|
الخرطـوم عاصـمة بـلا محاســن ولا رتــوش !!
|
11:37 AM May, 22 2016 سودانيز اون لاين عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان مكتبتى رابط مختصر بسم الله الرحمن الرحيم الخرطـوم عاصـمة بـلا محاســن ولا رتــوش !! الأمم من حولنا تقدس الماضي وتقدس المعالم وتقدس العشرة .. وتقدس التاريخ .. إلا هنا في الخرطوم حيث تلك الكومة من المعالم الباهتة المكدسة التي تفتقد القيمة .. وتفتقد أي لون من ألوان المباهج .. فنجد في الخرطوم أن المباني التاريخية والمعالم الأثرية لم تعد بذات الهيبة والمقام !! .. الخرطوم ( السوق الإفرنجي ) لم يعد بصيت الماضي .. كما لم يعد بهيبة وأهمية الماضي .. الخرطوم ( السوق العربي ) .. لم يعد بمقام الماضي .. كما لم يعد بأهمية الماضي .. الخرطوم ( ميدان الأمم المتحدة ) لم يعد ذلك الميدان ذات الشنة وذات الرنة !! .. الخرطوم ( المحطة الوسطى ) معلم من معالم الخرطوم العريقة في الماضي .. لم تعد بنفس الهيبة والسيرة .. الخرطوم ( تجار الصيت وبيوت المال والخبرة والشركات العريقة ) لم تعد بنفس القدسية .. الخرطوم ( حديقة النزهة .. أي حديقة الحيوانات ) ذلك الإرث العريق لمدينة الخرطوم أصبحت سيرة مؤسفة من الماضي السحيق .. الخرطوم ( المتاحف العريقة ) أصبحت ندرة قاحلة من الصور الكئيبة القاتلة التي تبكي الأفئدة .. الخرطوم ( القصر الجمهوري ) وما حولها مجرد معالم لقلاع وكأنها من معالم القرون الوسطى .. لا تربطها أية صلة بإنسان العاصمة لا من بعيد ولا من قريب .. يمر الناس من حولها وكأن تلك المعالم ملكية لدولة أخرى ََ!! .. قلاع جافية ليست معها صلة مودة أو عشرة بإنسان الخرطوم .. الخرطوم ( دور السينما ) تلك القصة المحزنة التي تؤكد أن أهل السودان يمثلون أكثر شعوب الأرض تخلفاَ وجهلا بالثقافة والتراث والتقاليد .. ويمثلون أكثر شعوب الأرض تأخراَ في الحفاظ على المكتسبات .. الخرطوم ( المطاعم والفنادق الشهيرة ) وقد تحولت إلى كنف المسميات الجديدة الباهتة التي تفتقد أدنى أنواع المذاقات التي توافق الأمزجة السودانية .. الخرطوم ( مواقف المواصلات القومية ) و( محطات القاطرات ) تلك المهزلة القومية والعربدة التي تجري في عواصم ومدن السودان .. وتلك الظاهرة تؤكد ضحالة المفاهيم في هذا البلد وضحالة أهل الشأن في القيادات .. فتلك المواقف في مدن العالم تعد من المعالم التي لا تتحول حسب أمزجة الأفراد وجهلاء القوم كما هو الحال في عاصمة السودان .. بل تظل تلك المواقف القومية قائمة وثابتة لسنوات طويلة للغاية .. وهي تمثل معالم تاريخية ثابتة عبر مئات ومئات السنين .. كما هو الحال في مدن العالم مثل القاهرة ولندن وباريس وعواصم ومدن العالم .. أما في الخرطوم عاصمة السودان فحدث ولا حرج .. فدائما تلك القيادات العشوائية التي تخطط من منطلقات فوقية خالية من النزعة الوطنية الخبيرة .. وهي تفتقد تلك النزعة التفاخرية بالقديم المعايش عبر السنوات .. والتي تقتضي احترام التراث واحترام المواقع التي ترسخ في أذهان الناس لسنوات طويلة .. ولذلك فإن أي معلم من معالم الخرطوم يمثل اليوم علامة عزاء وبكاء في أذهان السودانيين .. وتؤكد سوء المآل والأحوال في بلاد الاجتهادات الطائشة البليدة .. كما أن عاصمة الخرطوم اليوم تمثل ( مدينة الأشباح ) .. مجرد هبل من اليافطات الرنانة وصور للعمارات الدخيلة الطارئة .. وهي تمثل النبت الشيطاني المتطفل على حياة الناس في عاصمة البلاد .. تلك العمارات واليافطات التي لا تربطها أية صلة مودة أو عشرة مع إنسان العاصمة .. فإنسان العاصمة السودانية يعيش اليوم غريبا بين أحضان كومة من المعالم الأسمنتية الدخيلة .. ولا توجد اليوم أية علاقة قوية بين إنسان العاصمة السودانية وبين معالم العاصمة .. مجرد صور لأشباح من العمارات هنا وهنالك .. والسبب في كل ذلك هو عدم تواجد الكوادر المؤهلة التي تقدس المعالم والمواقع التاريخية .. والتي توجد نوعا من العشرة والمودة بين الإنسان والبيئة المحيطة .. فخرطوم اليوم مجرد مضحكة لعاصمة تحمل مسميات العواصم وفي نفس الوقت تفتقد أي معلم من معالم الوفاق والاتفاق مع الإنسان الذي يعيش في كنفها .
|
|
|
|
|
|