• نجح احمد منصور مقدم برنامح "شاهد على العصر" بقناة الجزيرة ، في استنطاق رمز كبير من رموز السياسة السودانية.. نقول نجح لأنه بكل صدق استنطق الدكتور حسن الترابي ، كشاهد على عصر السودان .. الترابي لا شك أنه شاهد على معظم الحراك السياسي الحديث في السودان ، فهو ولو اعتبرنا أن ثورة اكتوبر هي أول شرارة ساهم بفاعلية في تفجيرها ، يعتبر رقم لا يستهان به ولا يمكن تجاوزع في الخارطة السياسية .. • رفد احمد منصور مكتبة برنامجه وقناة الجزيرة بمعلومات كثيفة وثرة تستطيع أن تظل حية وفاعلة لقدر كبير من الزمن القادم .. فالمعلومات التي تحصّل عليها احمد منصور لا تقتصر على السودان فحسب بل كل الوطن العربي والأفريقي على وجه الخصوص ، ولا تخلو من العالمي , الذي كان الترابي متحركاً في عالمه وأجوائه .. • كشفت الحلقات التي بثّت حتى الآن معلومات كثيرة معظمها جديد على عدد كبير من متعاطي السياسة السودانية وحتى الإقليمية ، كما كشفت كذك كثيراً من المعلومات التي تحمل تصحيحاً لقدر كبير مما نختزنه ذاكرة الكثيرين من معلومات، • تعتبر حلقات "شاهد على العصر" سياحة تاريخية وتنويرية بما جرى من حراك سياسي في عالمنا الوطني والإقليمي ، وتحوي بعض إفادات الترابي ما يمكن أن نعتبره تفسيرات لما يحدث الآن عندنا وفي كثير من الدول حوالينا ، وذلك لأنه كان عنصراً فاعلاً في العملية السياسية التي كانت دائرة . • ليس ذلك فحسب بل بعض إفادات الترابي ربما تعتبر احتمالات لما يؤول إليه الحال في عالمنا وحولنا ، فالرجل كان شعلة نشاط سياسي يحرّك الساكن ويسكّن المتحرك أنّى اتجه ، بغض النظر عن نوع الحراك الذي يحدثه , إلّا أنّه لا يميل إلى السكون السياسي كثيراً ، ولو حدث أن سكن فتوقع حراكاً داوياً ، كثيراً من الأحيان يعقب سكونه وصمته عاصفة سياسية. • رجل تعوّد أن يكون نشطاً سياسياً طيلة عمره السياسي ، وها هو حتى وهو تحت التراب يشغل الناس بما أثاره وتركه من تصريحات وتفسيرات وأفكار , ستظل حديث الناس ومحل نقاش ودراسة لفترة طويلة قادمة. • كانت فترة الترابي السياسية طويلة ، أصاب فيها كثيراً وأخطأ فيها أكثر ، وهذا ديدن التجارب الانسانية فالمجتهد يصيب ويخطئ ويترك للآخرين تقييم وتقدير واستيعاب وفهم ذلك , فنرجو أن يضع سياسيونا ذلك في ميزان تحليل عادل تفيد نتائجه القادم السياسي. • يحتاج سياسيونا أن يجلسوا ويشهدوا بعض حلقات "شاهد العصر" ليتبصروا وينهلوا منها ما يعينهم في الحراك السياسي , ويعدّهم ليرتقوا من "العك الساسي" الذي نرى ويرتقي التفكير عندهم بعض الشي ، ليجني الوطن ثمار ذلك ، طالما أبتلي بهم . • رحم الله الدكتور حسن الترابي رحمة واسعة وأدخله الله فسيح جناته وتجاوز عن أخطائه تعريجة : - الترابي أصاب وأخطأ وذهب ، ونحن الآن في حاجة لشخص بأفكار الترابي ، فمن يستلم الراية؟! - حتّى المقرّبون أشارة إلى احتمالية معاناتهم بعد غياب شيخهم وعرابهم . - اللهم إنك عفوٌ تحب العفوَ فاعفو عنَّا !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة