إلى متى سيواصل طلاب جامعة الخرطوم مواجهة مصيرهم لوحدهم؟! فلا إدارة الجامعة راغبة في الوقوف معهم بمنع أفراد الشرطة من الإعتداء عليهم في حرمهم الذي يفترض أن يكون مقدساً.. ولا أفراد المجتمع أبدوا حماساً لما هو أكثر من الكلام والإشادة بما يقوم به هؤلاء الطلاب. رفض الطلاب الشجعان خطة بيع جامعتهم وتنظيمهم لمسيرات سلمية للتعبير عن احتجاجهم ومناهضتهم للظلم بكافة أشكاله.. شيء جميل ومتوقع من أمثالهم ويعيد الأمل. لكن ماذا عن بقية أفراد الشعب بعد أن طالت هؤلاء الشباب أيادي من لا يرحمون كبيراً ولا صغيراً، رجلاً أو إمرأة، طالباً، أم عاملاً؟! هل سيكتفي الجميع بعبارات المديح والإشادة بما يقوم به الأبطال الذين يتعرضون للضرب والقذف بعلب الغاز المسيل للدموع والاعتقال والتعذيب؟! الإطراء ووالثناء بما يقوم به كل ثائر ضد الظلم لا يكفي. فالجميع سواسية في حجم ما يقع عليهم من ظلم، ولابد أن يتساووا في رفضهم له أيضاً. تذكروا شهداء سبتمبر الذين واجهوا الرصاص لوحدهم رغم أنهم كشباب كانوا أحق بالحياة من غيرهم. من المخجل أن يتعرض بعض خيرة شباب البلد لكل هذا العنف، فيما يقف الكبار كمتفرجين، وكأنهم يتابعون حلقات مسلسل مشوق أو فيلم إثارة. الناس يتبادلون صور ما يحدث في الجامعة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي فيعلقون ويبدون تعاطفاً شفاهياً لينتهي الأمر عند هذا الحد. فمتى تتحرك مختلف فئات الشعب نحو الفعل الجاد والمنظم؟! إن كنتم تنتظرون أحزاباً أو حركات أو سياسيين يقودونكم فالرماد كال حماد. شخصياً لم تعد لدي أدنى حدود الثقة في غالبية أحزابنا وحركاتنا وساستنا. جميعهم يكذبون ويدعون معارضة النظام، لكنهم شركاء من الباطن في كل الويلات التي يعانيها أبناء الوطن. ولاثبات ذلك تكفي عبارات الحزن والإطراء التي سمعناها في حق الراحل الشيخ الدكتور الترابي. هناك من كنت حتى وقت قريب أعتبرهم معارضين ومازالوا يوهمون الناس بمناهضتهم لهذا النظام، لكن بعد أن قرأت ما سطروه عقب وفاة الترابي وتمعنت عباراتهم الممجدة له (رميت طوبتهم) إلى الأبد. ولعلكم تابعتم معي النعي الذي قدمته بعض حركات عول الناس على معارضتها للنظام، فإذا بها تتعاطف مع رحيل عرابه الأول. لهذا لا تنتظروا قيادة من أحزابنا السياسية المعارضة ( قولاً)، أو من رموزها المستفيدة من وجود هذا النظام. التغيير لابد أن يكون منكم وبكم وإليكم، وإلا فلن يحدث مطلقاً. تصحيح واجب: أوردت في عنوان مقال الأمس مفردة " منافسين" التي أعقبت (يا) المنادى والصحيح " يا منافسون" مرفوعة لا منصوبة، فالعذر كل العذر للقارئ الكريم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة