا وفاته ثم أعادوه إلى داره بعربة إسعاف المستشفى.. كان الوقع مؤلماً على الأهل والجيران.. وكان هذا قبل الإفطار بنصف ساعة تقريباً، فقرر الأهل الغسل والدفن بعد الإفطار.. بعد الإفطار والصلاة و الغسل، وفي لحظة الكفن، أصدر المتوفى شخيراً، كما قال بعض الذين أشرفوا على الغسل والكفن.. فتوقفوا عن الكفن، وإستدعوا طبيباً لتأكيد الوفاة أو الحياة..!! :: بعد الكشف على المتوفي، بالسماعة، أخطرهم الطبيب بأن هناك نبض، و ( ما مات)..فتحول الصراخ إلى زغاريد، ودموع الحزن إلى دموع الفرح، والمراثي إلى الدعوات بالشفاء ..وبأمر الطبيب، هرول به البعض إلى مستشفى أحمد قاسم، ثم إنتظر البعض الآخر أمام الدار وهو يسب ويلعن المستشفى الدولي .. وكان الموقف عصيباً للغاية ..وهم ما بين مشاعر الغضب على الدولي والحزن على حال الطب والفرح على نجاة الشاب من ( الدفن حياً)، كان النبأ بمستشفى أحمد قاسم بأن الحالة ( وفاة)..!! :: لقد إنتقل الشاب إلى رحمة مولاه، بالمستشفى الدولي، أي قبل الإفطار بنصف ساعة..ولكن هناك خطأ طبيب آخر أثار غضب الأهل والجيران على المستشفى الدولي، وتلاعب بمشاعر الأهل والجيران لفترة ساعة تقريباً، أي لحين تأكيد الوفاة.. وتلك أصعب اللحظات التي مرت على الأهل والجيران ..كانوا قد تجاوزا صدمة الموت بلحظتي الإفطار والصلاة، ولكن أعاد هذا الطبيب روح الأمل في الجميع، ثم روح الغضب على المستشفى الدولي ..نعم، حتى ولو سمع أولئك شخيراً، أو كما ظنوا، كان على الطبيب أن يكون حكيماً ودقيقياً في الحكم على ( الحالة)، بحيث لا يحكم بالوفاة أو بالحياة ما لم يتخذ (إجراءات مهنية)..!! :: فالمستشفى الدولي غير بعيد عن الدار، وكان على هذا الطبيب إستدعاء ذات الكادر الطبي من المستشفى الدولي لييباشروا معه الكشف (مرة أخرى)..هذا أو كان عليه طلب عربة الإسعاف التي أوصلت المتوفي إلى داره لنقله مرة أخرى إلى المستشفى الدولي .. لقد أخطأ هذا الطبيب .. كما لم يتبع المهنية في الكشف لحد إحياء المتوفي، كذلك لم يتبع الحكمة والتصرف السليم لمعالجة (شكوكه)..كاد المستشفى الدولي - وكوادره - أن يدفع ثمن هذه الأخطاء.. والأدهى والأمر، أن مواقع التواصل إمتلأت بخبر كشف الطبيب وأن هناك نبض وتم نقله إلى أحمد قاسم، بل هناك من كتب قائلاً ( المرحوم رجع بي كرعينو)..وكل هذا قبل تأكيد الوفاة بأحمد قاسم.. !! :: نعم فترة الساعة، وهي لحظة ترقب قرار مستشفى أحمد قاسم، فترة طويلة - و عصيبة - وكافية لنشر وتوزيع خبر مفاده ( عودة متوفي إلى الحياة)، وهذا ما لم يحدث في الواقع.. لم يكن هناك خطأ طبي بالمستشفى الدولي، ولكن خطأ الطبيب وعدم تصرفه بحكمة تسببا في حدوثه وإنتشاره في مواقع التواصل.. ليبقى السؤال، هل قانون ينظم ويحاسب مثل هذه الحالات؟.. بمعنى، هل للمستشفى الدولي حق رد الإعتبار؟، وماذا لو تعرض كوادره للإعتداء خلال تلك الساعة؟، ومن مسؤول عن خطأ هذا الطبيب؟، أم أن القانون يمنح لأي طبيب أي تصرف ؟..فالأسئلة للمجلس الطبي ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة