[email protected] • متى يفهم الرياضيون ( كل الرياضيين) أن لهم دوراً وطنياً مثل باقي شرائح المجتمع الأخرى! • فمن المعيب والمخجل حقيقة أن ينحصر دور جماهير الكرة فقط في الاستجابة لدعوات المسيرات فارغة الموضوع لتأييد هذا الإداري أو ذاك اللاعب. • كلما تأذت مصالح البعض جروا الكثير من جماهير الكرة جراً وتعاملوا معهم كمغفلين نافعين لتحقيق مآربهم الخاصة تحت دعاوى دعم الكيان الأحمر أو الأزرق الكاذبة. • متى يكف الرياضيون عن تلذذهم بالتخدير فيغلبون عقولهم على عواطفهم، حتى يتسنى لهم استيعاب ما يجري حولهم والتعامل معه بشكل أفضل! • ومتى يقتنع جمهور الكرة بأن إنقسام إعلامنا الرياضي بين لونين لا ثالث لهما بهذا الشكل الواضح وغير المهني يخدم مصالح البعض لا مصالح الناديين الكبيرين كما يتوهم بعضنا! • فلولا هذا الإنقسام بين المعسكرين الأزرق والأحمر لقبل القراء النقد الموضوعي الذي يوجه تجاه بعض الممارسات الخاطئة والسلوكيات غير الرياضية. • لو لا انقسام الكتاب بين الناديين لوجدنا رفضاً صريحاً وجاداً لممارسات بعض لاعبينا غير المقبولة. • لولا هذا الإنقسام لما وجد أي لاعب يسيء السلوك من يدافع عن تصرفاته الخرقاء والمتهورة تحت مزاعم الغيرة على الشعار ورفض الظلم.. الخ المبررات الواهية. • فعندما جرى بعض لاعبي المريخ وراء حكم إحدى مبارياتهم الأفريقية قبل سنوات قرأت مقالات وأخبار في صبيحة اليوم التالي تقول " شوهد حكم المباراة يطلق ساقيه للريح بعد نهاية المباراة"! • ولك أن تتخيل عزيزي القارئ مدى استهتار مثل هذه الكتابات بعقلك! • فهل شاهدت عزيزي القارئ طوال حياتك حكماً يطلق صافرة النهاية ليخرج من ملعب المباراة راكضاً، ما لم تكن هناك محاولات للإعتداء عليه! • الغريب أن الصور كانت واضحة جداً رأينا فيها موسى الزومة وسعيد السعودي وآخرين يركضون وراء الحكم، ورغماً عن ذلك كتبوا عبارة " شوهد يطلق ساقيه للريح"! • والأغرب أن بعضاً من الأقلام التي غضت الطرف عن سلوك بعض لاعبي المريخ السيء وقتها، لم تقل نفس الكلام في حادثة الإعتداء الأخيرة لبعض لاعبي وإداريين الأحمر في المغرب، ولم يحاولوا أن يجدوا العذر للاعبين.. أتدرون لماذا؟! • لأن الرئيس وقت حادثة الإعتداء الأولى كان جمال الوالي، أما رئيس النادي لحظة حادثة إعتداء المغرب فهو ونسي رجل لجنة التسيير التي يعارضها الكثيرون ، بل أرادوا رحيلها منذ يوم توليها الأمور في نادي المريخ • لا عليكم بإعلانات الدعم وحديث النفرة فتلك تمثيلية مشكوفة المرامي لم يريد أن يفهم. • فحتى جمال الوالي الذي يريده البعض رئيساً دائماً للمريخ دون أن يكلف نفسه عناء التجهيز للجمعيات العمومية أعلن عن دعم خلال النفرة بمبلغ خمسمائة ألف جنيه!! • ما يدعو للأسى على الحال الذي وصل له إنسان السودان هو أن اللافتات التي رُفعت قبل يومين ضد الوزير لم تنادي بضرورة الإحتكام للديمقراطية في النادي الأحمر. • بل أرادت مخططوها بالواضح والمكشوف ممارسة أوضح أشكال الدكتاتورية في إدارة النادي منادين برجل واحد غصباً عن الجميع. • وما يزيد الأسى هو أن يُكتب على اللافتات " جماهير المريخ تريد كذا!" • ولا أدري من الذي خول هذه الفئة القليلة بالحديث نيابة عن كل جماهير المريخ! • هل أجروا استفتاءً وسط الجماهير حتى يتأكدوا أنهم جميعاً مع مثل هذه الخطوة! • إن فعلوا فالأمانة والشفافية تقتضيان أن يبنوا للكل عدد من يؤيدون مثل هذه الخطوة ويريدون الوالي رئيساً دائماً بدون اللجو لصناديق الاقتراع. • في هذه يريدونها ديكتاتورية فئة قليلة على الغالبية.. وفي ظرف آخر يحدثونكم عن أهلية الرياضة! • فأي ضحك على العقول! • هذا يبين أن مصالح الناديين هي آخر ما يفكر فيه الكثيرون ورغماً عن ذلك يصدق بعضنا دعاوى الدفاع عن الكيانات! • غالباً ما يغض الكثير من الزملاء الطرف عن الممارسات الخاطئة خوفاً من الجماهير لأن فلاناً من كتاب المعسكر الآخر قال كذا ولا بد من الرد عليه! ولتذهب المباديء والقيم والمماسة السليمة في ستين ألف داهية طالما أن ذلك يمكن أن يغضب منك جماهير النادي ويضعف قاعدة قراء زاويتك! • كم من أندية ومنتخبات عالمية ظُلمت لكننا لم نشاهد يوماً لاعبيها ( يسكون) حكماً أو نرى إدارييها يوجهون له اللكمات. • قبل أسابيع قليلة تابعنا لقاء ليفربول وإشبيليه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ووقفت حسب مشاهدتي وتقديري على ثلاث ركلات جزاء غير محتسبة لنادي ليفربول، لكنني لم أر سوى احتجاج طفيف من اللاعبين قبل أن يواصلوا الركض وراء الكرة، لا الجري وراء الحكم كما يفعل العديد من لاعبينا، كلما جاءت الأمور عكس ما يرغبون. • الفرق طبعاً هو أن لاعبي ليفربول لو اعتدوا على حكم فسوف تنتقدهم الصحافة والإعلام نقداً لاذعاً وسوف يجدون العقاب الرادع والسريع. • أما عندنا فكل لاعب يسي السلوك ويشتم ويسب الحكام لأنه يعرف أن الصحف ستخرج في صبيحة اليوم التالي منقسمة بين ناقد وآخر باحث عن الأعذار ومقدماً مبررات غبية مثل ( ألم يشتم أو يضرب لاعبو ناديكم حكماً في مباراتكم أمام النادي الفلاني)، وكأن سلوك غيرك الخاطيء يبرر لك أن تنتهج نفس السلوك المرفوض. • فكيف نريد للاعبينا أن يلتزموا بالسلوك الرياضي القويم وينضبطوا داخل وخارج الميادين ونحن ككتاب ومشجعين على مثل هذا الإنقسام الذين يمنحهم دائماً المبرر للتمادي في سلوكياتهم القبيحة! • وكيف ينضبط لاعبنا وهو يعلم أن غالبية القائمين على أمر الكرة في البلد غير منضبطين! • كيف لا يتهور الطاهر سادومبا أو فداسي في مباراة ودية ويحاولان الإعتداء على لاعب منافس تنفيذاً لمبدأ (أخذ الحق باليد) الخاطئ طالما أننا في أفضل الأحوال سنكتفي بنقدهما دون أن تطالهما العقوبة! • بعض إداريي الأندية غير عابئين سوى بظهور صورهم في الصحف كل صباح، وهم لا يملكون الجرأة على معاقبة مخطئ، خاصة إذا كان يتمتع بشعبية وتتصدر صوره صفحات الجرائد.. • ومسئول الاتحاد لا يطبق القانون، بل يمسح به الأرض ويستفيد من الأموال العامة ويحولها لمكية خاصة.. • والوزير المسئول لا يعرف ولا يطبق من القوانين واللوائح والنظم شيئاً.. • ورأس الدولة لا يتدخل إلا حينما تكون هناك قضية رأي عام هامشية يثيرها الإعلام لإلهاء الناس عن الأهم. • متى نتوقف عن هذا العبط ( عذراً على المفردة لكنها الحقيقة) ونوفر وقتاً نضيعه في مسيرات استقبال اللاعبين الجدد وحملهم على الأكتاف والخروج رافعين لافتات داعمة للأفراد وكأن الناديين وجماهيرهما صاروا مجرد قطعان تحركها قلة من الأقلام! • متى ننتصر لنخوتنا ورجولتنا ولتقاليدنا السودانية الأصيلة ( التي أوشكت على الاندثار) لنقول لبعض المطبلين والمنتفعين أن كياناتنا أكبر من أن تُرهن للأفراد مهما كانت قدراتهم المالية، ونفرض عليهم أن يكفوا عن ترديد عبارات مثل " الكاش يقلل النقاش". • لماذا نصدق دائماً أن المال وحده القادر على تسيير الأمور في الناديين الكبيرين، رغم ما بدا ووضح لنا من فشل كبير وظاهر – على مدى سنوات ليست بالقليلة- لرجال المال في تحقيق ما تصبو له جماهير الناديين الكبيرين رغم صرفهم البذخي! • إلى متى سنصر على تصديق الأكاذيب ونتجاهل حقائق أن كل رجل مالِ - يوهموننا بأنه يدفع كل شيء من جيبه - قد غادر النادي بعد أن أغرقه في الديون! • وعند تخطيطه للعودة مجدداً ننسى سريعاً ونعود للعزف على ذات الوتر الكذوب بأنه أنفق وصرف صرف من لا يخشى الفقر، رغم علمنا التام بأن فترته السابقة شهدت تراكماً ملحوظاً للديون! • فكيف يستقيم عقلاً أن يكون الداعم السخي هو ذات الإداري الذي راكم ديون النادي للحد الذي يعقد الأمور على من يخلفه في المنصب! • ومتى يفهم البعض أن هناك دائماً توزيعاً للأدوار فهناك من يعلن عن شيء بينما يروج آخرون لعكسه لكي يتحقق هذا الشيء في النهاية! • أي عقول يمكن أن تقودنا لتصديق مثل هذه الأكاذيب الواضحة! • وعلى الصعيد السياسي متى نكف عن شراء الوهم بكامل إرادتنا بمتابعة أخبار ومقالات من يهدرون وقتنا الثمين في مواضيع انصرافية من شاكلة " شراء المسئول الفلاني لبيت بمبلغ كذا، أو تركة المسئول العلاني البالغة كذا، مع أن البلد كلها منهوبة ومسروقة! • متى نفهم أن مصادرة وإيقاف الكثير من الصحف والكتاب ليس سوى فصل من فصول لعبة يفترض أنها باتت مكشوفة، وإلا فلماذا يعود بعض الكتاب سريعاً وتتلقفهم صحف أخرى ربما برواتب أعلى، بينما لا يجروء ناشر أي صحيفة معارضة مزعومة لسياسات الحكومة- على توظيف أصحاب المواقف الواضحة( شبونة نموذجاً)! • متى يبحث ( جل) القراء لا ( قلة منهم) عن الكاتب الجاد الصادق في تناوله لمختلف القضايا رياضية، سياسية، ثقافية، اجتماعية أو فنية بدلاً من هذا الانجذاب للبريق الزائف لكتاب يفرضهم على القراء بعض الناشرين أو الزملاء! • يوم أن نجد إجابات لكل ( متى) طرحتها في هذا المقال سيكون السودان بألف خير، أما قبل ذلك فلا تتوقعوا أن تهبط عليكم الحلول من السماء وأنتم جلوساً في بيوتكم، فرب العزة جل جلاله أمرنا بأن نسعى لتعمير الأرض بالجهد والعرق والبذل والفكر، لا بتصديق الأوهام والاكتفاء بدور المتفرجين على مسارح العبث.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة