:: وزارة الصحة الإتحادية تٌعلن تأجيل حملة إستئصال شلل الأطفال ونقص فيتامين (أ) بولايات دارفور لحين الإنتهاء من الإستفتاء الإداري الذي يبدأ يوم الإثنين القادم .. وقبل هذا التأجيل، لو إستفتوا أهل دارفور ما بين تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال أو الإستفتاء الإداري حول الإقليم أو الولايات، لإختاروا تطعيم الأطفال (أولاً ) ثم الإستفتاء ( لاحقاً) .. وهكذا دائماً قائمة أولويات المواطن تختلف عن قائمة أولويات السياسة وحكومتها.. ولذلك، ليس هناك ما يدهش في تأجيل حملة إستئصال شلل الأطفال إلى ( لاحقاً) وأن يكون الإستفتاء الإداري ( عاجلاً)..!! :: والمهم.. رغم الإنفصال و مرور خمس سنوات من عمر دولة جنوب السودان، لايزال الشعب السوداني يدفع ثمن القنابل التي زرعها قرنق - بموافقة الحكومة - في تفاصيل نيفاشا.. فالنيل الأزرق وجنوب كردفان - ومشورتها الشعبية - قضايا لا علاقة لها بقضية جنوب السودان، ومع ذلك زج بها قرنق في تفاصيل نيفاشا.. وكانت – ولاتزال – الحرب هي حصاد تلك القنابل التي زرعها قرنق بذكاء، ليوافق عليها طه بغير تفكير في نتائج الموافقة التي أوقفت الحرب بالجنوب ثم نقلتها إلى السودان.. هكذا كان الفخ بنيفاشا..!! :: واليوم، عملاً بأحكام إتفاقية الدوحة، فالإستفتاء الإداري في دارفور - حول خياري الولايات أو الإقليم - إستحقاق دستوري.. والرأي الحكومي يمضي بالإستفتاء نحو خيار الولايات، و يقول أن التسجيل شهد إقبالاً جماهيرياً، وأن مراكز التسجيل والإقتراع كانت خالية من المشاكسات، و وأن الإقبال كبير والنازحون هم الأكثر إقبالاً على التسجيل، وأن أهل دارفور سوف يقولون كلمتهم للعالم عبر صناديق الإقتراع بلا إحتراب ..هكذا يطمئن إعلام الحكومة - من يهمهم الأمر - عن الإستعداد للإستفتاء ..!! :: والإستفتاء حول شكل المستوى الثاني للنظام الحكم، إقليماً واحداً كما كان قبل الإنقاذ أم بنظام الولايات الراهن..وهذا الإستفتاء الخاص بأهل دارفور من قنابل إتفاقية الدوحة، وقد وافقت الحكومة على زرعها قبل أن تفكر في نتائجها المرتقبة..وقد لا تكون النتائج حرباً ولا نتمنى ذلك، ولكنها قد تثير سؤالاً مشروعاً في كل ولايات السودان، الأقاليم سابقاً.. لماذا تخص الحكومة أهل دارفور فقط بحق الإستفتاء لإختيار شكل المستوى الثاني لنظام الحكم..؟؟ :: نعم بغض النظر عن الخيارين، فالحركات تريد دارفور ( إقليماً) والحكومة تريدها ( ولايات)، وهذا ليس مهماً، فالمهم : لماذا دارفور فقط ؟..لكل أهل السودان حق طرح هذا السؤال..وعليه، لكل أهل السودان حق الإستفتاء إن كانوا يريدون (الإقليم الواحد) أم ( الولايات)..هذا أو كان يجب مساواة أهل دارفور مع أهل الشمال والشرق والوسط وكردفان في نظام الولايات المفروض عليهم (بلا إستفتاء) .. فالحكومة لم تقسم الأقاليم إلى ولايات بالإستفتاء، بل قسمهاً بالقهر، فلماذا تعجز اليوم عن المساواة - بين سكان كل الولايات - حتى في القهر ..؟؟ :: والغريب في أمر هذا الإستفتاء، إذا إختار أهل دارفور الإقليم فأن هذا سيطبق في كل أنحاء السودان، وإذا إختاروا الولايات سنمضي بالولايات .. هذا ترسيخ للشمولية ومصادرة لحقوق الأقاليم الأخرى في الإختيار..لماذا يُستفتى أهل دارفور فقط - في أمر الاقليم والولايات - بالإنابة عن كل الشعب؟..وكيف ولماذا يقرر أهل دارفور مصائر كل سكان السودان؟..وهب أن أهل دارفور إختاروا بالإستفتاء (نظام الولايات)، ولكن نظام الولايات قد لا يناسب أهالي كسلا والبحر الأحمر والقضارف الذين يفضلون نظام (الإقليم الواحد)، فلماذا يكون خيار أهل دارفور ملزماً لأهل الشرق؟.. و.. و..كثيرة هي الأسئلة المشروعة، ولكن أهمها إلى أي فخ يقود هذا الإستفتاء الغريب البلاد ..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة