جدلية الهوية السودانية فى رؤية الفكريه والفلسفية للحزب القومى السودانى بمناسبة الانعقاد للمؤتمر الح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2016, 01:18 AM

هنوه كوندو إيرقو
<aهنوه كوندو إيرقو
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدلية الهوية السودانية فى رؤية الفكريه والفلسفية للحزب القومى السودانى بمناسبة الانعقاد للمؤتمر الح

    00:18 AM April, 01 2016

    سودانيز اون لاين
    هنوه كوندو إيرقو-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    بمناسبة الانعقاد للمؤتمر الحوار الوطنى
    خاصة (لجنة الهوية)


    عضوء اللجنة الاعلامية للامانه الاعلام والدراسات الاستراتيجية
    الولايات المتحدة الامريكية
    [email protected]
    المقدمه التمهيدية للنمازج
    ثلاثة اطروحات لنمازج الدوله للهوية السودانية مطروحه للنقاش ‘ مقدمه من رؤية فكرية وفلسفية للحزب القومى السودانى ‘ أمام اللجان الحوار الوطنى خاصة (لجنة الهوية)‘ أملا أن يكون ضمن مخرجات وثيقه الحوار الوطنى الالزامى للبلاد.
    النموزج الاول :
    الدوله الافريقية القومية السودانية ‘ ذات اللسان العربى مبين مع الاعتراف باللغة النوبية كام اللغات الافريقية.
    النموزج الثانى :
    الدوله الاسلامية الافريقية العربية مع الاعتراف بالاقليات المسيحية والكجورية فى جنوب كردفان ‘ جبال النوبه والنيل الازرق . فى الوقت يتعمق فيه الانقسام الاجتماعى فى القطر السودانى بسبب تمادى العنصريين فى سيايات الهيمنه والاقصاء العقيمة منظورين بشعارات الاسلام والعروبة ‘ فان البحث عن مقومات الوحده الحقيقية فى هذا الوطن الذى دخل فى الصراعات يتحتم علينا تجاوز سطح الاشياء والاحاديث الى أعماقها وممارسة حقيقته لمواجهه التحديات ‘ وهذا الامر ضرورى حتى يلتئم جرح الوطن النازف على الفساد السياسى والاجتماعى والثقافى والاثنى والاخلاقى.
    ولذلك ضرورة إعادة البناء السياسى على الحقائق والمعطيات لا على الاوهام والخداع والتضليل.
    الا أن إحدى الافات الخطيرة لخطابنا السياسى هو السكوت عن الحق وعن بعض أهم القضايا‘ أو تناولها فى أحسن الاحوال بقدر كبير من التبسيط والسطحية والفوقية مرورا مرور الكرام.
    وليس ذلك جهلا بتلك القضايا وإنما تجاهلا لها لجمله أسباب من بينها خوف البعض من المالات المنطقية لتناول الموضوعى المتعمق لها‘ ولخوف البعض الاخر من أن تنوشه سهام الموثورين بتهم العنصرية والجهوية والدينيه والقبلية وغيرها من التهم جزافا وظلما وبهتانا.
    والذين هم فى حقيقة الامر اكثر من ولغ فى أنيتها النتنه وهم من نسمهم بائمه او الفقهاء العنصرية اين كانت مواقعهم.
    مسالة الهوية السودانية :
    هى إحدى تلك القضايا المهمه الملحه ‘ فى الساحة السياسية السودانية فى الماضى والحاضر ‘ التى يتسم الحديث عنها الا ما فى ندر ‘ أما بالشعاراتية الهوجاء لغرض الاوهام على العقول للاخرين وهذا ما نعرفه بالتنطع او بالسطحية الشمولية والابتسار ‘ شان من يحول حول الحمى ويخشى أن يرتع فيها ‘ وتاتى أهمية الهوية من الحقيقة أن الوئام الاجتماعى الذى نبحث عنه يتوقف لحد كبير على الموقف من الاخر إعترافا له وبحقوقه وإحترامه وإجلاله له.
    وتكتسب هذه الحقيقة البديهية أهمية إستثنائية فى المجتمعات شديده التركيب أى تلك التى ترتفع فيه درجه التباين بين العناصر المكونه لها بمعايير العرق او الدين او الثقافة او الملامح الجسديه.
    ما الى ذلك من أوجه التباين التى تميز بين المجموعات البشرية وبالرغم من أن الانسان مفطور على الانتماء والاعتزاز بانتمائه ‘ فان تعددية الانتماءات فى الدوله الواحده ليس اشكالا فى حد ذاته ‘ أذ يتوقف الامر على كيفية ترتيب العلاقات بين العناصر المختلفه لتحقيق الحد الضرورى من الرضا العام والذى يعتبر اساسا للاستقرار السياسى والاجتماعى فى البلد المليون ميل مربع ‘ والرجل الافريقى المريض (كالسودان) ‘ كما أن مثل هذا التعدد ليس حائلا بالضرورة دون الاندماج والتوحد على اساس الهوية المشتركة ‘ وذلك أن الانسان كما أنه يعتز بانتمائه فانه يتسم من الناحية الاخرى بخصوصية التفاعل مع الاخر أخذا وعطاءا.
    وهكذا يمكن له ان يكتسب قيم ومفاهيم وافكار نيرة من من ثقافات الاخرين ويتحلى كذلك عن مفاهيم وأفكار باليه من ثقافته الاصلية الام طوعا وليس كرها.
    وإنطلاقا من هذا فان المطلوب فى مجتمع المتبايين المشارب الثقافيه والاعتراف الفعلى والعملى بكل المكونات وترتيب العلاقات فيما بينها بالصورة التى تهيئ مناخ التفاعل الايجابى بعيدا عن نزاعات الاستعلاء والتهميش والاقصاء ‘ والا فان النتيجه الحتمية لهذه الافعال وتكون الصراع المستدام .
    السودان كما أجتمعت القوى السياسية والمدنية وأكدت ذلك فى خطابها السياسى ‘ بلد متعدد الاعراف والاديان والثقافات. وبالرغم من ذلك فهناك قواسم مشتركه عديده من العناصر المكونه له ‘كان يمكن الاعتماد عليها لانجاز عملية البناء القومى ‘ ولكن يبدو أن أليات الحراك السياسى قد عملت فى إتجاه الانقسام أكثر منها فى إتجاه الوحده بحيث أصبحنا نعيش واقع أزمه الهوية السودانية مهما كابر البعض بانكار ذلك ويعتبر هؤلاء المكابرون أن الهوية السودانية أمرا مقضيا محسوما فى عربية إسلامية بمفهومهم ‘ ولكن المفارقه ستبقى فى هذا الصدد ‘ هى أنهم أنفسهم الذين يقدمون الدليل الاقوى على عدم حسم هذا الامر من خلال تصريحاتهم الموتورة التى تحذر من حين الى الاخر من مهددات العروبه والاسلام فى السودان وأفريقيا. ومن خطر ما يطلقون عليه الحزام السوداء ‘ على العاصمة القومية فى كتابات بعض منظريهم ‘ ومهما تعددت محاور التمايز والاستقطاب فى السودان من أثنيه وجهوية على مستوى القومى في من الواضح أن المحور الاساسى فى هذا الاطار والذى يزداد تبلورا مع مرور الايام ‘ والذى يجب إحتوائه بمعالجة متوازنه هو المقابله فى المعادله العروبيه والافريقية مهما طالت الزمن ‘ فان الايام دول ‘ وما كان لهذا الاشكال أن ينشاء فى بلد تتسم فيه مسالة الانتماء العرقى والثقافى بقدر كبير من النسبية ‘ لولا تجاهل النخب الحاكمه ‘ الحقائق الموضوعية وتزيدها فى سياسات البعد الاحادى والوصيه الايويه العروبى للسودان متجاهلا البعد الافريقى القومى أرضا وخريطة وجغرافيا وإسما وهذه حقيقه لايمكن أن ينفيها أى حديث سطحى شمولى هو الاعتراف بالمكونات الثقافية الاخرى سواء فى التشريعات الدستورية أو فى خطب الاستهلاك السياسى وفى تقديرنا أن التعقيدات التاريخية التى أفسدت العلاقات بين العناصر السودانية ‘ قد لعبت دورا سلبيا كبيرا فى تشكيل عقلية ونفسية النخب التى لعبت الدور الرئيسى فى الحياة العامه بصورة قللت من قدرتها على استيعاب حقائق والمعطيات الواقع السودانى اليومى ‘ والتعامل معها على النحو الذى يعزز القواسم المشتركه ويلطف الفوارق.
    ومن الثابت أن العلاقات بين العناصر السودانية لم تكن عبر التاريخ علاقات سلام ووئام كما يرد عاده فى حديث الاستهلاك السياسى ‘ لطمس الحقائق بل أن قدرا كبيرا من العدوان ومضاد لها.
    وأخطر جوانب هذه العدوان هو تورط بعض العناصر فى مخططات وأطماع القوى الاستعمارية المختلفة ضد من أصبحوا فيما بعد مواطنيهم. ولقد كان الغزو التركى العثمانى فى عشرينات القرن التاسع عشر نقطه تحول فى التصور للعلاقات بين العناصر السودانية فقط ‘ نقل ذلك الغزو الممارسات العدوانية من نطاقها الفردى والقبلى المحدود الى سياسة الدوله تدعمها إمكانيات هائلة تجسدت فى عمليات الاسترقاق واسعة النطاق والتى لعبت فيها عناصر سودانية متواطئة مؤديا دورا قذرا فى حملات اصطياد البشر وإنتهاك حرمان مجتمعات أمنه هى فى الاساس المجتمعات الزنجية بلا وازع دينى ولا إنسانى ووضميرى واخلاقى ‘ كما فعلها عبد الله بن سرح عام 641م ‘ وقد استمرت هذه الممارسة بصورة مؤسسيه الى أن الغتها السلطات البريطانية بعد سنوات من عودة الحكم الثنائى.
    لقد تمثلت الخطورة الحقيقية لتلك الظاهرة علاوة على اثرها الماساوى المباشر فى اسهامها السلبى فى تشكيل عقلية ونفسية النخبة السياسية التى سيطرت على زمام الامور منذ الاستقلال الى اليوم والتى تنتمى الى ذات العناصر التى تورطت فى ممارسات الاسترقاق المشينة. فقد صنعت تلك الممارسات عقلية ونفسية النخبة هذه بخصلتين لعبتا دورا سلبيا خطيرا فى توجيه سلوكها فى الحياة العامه.
    أما الخصلة الاولى فهى الاستعلاء الزائف الذى لاسنده اى برهان موضوعى ‘ هذا الاستعلاء الناتج عن احتقار العناصر الزنجية التى وقع عليها عدوان الاسترقاق والاستبعاد المهين وعايشت تلك النخبة اثار تلك فى بيئتها الاجتماعية كان كفيلا باعتبار تلك العناصر وثقافتها وجعله هدفا للتبعية والالتحاق به ‘ أما الخصلة الثانته فتمثل فى مركب النقص الناتج من الوعى الفعلى بالوشائح العرقية التى لايمكن انكارها مع ذات العناصر المحتقرة. فهذه النخبة والقوى الاجتماعية التى تنتمى اليها هجين من العناصر العربية المهاجرة. الى أرض السودان عبر قرون والعناصر الزنجية من السكان الاصليين (النوبه التاريخيون والحضاريون الاحرار) ‘ وهذا أمر يعرفه التداخل الحاد والسحنات والالوان ‘ ليس على نطاق القبيلة الواحده فحسب ‘ بل حتى داخل الاسرة الواحده وهو ما يعبر عنه بالمقوله الشعبية الشائعه (البطن بطرانه).
    وبدلا من أن تسهم هذه الحقيقة فى تلطيف اثر الفوارق العرقية فقد ادى الشعور بمركب النقص الى النتقيص تماما بحيث فاق اثر تلك الفوارق على هجين السودان واثرها على العناصر نقاء عروبه فى كثير من الدول العربية كما يتضح بجلاء فى كثير من مظاهر السلوك الاجتماعى وهذا واقع ينطبق عليه كذلك المثل القائل (التركى ولا المتورك) ‘ وكذلك قول بعض أهل الخليج الفارس العربى (حذار الهندى إذا أستعرب).
    وبدافع من رغبه اثبات النقاء العرقى تبارى هجين السودان فى إثبات أشجار النسب ووصل جذورها بصحابة الرسول الاعظم مثل العباس بن عبد المطلب الهاشمى والزبير بن العوام ‘ وعلى بن ابى طالب (كرم الله وجهه) وخالد بن الوليد (سيف الله المسئول) وعقيل بن ابى طالب وحمزه بن عبد المطلب (اسد الله) ‘ وحسين بن على شهيد شباب أهل الجنه) وغيرها.
    إن أفريقيا لم يكن يوما مسرحا للتطرف الدينى وهى أرض طاهره وأهلها طيبون ذات الجميل ‘ وكل القيم الانسانيه أن الرسل لم يرسل الا للذين أجرموا وكفروا وعاشو فسادا فى الارض ‘ والاسلام منذ بزوغ فجره لم يكن يدعو للارهاب والاسلمه بالقوة ‘ بل بالامتياز والافضلية التطوعى بعد المقارعه الكلمه بالكلمه والحوار الجاد يقضى الى القناعه ‘ ولذلك ستظل هذا الدين يسرا وليس بالعسر أو بجحود الدينى التى تصوره القوى العقائدية السلفية الرجعية ‘ الذين ينشرون ويدرسون الاسلام بجحود فى أفريقيا لتمرير أجنداتهم السياسية الاحاديه على جانب الاخرين.
    أن القارة الافريقية لم يكن يوما عقبة كئود فى وجه أى الدينات السماوية والمحلية عن طريق أبناء القارة متمثلة فى المماليك والكنداكات النوبيه القديمة سواء كانت مسيحية وإسلاميه ‘ إنتشرت الاسلام فى أفريقيا بل كانت منذ القديم ‘ كان أبناء القاره متمثلين فى النوبيه الاولى فى مروى نبتا وجبل البركل المقدس وكريمه وكرمه ودنقلا العجوز ‘ ونوابه وعلوه وسوبا وسنار وتقلى ‘ لهم دورا بارزا فى نشر الاسلام داخل السودان وخارجها.
    إن القوى الاصولية الاسلامية العالمية الذين يتشككون فى اسلاميه الاثنيات المحتلفه مثلا إسلامية النوبه ‘ الذين لهم سجل ناصع فى التاريخ الاسلامى ‘ بدءا من الفتح الاسلامى فى مطلع القرن التاسع عشر الميلادى تحت امره الامام محمد أحمد المهدى ‘ وكذلك اثنيات البرابره فى شمال أفريقيا ‘ والذين قادوا جيش إسلامى بقيادة الفنى البريرى / طارق بن زياد لفتح أرض الاندلس فى أوربا المعروف باسبانيا الحاليه دامو فيها أكثر من سبعه قرون ‘ وكذلك أثنية الاكراد فى الشرق الاوسط‘ الذين قادوا جيش إسلامى بقيادة صلاح الدين الايوبى ‘ لفتح القدس الاسلامية ‘ وحتى وحتى وصل الدوله الايوبيه الى مصر الكنانه.
    لقد شهد السودان رجل أفريقيا المريض والقاره الافريقيه جدليه الهويه الثقافيه والفكرية والسياسه والاجتماعية وعزو العسكرى فى الحقب التاريخية المختلفه بكل قهر بما أن التاريخ والحضارة الانسانية يؤكد بان الدوله النوبيه الاولى والامبراطوريه النوبيه ‘ هى المرجعية الحضاريه والسياسية للفكر القومى الافريقى فى محيطه الافريقى والعربى ‘ والدولى بنشر الحضارة النوبيه الكوشية الفرعونية فى كل أنحاء العالم ومنها إنبثقت الحضارة الغربية اليونانية الرومانية فى أثينا والحضارة الصينيه واليابانية وحضارة بابل بارض الدحله والفرات ويعتبر حلقه الوصل بكافة الحضارات والهويات والديانات العالمية والقارية . ولذا يؤكد السودان للعالم بان أفريقيا لها حضارة والهوية قائمه بذاتها وتعتبر الام الحضارات للعالم من أجل الام ‘ الثقافات ‘ ولكن الحقب الاستعمارية التى اعتبر أفريقيا أمه بلا هوية ‘ يجب عليها الانصهار فى بوتقه هوياتهم وحضاراتهم مما تلاه من الغزو المنتظم للقارة من كل صوب وفرضوا القهر الثقافى والاجتماعى والدينى والعسكرى على إنقاض الحضارة الافريقيه النوبيه الكوشيه متمثله فى النوبيه الاولى التى إندثرت قبل خمسة مليون عام قبل الميلاد.
    إن التدخل الفكرى الثقافى الاجنبى جلب الانقسام فى أفريقيا مما حذا بالقوى الاصوليه الاسلامية والمسيحية العالملية لنقل التطرف الدينى فى أفريقيا مستقلين الفوارق الدينى واللغوى والثقافى لتمرير مخططاتهم العدوانية وطمس الهويات الا وهى نيل من موارد القاره الى الابد أن جماعه الشيعه هم أطلقوا صفه (ال البيت لاغراض سياسية حيث كانو يرون بائمه الشيعه من ال البيت على بن ابى طالب وعلى برئ منهم.
    سئل الرسول (ص) عليه وسلم يوما من هم ال البيت وال محمد ‘ فقال كل تقى وتقيه (أى كل مسلم ومسلمه) ‘ وعندما سئل فهل كان سلمان الفارس من نسل (ال محمد عندما قال الرسول الكريم ‘ (أن سلمان منا ال البيت وقد نفى القران الكريم أن يكون النبي عليه الصلاه والسلام ‘ سلاله فقال (وما كان محمدا أبا أحد من رجالكم (صورة الاحزاب) ‘ وبذا فان صفه أهل البيت تعنى من هم من سلالة الاسره النبويه ‘ فكل من يدعى بان جده الرسول الاعظم والرسول برئ منهم . إن نزعه الادعاء للعروبه لم تستلم منها الا القبائل البدويه من الاباله وبقارة والتى هى فى الحقيقة الامر أكثر عروبه من الادعياء انتساب الى الصحابة عليهم الرضوان ‘ والمضحك أن ظاهره الهروله نحو العروبه قد طالت حتى بعض العناصر الزنجية الخالصه ‘ فانبثقت لانفسهم أشجار النسب توصلهم بالصحابة.
    لقد إنعكست نزعة الحرص على إثبات هوية العروبة العرقية ونفى الاصالة الزنجية المرتبطه فى أذهان القوى التى سيطرت على مقاليد الامور بذل الاسترقاق الادمى الى رسم السياسات العروبيه على مستوى الدوله بداية بمناهج التربية والتعليم مرورا بالخطاب السياسى والثقافى العام وإنتهاء بالعلاقة الخارجية.
    لقد أوشكت مناهج التربية الهادفه الى توجيه الاجيال بان قيم الكرم والشجاعه والمرؤة هى صفات عربية وليس الانسانية . فقد علمنا أشياء من شاكله الكرم العربى الاصيل وانتخوه العربية والشجاعه العربية.
    لم يكن هنالك بالطبع من مجال للحديث عن قيم نبيلة لابه عناصر عرقية أخرى‘ وهكذا عملت المناهج التربوية منذ البداية غرس مفاهيم التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية على وجه الخصوص فى تأكييد عروبة السودان وتهميش البعد الافريقى. فقد علمتنا تلك المناهج قضايا العرب المصيرية ودراستنا الوطن العربى قطرا قطرا وعلمتنا بالاضافة اسارها من ايد الصهاينة وعن مجزرة دير ياسين وبطولات الشهيد عز الدين القسام وتضحيات بلد مليون شهيد (الجزائر)‘ وكل ذلك حسن ولكنها فى المقابل لم تهتم أبدا بان تحدثت عن مأس اغتصاب جنوب أفريقيا ونامبيا وروديسيا ‘ وفرض أبشع نظام تميز العنصرى فى القرن العشرون. أن المشكلة الكبرى فى تعريب السودان هو قيام المجموعات الزنجية فى إثبات أنتسابهم للعروبة وتخلى عن ثقافاتهم طوعا.
    فإن دعاوى الامميه فى الفكر الشيوعى لم تمنع طغيان وهيمنه القومية الروسيه على بقية قوميات الاتحاد السوفيتى سابقا وكذلك القوميات السلافه عموما على بقية قوميات شعوب البلقان والانحراف عن المثل ليس وفقا على الايدولوجيات بل هو أخطر فى الاديان التى يمكن أن تستغل ضد مقاصدها الحقيقة تماما والاسلام ليس ببعيد عن ذلك ‘ لقد إستغل الدين عبر التاريخ بشكل منحرف لتبرير المظالم السياسية والاقتصاديه وكذلك التمييز العنصرى ‘ وقد استمر ذلك يحدث الى يومنا هذا الى الحد يمكن معه القول بان التوجيهات العلمانية فى كثير من الاحيان أقرب لروح الدين من المفاهيم الدينية المغلوطه والامثله فى هذا الصدد عديدة فجماعة ميرتيس اليسارية العلمانية فى إسرائيل أقرب لروح التسامح والاخاء الانسانى والعدالة التى نادت بها الاديان السماويه من جماعه غوش امونيوم الدينيه.
    وينطبق هذا على حزب المؤتمر العلمانى فى الهند قياسا بيها راتبا جناتيا الهندوس الدينى والاستغلال المنحرف للدين لايكون بالضرورة بتحريف التنزيل كما حدث لليهوديه التى تحولت من دين سماوى الى اساطير تستند عليها الصهونيه العالمية وانما يمكن أن يتم بتحريف التاؤيل بل يمكن أن يتم ذلك ببساطه بالتخلى المتعمد عن قيم وتعاليم الدين وإستغلال شعاراته للمصالح الدنيويه سياسيه كانت او اقتصادية أو عنصرية حتى من غير المؤمنين بالدين أصلا. فتيودور هرتزل أب الصهوينية الحديثه لا يؤمن بالله ‘ فقد ورد عنه قوله (إن إثبات وجود الله أو نفيه أمر غير ممكن وإن أضاعة الوقت فى ذلك عبث) ‘ ومع ذلك فقد اسس فكرة السياسى الصهيونى بصورة كامله على أساطير اليهوديه التى تبرر العنصرية فى أقصى صورها‘ واستباحة حرمات الاخرين فى كل مكان وزمان ثقال هذا الحديث تمهيدا للحديث عن دور الاسلام فى موضوع الهويه وذلك أمر مهم جدا ‘ نتيجه خلط الامور الكثيف بين مثله الساميه والنزاعات العروبيه العنصرية والاسلام ينص القران الذى يقطع كل مؤمن بصحته مبرا من التحريف كتزيل ولكنه قطعا غير مبرا من تحريف التاؤيل ومن الاستغلال المتعمد للاغراض الدنيويه بما فيها العنصرية. فعلى مستوى المثل فقد قطع الاسلام بمساواه البشر بقرانه القائل (يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) ‘ وعلى مستوى المثل فان الخيرية لامه المسلمين لكونها تامر بالمعروف وتنتهى عن المنكر وتؤمن بالله كما تقول الايه التى تزين واجهه مقر جامعه الشعوب العربيه وليست الاسلامية (كنتم خير أمه أخرجت للناس) ‘ وعلى مستوى التعاليم والمثل فقد كرم الله الانسان (لقد كرمنا بنى أدم فى البر والبحر) أو البرية والبحرية) ‘ من حيث هو وجعل الاختلاف الالوان والالسن ايه من اياته بل اوجب قدرا من الاحترام حتى العقائد الفاسدة حتى لاتحدث الاساءه اليها ‘ رد فعل ضد عقيدة التوحيد ( ولا تسيوا الذين يدعون من دون فيسيو الله عدوا لغير علم) ‘ وعلى مستوى المثل فقد جعل الاسلام امر الامه شورى بين أهلها.
    أما على مستوى الواقع عملى ‘ مهما تم الالتزام يقيم الذين خاصة فى الجانب السياسى فهو خيرا للجميع ‘ وقد أرتبطت السياسة فى الدوله الاسلاميه ‘ بعد الخلافة الراشدة بالعشائر ‘ اكثر من ارتباطها باى شى أخر ‘ مما أدى الى مطارة المناؤيين لها تحت رعاية أول امبراطور اسلامى معاويه بن أبى سفيان الاموى ‘ خارج الجزيرة العربية وارض الشام بعد أحداث الكوفه وكربلا والبصره ‘ لقد وصل هذه المطاردات الى شمال أفريقيا ‘ والهند واسبانيا.
    وفى السودان على وجه التحديد فقد اساءت الممارسات السياسية للدين الاسلامى بالاساءة فى المفاهيم الدينية المغلوطه ‘ لم تكن بعيدة عن ابشع أنواع الاستغلال بل العدوان بما فى ذلك الاسترقاقا ‘ وقد كان المعول على الحركه الاسلامية الحديثة لتقدم الوجه المشرف للدين وتاكييد قيمه الانسانية السامية فى كرامه الانسان والمساواه والعداله على ارض الواقع ‘ ولكن التجريه الفطيرة لما يسمى بالمشروع الحضارى اردت الى محض مشروع مصالح بابعاده العنصرية والعشائرية. وولاءات الحزبية الطائفية.
    ومن العبث أن تتحدث عن إستقرار السودان ووحدته دون تعزيز القواسم المشتركة الجامعه لغالبية أهله ومن ذلك اللغه العربية والتى هى أهم مكوات العروبة بمفهومها الانسانى والحضارى ‘ كما اكد الرسول الاكرم فى قوله (ليست العربية لاحدكم بأب أو ام وانما هى اللسان)
    وفى الختام أن المطلوب هو إتاحه المناخ الديمقراطى معافى للتفاعل بين مختلف الثقافات بعيدا عن عقد الاستعلاء ومركب النقص والشعور بالدونية ‘ يساعدنا فى ذلك أن العصر عصر التواصل وتعارف بين الشعوب وليس عصر قطيعه وتقهقر الى الوراء بل الى الامام .
    وعلى الحركة الاسلامية الحديثة لتقدم الوجه الحقيقى للمارسة الاسلامية وإعتماد تجربة الحزب الرفاهية والسعاده الاسلامى المعروف بالحزب الرفاة الاسلامى فى تركيا بقيادة نجم الدين أردغان والذى تم إقصاءه من تجربة الاسلامية الحديثة الناجحة فى تركيا بواسطة الجيش التركى والسيد / اريكان منحدر من الطائفة النور الاسلامية اى (النوانية والفضيلة الاسلامى).
    وبالله التوفيق دمتم حماه الوطن بوثبة الاسود.








    أحدث المقالات

  • د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (2)
  • تصحيح المسار و النقد الثوري, ماهو الشمال ؟؟؟؟ بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • طوب علينا يارب ! بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصر
  • شرط جنوب السودان للوُحْدَةِ، ونُكوص المركز بعد قبُول! جزء ثانى (8) بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • موت اليسار في أمريكا اللاتينية: الفساد والاستبداد بقلم : جورج جي. كاستنيدا * ترجمة: غانم سليمان غا
  • إعلان الجزيرة التشويقي..! بقلم عبد الله الشيخ
  • نظام الانقاذ مليء بالصراصير بقلم جبريل حسن احمد
  • اصحاب الخطاب الفظ، د. أمين حسن عمر، نموذجاً..! بقلم الطيب الزين
  • فصل الدين عن السياسة، يقتضي عدم استحضاره في الحياة العامة، باعتباره شأنا فرديا، وليس شأنا عاما
  • قوى المستقبل: الرماد كال حماد !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ناس «حي ود البنا» «البركة فيكم في.. «كباية» .. بقلم رندا عطية
  • تصريح أشتر ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • في دكان ود البصير بلندن..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الماسونية «5» ركام ما يجري بقلم الطيب مصطفى
  • رابع المستحيلات
  • خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف
  • حمقي ابريل بقلم سليم عثمان
  • السبب في مشاكل السودان .. هو سوء الفهم بقلم شوقي بدرى
  • لا.... لفرض الحلول العسكرية والأمنية لأزمات الوطن! بقلم فيصل الباقر
  • (الدكتور) أشرف الكاردينال بقلم بابكر فيصل بابكر
  • أنصار د. النعيم د. ياسر الشريف نموذجاً (4) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • الرئيس .... وزفة الحاخامات بقلم سميح خلف
  • سوق الكلام بقلم سيد أمين























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de