عفواً سادتى ، فكل رقعة فى السودان عزيزة لدى المواطن المفعم بالوطنية السودانية ورقعة جنوب كردفان غالية جداً لدى ما تبقى من الأحرار فى السودان وهم قله لكنهم يعملون فى صمت وهم هكذا كالقابض على جمرة ... الوطن كله يغلى كالمرجل من وطاءة الظلم والإستبداد والتهميش الممنهج لمواطنى السودان الذى إمتحننا به الله ونعم المولى ونعم النصير . يستوطن فى جنوب كردفان قومٌ هم سودانيون تاريخاً وواقعاً ... قبائل غير عربية كقبيلة النوبة العملاقة حيث يجرى فى اللسان اسم جبال النوبة ويراد منه منطقة جنوب كردفان لان النوبة بحكم المنشأ الأول والتوالد والتكاثر هم أكثر الشعوب وجوداً فى هذه الديار أي جنوب كردفان ... يلى النوبة قبيلة الحوازمة وهى ذات أصول عربية وكذلك الكواهله وتأتي بعد ذلك شعوب ينسحب عليها لفظ (أقليات) كعرب المسيرية ، الفور ، الداجو ، فلاته ، برتي ، وبرقو ... الديانة الغالبة فى جنوب كردفان الإسلام يليه المسيحية ثم ديانات غير سماواية وهى تؤثر على المسيرة الإجتماعية ولا يؤبه لها لكنها مؤثرة فى مسيرة المساواة والتعايس . تعتبر المنطقة الجزء الجنوبي من كردفان الكبرى وتكسو أرضها الجبال والخيرات كخور ابو حبل الذى يمر بمدينة الدلنج وخيران أُخرى تؤثر على النقل والتواصل فى فصل الخريف وأهم مدن فى جنوب كردفان هى : كادقلي العاصمة ، الدلنج ، ابوكرشوله ، ابوجبيه ، العباسية ، كالقوى ، تلودي ، كاتشا ، امبرمبيطة ، دلامي ، الترتر ، الليري ، الحمادي والدبيبات . ترتع المنطقة فى مناخ السافنا الغنية ويمتاز هذا المناخ بالأمطار الغزيرة فى فصل الخريف ونتيجة لذلك توجد غابات كثيفة وبخاصة فى الجنوب (الصعيد) ولهذا وذاك فالمنطقة تتميز بموارد غاية فى الاهمية مثل : منتجات الغابات ، الثروة الحيوانية ، الثروة الزراعية والمعادن كالذهب واليورانيوم الذى ثبت وجوده فى منطقة ميري فى الغرب ... إذ إستفسرنا تاريخ المنطقة نجد أن إنسان هذه البلاد قد ساهم مساهمة واضحة فى محاربة المستعمر حتى تم إجلائه من السودان أجمع كما أن الإنسان هنا لم يقف مكتوف الأيدي إبان إندلاع الثورة المهدية فناهصرها حتى نهاية المطاف . نظر المستعمر الي أهمية المنطقة وإنسانها فقام بإغلاق المنطقة عن المد العربي الإسلامي حيث سُميت تلك المناطق بالمناطق المقفولة فقل كنتيجة لذلك تشبع الإنسان بالإسلام واللغة العربية وسمح المستعمر البغيض للمسيحية أن (تبيض!) وتفرخ أجنة عرقلة مسيرة التعايش فى المنطقة الي يومنا هذا .... نال السودان إستقلاله فى فجر الواحد من يناير من عام 1956م وتعاقبت الحوكومات الوطنية على حكم السودان ، قليلها جاء الى سدة الحكم بالإنتخاب الحر والديمقراطي وأكثرها وأهمها فى تاريخ السودان ، ذلك نسبة لطول عهدها نجد الحكومات العسكرية المستبدة التى ركزت على حكم الفرد فصار دكتاتوراً لا يدانيه إلا الألماني اودلف هتلر والإيطالي موسليني وحكام الإتحاد السوفيتي الشيوعي نذكر منهم ستالين وفرانكو فى اسبانيا والحق يقال ، أن كل السودان لم ينل تنيمة بشرية ومادية فعالة وبخاصة فى جنوبه وغربة وشرقة حت لحظة كتاب هذا المقال ! . تنادى الناس فى جنوب كردفان بإيصال التنمية لهم وإزاله التهميش والإقصاء ولكن دون جدوى فحملوا السلاح وعلى رأسهم الأستاذ يوسف كوة وعندما رأوا أن الطريق طويل وأن المستبد مدجج بالسلاح والغرور إنضموا الى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق وعندما تم فصل جنوب السودان وتكوينه دولة مستقلة حُرة عن الشمال عن طريق إنتخابات صورية (ومضروبة!) عام 2011م لم يتم حل مشكلة التمرد فى جنوب كردفان حيث سمى المتمردون نفسهم بالحركة الشعبية قطاع الشمال . توالت المؤتمرات عبر الإتحاد الافريقي لحل هذا النزاع ولكنها دوماً تصدم بصعاب أولها ، غرور المحاور الحكومي ولازال السودان يئن من ذلك الخلاف ويموت الناس بالجملة (والقطاعي!) وتختار الدولة السودانية البندقية لحسم النزاع ناسية أو متناسية حقيقة مهمه الا وهي أن مع المتمردين دولة جنوب السودان فهى تأويهم وتجهزهم بالعتاد والمؤن ثم أن الغرب باكمله معهم إضافة الى دولة اسرائيل كما أن هناك قطاع لا يستهان به من السودانيين بالداخل والخارج يناصر تمرد جبال النوبة ويقع المحاور السوداني فى فخ الإستهانة بهذا القطاع وسرعان ما يبدأ النزاع العسكري الذى إختارت له الدولة السودانية مسمى (الصيف الساخن !) وفى هذا الصيف تم تحرير منطقة امسردبة ومنطقة اللزرق ولكن السؤال الذى بلا جواب : هل إنتهى النزاع بعد أم سردبة أم أن ناره لازالت متقدة ولهبه يلفح جميع مواطنى السودان ؟! . يجب علينا نحن جميعنا فى السودان اليوم أن نكون على مستوى المسؤلية وبخاصة المثقف منا وأن نتدارك المحنة فى جنوب كردفان وأنها ستعيق عجله التنمية والتطور فى هذا البلد المكلوم ... يجب على الإعلام ومن ورائه المثقف والمفكر الحر أن يبدأ فى حل المشكلة وفق المعطيات الدولية والمحلية ويطريقة وطنية وشفافة قبل أن ينفرط العقد وتقع الفاس فى الراس ... هل نبدأ الآن قبل الغد ؟! . وان آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والا عدوان إلا على الظالمين . الى اللقاء ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة