05:50 PM March, 14 2016 سودانيز اون لاين
موفق السباعي-
مكتبتى
رابط مختصر
قامت الثورة السورية منذ خمس سنوات لأجل الحرية .
وقدمت مئات الآلاف من الشهداء .. والجرحى .. ومثلهم من المعتقلين .. والمسجونين .. لأجل الحرية ..
وتشرد الملايين .. وهجروا بيوتهم وديارهم .. وخلفوا وراءهم أموالهم وممتلكاتهم .. ونزحوا إلى البلدان المجاورة .. لأجل الحرية ..
وسالت الدماء على بطاح سورية .. وجبالها .. ووديانها .. وفي شوارعها وأزقتها .. أنهاراً وبحاراً .. لأجل الحرية.
وتهدمت البيوت فوق رؤوس ساكنيها .. وتمزقت أجسامهم إلى أشلاء .. وأوصال .. لأجل الحرية.
ومع هذه العذابات .. والأوجاع .. والآلام .. والفواجع .. والنكبات ..
لايزال – للأسف العميق .. والحزن الشديد - كثير من السوريين لا يفهمون .. ولا يدركون .. ولا يعقلون معنى الحرية التي لأجلها ثاروا .. وقدموا كل هذه التضحيات النفيسة !!!
لايزالون يمارسون مع من يخالفوهم الرأي .. نفس ممارسات النظام الطاغي .. الباغي ..
ولكن بدون قتل .. لأنهم لا يملكون سلاحاً .. ولو ملكوه لاستخدموه ضد المخالفين ..
وبما أن المجال الوحيد المتوفر بين أيدي السوريين .. وسواهم من البشر .. للتعبير عن الحرية .. هو الفيس بوك ..
وهو سلاح في الوقت نفسه .. إذ يمكنهم من استخدام ميزات الحظر .. والمنع ..
والتي هي عبارة عن أساليب استبدادية .. ديكتاتورية .. طاغوتية .. تشابه .. وتماثل في مظهرها العام .. أساليب النظام الأسدي .. أو أي نظام استبدادي آخر .
ولهذا أردت في هذه الرسالة أن أبين .. وأوضح المفهوم العام .. الحقيقي للحرية ..
مفهوم الحرية .. لغوياً .. وأدبياً .. وسياسياً .. وعلمياً .. وعقلياً .. واجتماعياً .. وتاريخياً .
هو :
حرية الإنسان . . أيا كان شكله .. أو جنسه .. أو فكره .. أو دينه .. أو عقيدته ..
بأن يعبر عن رأيه .. بكل حرية .. وبكل جرأة .. وبكل صراحة .. وبشكل مطلق .. وبدون قيود
طالما أنه لا يمس .. ولا يتعرض للقضايا الدينية المقدسة في المجتمع ..
وأن يتكلم .. ويخوض في أي شأن من شؤون الحياة العامة .. والخاصة ..
سواء كان بالإنتقاد .. أو الإحتجاج ..أو الإستنكار .. أو الإعتراض على أي تصرفات .. أو سلوكيات صادرة من الأفراد .. أو من المؤسسات الحكومية .. أو الجماعات الحزبية ..
وقد أكد الله الخالق .. البصير .. العليم .. قيمة الحرية ..وأوجب احترامها أشد الإحترام ..
في قوله تعالى :
( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ) الكهف آية 29
بل جعل الله تعالى غاية الخلق ..
هو الإختلاف .. في الآراء .. والتفكير .. والإعتقاد .. وفي سلوك طريق الهدى .. أو الضلال دون أي إكراه .. أو إجبار ..
( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةًۭ وَ ٰحِدَةًۭ ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَ ٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ ) هود آية 119
بل زاد رب العالمين .. أكثر وأكثر في تثبيت الحرية في الأرض .. ووجوب المحافظة عليها .. حينما وجه تعالى شأنه .. سؤالاً استنكارياً لرسوله :
( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا۟ مُؤْمِنِينَ ) يونس آية 99
وأي حظر .. أو منع لهذا الإنسان – مطلق الإنسان – من التعبير عن رأيه ..
فهو استبداد .. وطغيان .. وكبت .. وقمع للحرية الإنسانية .. وإهانة للإنسان الذي كرمه رب العالمين ..بقوله :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ ) الإسراء آية 70
سواء صدر المنع .. والحظر من فرد .. أو جماعة .. أو حزب . . أو هيئة تنظيمية .. أو من النظام الحاكم ..
فكل هذا المنع .. من التعبير عن الرأي .. هو استبداد . . وفساد .. وديكتاتورية .. وطغيان .. وانحراف ..
ولا عذر في المنع .. ولا مبرر .. ولا مسوغ بأي شكل من الأشكال ..
أن يقال :
أن هذا الإنسان .. أو هذه الجماعة فاسدة .. مجرمة .. خائنة ..عميلة .. لا تفهم ..
ولا يستحق أو لا تستحق الإستماع إلى رأيه أو رأيها .. وليس له أو لها احترام .. ولا مكان في المجتمع ..
فهذا كله .. من تدليس إبليس .. ومن عمل الشيطان .. ومن الهوى .. والمزاج الشخصي .. والضلال الفكري .. والإنحراف المنهجي .. والشذوذ السلوكي ..والأخلاقي ..
والله تعالى يحذر أشد التحذير من اتباع الهوى فيقول :
( وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌۭ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُوا۟ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ .) . ص آية 26
فالإستبداد .. والديكتاتورية .. كله سواء ..
سواء صدر من النظام الحاكم .. او من الفرد .. أو من جماعة .. او من حزب .
والذي يطلب الحرية .. ويثور لأجلها .. ويقدم التضحيات الغالية لأجلها ..
عليه أن يكون أول الملتزمين بمفهومها الإنساني العام .. الواسع .. الشامل .. المشترك بين كل البشر ..
وليس المفهوم المزاجي . . الشخصي .. الشيطاني .. والهوى الضلالي ..
وإلا فهو كذاب .. أفاك ..
يريد أن يفصل الحرية على مزاجه .. وهواه ..
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيْرِ هُدًۭى مِّنَ ٱللَّهِ ) القصص آية 50
الإثنين 5 جمادى الآخرة 1437
14 آذار 2016
موفق السباعي
note: if you do not wish to receive more news , just send email with subject remove to :
mailto:[email protected]@mouafaqbtc.com
ملاحظة : إذا كنت غير راغب باستلام مزيد من الأخبار ، يمكنك إرسال رسالة عنوانها حذف إلى البريد التالي :
mailto:[email protected]@mouafaqbtc.com
أحدث المقالات
أبـرد .. أبريل كذبة امم للتغير ؟ بقلم أ . أنـس كـوكـومصر وحماس؛ تواصل بعد قطيعة بقلم د. فايز أبو شمالةوليد الحسين حر طليق .. غير حر !! بقلم خضرعطا المنانلم تكن هناك رؤية ..!! بقلم الطاهر ساتيأمريكا ... الفارسية بقلم طه أحمد ابوالقاسملقد حان موسم تساقط (الإخوان) كثمرةِ (الخُرِّيمْ) من ضلوع الحَرَازْ بقلم أحمد يوسف حمد النيلالمنسق الإعلامي.. فاقد الشيء لا يعطيه بقلم كمال الهِديحقائق الملالي بعد سقوط الاقنعه بقلم صافي الياسريالسفيرة قرناص والأمن الغذائي العالمي بقلم عواطف عبداللطيفالراقصة والسياسي..! بقلم عبد الباقى الظافرمعايشة !! بقلم صلاح الدين عووضةالرقص على الذئاب.. والذئاب تخسر بقلم أسحاق احمد فضل اللهنحن شعب وانتو شعب! بقلم الطيب مصطفىوالي الخرطوم يعمل على رفع الغضب الصحفي!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمكان في الجنقو مسامير الارض وفضاءها الروائي.. بقلم خليل جمعه جابررُسل الإنسانية والقتل العمد (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قناتسدودُ السودان والمعاييرُ الدُوليّة لإعادةِ التوطينِ القسْرِيّة بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمانمن فقه الحياة والموت: هذه هي اخطاء السودان.. وهذه هي المخارج:- بقلم الإمام الصادق المهديرسالة إلي عرمان ومن معه ....... بقلم هاشم محمد علي احمد حان وقت القرارات الحاسمة لقيادة مجموعة بن لادن السعودية بقلم م. أمين محمد الشعيبي*