02:03 AM March, 11 2016 سودانيز اون لاين
صلاح شعيب -واشنطن-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر
كان عركي بيننا ثم آب إلى سدرة الوطن. ثماني سنوات فصلتنا عنه. لكنه ما يزال كما عرفناه، منذ زمن، شامخا بموقفه، وراكزا وسط الدارة، ومحاطا بالأمل، ومجللا بالصمود. يلمع البياض الفضي في رأسه اشتعالا سوى أن ابتسامته الصافية تجلل وجهه الصبوح. وما يزال عركي وسيما مثل غنائه الذي هو باقٍ. وكما قال محمد المكي إبراهيم في رثاء المجذوب، وكلاهما صدح عركي بأعمالهما: "لا تزال العذوبة كائنة، حيث كنت العذوبة والشاعرية، من جمالك اتخذ الورد زينته، والمواسم حنائها، وفاضت به الأريحية". فما يميز الأستاذ أبو عركي البخيت ليس غناء الشجن، واللوعة، والحنين، فحسب. وإنما أيضا عذوبة روحه، وإنسانيته الفائضة التي جعلته يلتزم بالغناء دائما لتقدم وطنه، وعركي حبيب السودان.
هناك في ضيافة، وكرم، صديقه الأستاذ عمر بانقا، وزوجته الكريمة، جلسنا طويلا ثلاث مرات ثم حضرت له حفلين. لحظت أن صوته تعتق أكثر. بل زاد قوة فوقا عما هو عليه رغم تقادم الزمن، وآلام الحاضر، وفجاعة المحنة. لم أحس فرقا في حذو تونه اللحني حافرا بحافر، كما حدث الأمر للذين زاملوه، وبعض الذين أتوا بعده من مغنين. في حفله الأول الذي فاق حضوره قرابة الثلاثمائة شخصا استهل وصلاته بأغنية "مرسال الشوق" وختمها بأغنية "سهرنا الليل .وكملنا". وكذا فعل ذات الأمر في حفله الثاني. بكمنجتي ميرغني الزين، ومجدي العاقب، الغرويدتين، وأنامل ماهر تاج السر الذهبية، وتلوينات فايز قسم الله الإيقاعية، انسابت موسيقى عركي شلالا رويا، كما يقول الشاعر صديق مدثر في رائعة "ضنين الوعد". وما أجمل أن نعيد ملامح من السيرة البهية.
ففي منتصف الستينات قدم أبو عركي البخيت من مدني ليسجل ألحانه المتميزة ثم ليستأنف في التحديث بشفاف الرزم، وجزالة النغم، ورنان الصوت، والأداء الباهر. كان يستبطن شجنا خاصا ما لبث أن بثه سراعا من خلال حنجرة طاوعته مليا، ولم تشخ بعد. لم يقف عند عصاميته التي زفته إلى (هنا أمدرمان) فنانا واعدا، وإنما بذل جهدا خارقا للحظو بمعرفة الفن، وفن المعارف. بمثابرة مؤكدة ردم الفجوة المعرفية بينه وأقرانه، ووسط دفعته في المعهد كان مميزا في التنويت الموسيقي. وعركي من الفنانين القلائل الذين يكتبون الحروف الموسيقية لأغنياتهم. وربما، وسطهم، هو الوحيد الذي يقوم بتوزيعها موسيقيا بناء على تخصصه علميا.
بجانب الثقافة الموسيقية التي حصل عليها عبر حجرات الدرس تعلق الهم المعرفي لأبي عركي بدفع حركة مجتمعه التقدمية. وطفق يطور أغنيته بمفردات تعبر عن الهم الوطني في توازٍ مع تسريب لأعماله العاطفية الشجية. وبعد أربعة عقود ونصف تألق متفردا داخل حقل الغناء، إذ لا يشبه مشروعه الغنائي إلا نفسه.
ولعل المميز في هذا العطاء هو كل ما يتصل به من جماليات حرف، ونغم، وصوت، وأداء. فالحروف مصاغة بحساسية جمالية عالية. فحظ مبدعنا أنه تعاون مع أفضل شعراء الأغنية عبر مراحل تطوره. ولحنه المحدث هو كسر للراسخ من قالب لحني أسسه كرومة. ومساحة صوته (التينور) بها من إمكانية التطريب ما يؤهلنا للافتنان بها. أما الأداء ففيه من الانضباط بالصولفيج ما يعزز وضع الفنان المحب لوطنه كواحد من أفضل الذين يؤدون الألحان في تاريخ الأغنية.
نشأ عركي وترعرع في مدينة ود مدني التي عرفت منذ فترة الحقيبة كرافد قوي لا يستهان به للسياسة، والغناء، والموسيقى، والرياضة، إلخ. ويجدر بالذكر أن المدينة قدمت من أميز الفنانين والعازفين الذين تحولوا للأوركسترا القومية. ومن الفنانين الذين عاصرهم عركي بمدني السني كان هناك إبراهيم الكاشف، ورمضان زايد، وثنائي الجزيرة، ورمضان حسن، ومحمد الأمين، ومحمد مسكين، والخير عثمان، ومحجوب عثمان، ولاحقا عبد العزيز المبارك، وعلي السقيد. ولعل فرقة أضواء الجزيرة قد لعبت دورا بارزا في صقل مواهب هؤلاء الفنانين الصوتية، والأدائية، إذ نفذت معظم أعمالهم قبل أن يدلفوا لخبزها أوركستراليا بإذاعة (هنا أمدرمان).
ابو عركى البخيت، خلافا لأبناء جيله، بدأ مبكرا في تحسس موهبته الفنية. فقبل أن يصل إلى سن السابعة عشر قدمه المذيع عمر عثمان فى برنامج "مع الأقاليم" وبعد عامين من هذا التاريخ قدمه الأستاذ محمد خوجلي صالحين من خلال برنامجه (مع فنان). ومن هناك امتطى عركي صهوة الرهان على تجديد التخييل، والتطريب المتميزين.
أبانت غنائيته أنه كان ولا يزال جادا، وحاذقا، ومتأملا في تخطي الصعاب، والوصول إلى مرحلة متقدمة من النجاح الفني. وهكذا دفعته عناصر صوته، وأداؤه المغامر، لأن يكون مدرسة فنية متفردة. وهي، بلا شك، في حاجة إلى بحاثة موسيقيين قد يجوهروا حقيقة موقع إبدعية فناننا ضمن حاضر المشهد الغنائي في شقه الحداثي، خصوصا وأن هذا التمرد الكثيف الذي قصده عركي على النمط الغنائي الأمدرماني جعله في طليعة المجددين الموسيقيين. بل يمكن التأويل أن عركي، وصديقه محمد الأمين يلونان سورياليا لوحة الغناء التي وضع كرومة إطارها. وهكذا يمكن القول بأن الفنانين الكاشف، ومحمد وردي، وعثمان حسين، وعبدالكريم الكابلي، وآخرين من الذين حاولوا بمناهج مختلفة تغذية بهاء هذا التلوين المتوارث بطرق متباينة ومطورة لكيفية الأداء والتنغيم.
ارتبط عركي، كذلك يختصر بعضنا اسمه، بأهله الغبش كما غنى لهم. وحافظ على درجة من الالتزام السياسي طوال مسيرته الفنية. وذلك ما جعل بينه ودعاة التغيير السياسي علاقة متواصلة ومثمرة. ولكونه يبتعد كثيرا عن موائد الشمولية التي أحسن مزاورتها زملاء له. بيد أن عركي المرهف ظل متفردا أيضا في مواقفه السياسية التي دفع ثمنها غاليا. ولا تزال وطنية الفنان التي لا تساوم تضني حاله العام والخاص، ابتعادا عن الإعلام، وتخطيا في البعثات الفنية للخارج، والتي دائما ما تكون من نصيب الفنانين الذين يجدون الرضا من المؤسسة الثقافية، أو الجهات الموكول إليها اختيار الفنانين للسفر لتمثيل السودان.
-2-
هناك رهط من شعراء الأغنية المتقدمين الذين ساهموا في تشكيل إبداعية أبو عركي البخيت. ويقف الشاعر هاشم صديق في طليعة أصدقائه الذين لعبوا دورا في نهضة هذه الغنائية، حيث تعاونا من خلال ما يقارب العشرة أعمال. منها (أذن الآذان، أضحكي، أمونة، معاك يبقى الزمن حاضر، الوجع الخرافي، من معزتك إنتي ليا) بالإضافة إلى بعض مقدمات المسلسلات الإذاعية، والمسرحية التي نفذها لدراما هاشم صديق. ولا يخلو أي عمل درامي إذاعي، أو تلفزيوني، أو مسرحي لكاتب (نبتة حبيبتي) من صوت أبو عركي، ومن هذه الأعمال التي رواها صوت الفنان بالنداوة نجد (قطر الهم) و(الخروج عن النهر) و(طائر الشفق الغريب).
على أنه من حيث البدايات كان للأستاذ فضل الله محمد القدح المعلي في تعبيد الطريق الوعرة للفنان. فقد كتب لعركي (وعد) و(طريق الماضي) وهما من ألحان محمد الأمين. ولعل أعجاب زميله عبد الكريم الكابلي الذي سبقه بعقد جعله يلحن لعركي من كلماته (جبل مرة) كما لحن له الموسيقار ناجي القدسي (جسمي انتحل). ثم يأتي الشاعر حسن السر في الترتيب من حيث تعاونه النوعي مع عركي عبر أغنية (بخاف) التي شارك بها في مهرجان للأغنية العربية في مطلع الستينات بدمشق وفاز العمل الخالد بالمركز الأول. وكذلك قدم له حسن السر (بريق الصحو) التي اختلف لحنها عن بخاف، لكون أن عركي قد تطورت حساسيته اللحنية، وصارت أكثر سعيا للتمايز عن ألحانه الأولى. ثم هناك الشاعر سعد الدين إبراهيم الذي قدم له قصيدة مميزة خرجت عن النمط الشعري للسبعينات وهي (عن حبيبتي بحكي ليكم) ثم تعاون مع خطاب حسن أحمد في عمل حمل عنوان (صاحية في الزمن الصعب). وقدم له الشاعر كامل عبد الماجد أغنية (زيتونة). وهناك (نوبية) التي كتبها الشاعر محمد حسن دكتور. وكان للشاعر محمد المكي إبراهيم دور في تنويع تجربة عركي فقد غني له (خلاسية) أما الشاعر والروائي والصحافي الراحل محمود محمد مدني فقد قدم لعركي أغنية مميزة وهي (يا قلب) التي يقول مطلعها:
يا قلب أنا كنتا قايلك
تبت من تعب السفر
ومن مخاواة القماري
ومن شراب موية المطر
وبخلاف هؤلاء منح الشاعر المجيد عوض أحمد خليفة غنائية عركي بعدا آخر، حيث منحه واحدة من أجمل أعماله وهي (لو كنت ناكر للهوى زيك). ولم يفت القطار الشاعر التيجاني حاج موسى الذي قدم له (واحشني) والتي جاء لحنها متفردا من حيث المقدمة واللزمات والميلودي الداخلي. ولم يكن زواج عركي من الشاعرة عفاف الصادق إلا، في جانب منه، تعاونا مثمرا أنتج أغنيات عدة منهما (تعالوا نغني، في عينيك دنيا غريبة، ومن زمن بعيد) وكان للشاعر عوض جبريل دور لا ينسى فقد منحه (ست التوب) و(الجميل السادة وضاح المحيا). وكتب له الشاعر إسحق الحلنقي (المسؤولية) والتي تحض على قيم عملية، ووطنية، وتقدمية.
والحقيقة أن الفنانين محمد الأمين، وعبد الكريم الكابلي، لم يكونا من أوائل الملحنين الذين ساعدوا عركي في صعود سلم النجاح، فقد منحه الأستاذ عبد الماجد خليفة (قومي من بدري)، وساهم الموسيقار الكبير أحمد زاهر بلحن (أوعى تصدق) والتي كتبها الشاعر محمد علي أبو قطاطي والأستاذ علاء الدين حمزة قدم له (فراق)، وعلي أكرت (دنيا) والقصيدتان للشاعر خليفة الصادق. ولعركي أغنيات كتبها الشاعر محمد مفتاح الفيتوري سوى أنه حدث الكاتب في منتصف التسعينات أنه صرف النظر عن أدائها بعد أن زار الفيتوري السودان ليشهد تكريم السلطة له، على حد قوله.
تلك هي بعض نماذج من أعمال كثيرة قدمها شعراء، وملحنون، لعركي، ويضيق المجال عن حصرها. أما عركي نفسه فقد كتب ولحن بعض أغنياته، ومنها (حلوة عيونك روعة، ونورة النوار). ومؤخرا حاول الفنان الملتزم سياسيا أن يعبر عن مأساة الواقع فكتب بمباشرة، ولحن أغنية يقول مطلعها:
تعالوا نفكر أيه البحصل في السودان
الجوع، المرض، الخوف، الشك،
عدم اطمئنان هد الإنسان
تعالوا نشوف من وين بتجينا
مشاكلنا ومنو البيعطل حركة شعبنا بالزندية
ونجيبو نحاكمو..
بعدالة وديمقراطية
دم أجدادنا بحرض فينا على الحرية
وبيذكرنا عشان ما نحافظ على وحدتنا الوطنية
قبل هذا النص الضاج بتساؤلات مشروعة، وصورة قاتمة لشعبه، قرر عركي منذ مثول الإنقاذ أن يقاطع أجهزة الإعلام الرسمية كموقف يتطابق مع إرادته الصارمة في مجابهة الشمولية. وبرغم أن هذه الخطوة قد همشت ظهوره إلا أن خصوصية تجربته الغنائية جعلته حاضرا في أذهان معجبي فنه، ولم يكن غيابه عن أجهزة الإعلام الرسمية إلا مؤشرا لكيفية رساء العلاقة بين المثقف والسلطة في شاطئ التضاد.
وكثيرون اختلفوا حول فاعلية مقاطعة عركي لأجهزة الإعلام الرسمية، وكذلك رفضه التحدث للصحف، وذلك في وقت لم تكشف هذه الأجهزة عن أعمال جديدة تنافس الأخيلة اللحنية لجيل عركي، وكذلك الجيل الذي تلى ظهوره. ومع ذلك يرى آخرون أن الوسائط الإعلامية ما عادت مقصورة على التلفزيون والإذاعة، برغم تأثيرهما الكبير. فالشاهد أن الأنترنت أصبح يلعب دورا بارزا في دفع الأغنيات للظهور، وأعطى مساحة معتبرة لكل الفنانين.
-3-
ومع ذلك فإن وفاء عركي للإذاعة السودانية جعله يجمد مقاطعته لمدة يوم ليشارك في احتفالها بمناسبة مرور 66 عاما على بدء إرسالها، ومنذ ذلك التاريخ لم تلحظ له مشاركات حتى في القنوات الفضائية الجديدة التي لا تقع تحت الإشراف الحكومي.
ووضع الفنان هكذا، عايش أياما عصيبة حين طالبه صديقه الشاعر هاشم صديق، ضمن فنانين آخرين، بالتوقف عن أداء الأغنيات التي تحمل توقيعه. وبالتالي أثر هذا القرار على علاقته بالشاعر هاشم صديق الذي ظل بين فترة وأخرى يمنحه أجمل ما كتب. وبرغم الوساطات التي رأت خلاف الفنانين كسحابة صيف عابرة، وعليه حاولت أن تفك الأزمة بينهما لتعود علاقتهما كما كانت، إلا أن عركي قرر المضي قدما في طريق عدم العودة لأداء الأغنيات المعنية. ذلك برغم تراجع صديقه الأستاذ هاشم صديق، وفكه لأسر الأعمال الجميلة التي عرفت المستمعين بهذه الثنائية المتفردة، والتي لا غنى للشاعر، والمغنى، والمستمع، عنها. بل وبواسطة هذه الثنائية تطورت تجربتي هاشم وعركي الإبداعيتين، فيما تطور التلقي شعريا، ولحنيا، وموسيقيا.
وعموما ستبقى أشعار هاشم صديق، وتلحين عركي، وأداؤه لها، محفوظة في ذاكرة المستمعين بجانب أنها موثقة للأجيال القادمة. وسواء عاد عركي لأداء هذه الأغنيات، أو لم يعد، فإنها أصبحت ملكا للشعب السوداني بيد أن ما يؤسف له هو توقف تعاون المبدعين الكبيرين منذ عقد من الزمان. وحتما أن هذا التوقف حرم الجيل الحالي، وما يليه، من أغنيات جديدة مشتركة كان يمكن أن تسهم في مقاومة الإحباط العام، وفي رفدنا بجماليات إبداعية، مثلما كان الحال حين تعاونا سابقا.
تجربة عركي التي أشرنا لتميزها دون سائر تجارب مجايليه لا بد أنها استقوت بالموقف من السياسي، وتجملت به. فرؤيته للعمل الفني، فضلا عن تعاونه مع مبدعين آخرين لا يرون فصلا بين الشأن الخاص والوطني، هي التي دائما ما تجد التفضيل عند المتلقي النوعي الذي ينفذ وراء الفكرة الأساسية للعمل. ولعل هذا المتلقي المثقف هو الذي يمتلك بعدا ثقافيا، وسياسيا، يقارب به قدرة المبدعين على تمثل همومه التي تتجاوز هموم المتلقي الذي لا يعير الفعل السياسي في مجتمعه اهتماما كبيرا.
ولهذا بدا عركي وحيدا في سودان اليوم كنموذج للفنان المثقف الذي لا يني من إثبات أن للفن دورا في التغيير الاجتماعي، فتكاسل المغنون عن تمثل هذه الهموم المجتمعية، أو تنازلوا عن مواقفهم السابقة، أو تم استقطابهم تدريجيا لتلوين الفشل السياسي. لقد تفرد غناء عركي، وتناسقت سيرته الفنية مع سلوكه كأنسان أهمه حاضر، ومستقبل بلاده. ولذا حاول عركي أن يرسم من خلال الكلمات، والألحان، صورة للموقف المبدئي من الواقع الذي همش سيرته، وانتهك واقع أهله الغبش، ووضع الوطن في موقف لا يحسد عليه وسط وقائع شعوب الأرض.
ومن حق عركي أن يتباهى أنه الفنان الوحيد من أبناء جيله المميزين الذي لم تستقطبهم منظومة سياسية عبثت بفرح الطفولة، وعمقت رداءة النشيج الوطني، وكادت أن تسهم مع الريح في نثر معطياته. وربما كان في كلمات هاشم صديق التي ترنم بها بعض الأمل عند المسير الطويل للانعتاق من هذه الفجاجة السياسية المستوحشة:
أضحكى، أضحكى
تضحك الدنيا وتفيض
تصحى الكهارب فى الشوارع
وينكسر سور الموانع
وتبدا أعياد المزارع والمصانع
وتوصل الناس الروايع يا روايع
أضحكى تضحك الدنيا وتفيض
وبعد بدا أن عركي في مقاومته الباهرة، أو صموده النادر، قد أعطى المثال للمثقف الذي هو مفقود على مدى الزمان السوداني. وإذ هو قد وضع، بجديته المعهودة، إطارا للتحديث الغنائي، متفردا في إيقاعاته، وموحيا في أنغامه، وفصيحا في صوته، وملحميا في أدائه، فقد لون خريطة فن الغناء بشكل يبرز عظم موهبته وفرادة تصوره الفني. وما من شك أبدا أنه سيظل أحد بناة التحديث السوداني. وحين يأتي المؤرخون لاحقا فلا يجدون فيه إلا الفنان المثقف الذي سقى مروج الحذاقة الفنية، والتزم بقضايا غمار الناس. وهنيئا لعركي هذا المجد، ومبروك للأجيال القادمة هذا الفضاء من الجمال، والنبل، والجسارة.
أحدث المقالات
القبيلة والسياسة في السودان الشفيع خضر عرض وتعليق د. حامد فضل الله- برلينمقال للوفاء والذكري. عودة جامعة القاهرة فرع الخرطوم ... عودة الروح بقلم صلاح الباشاأغنية للوطن بقلم د.صيدلي/ جعفر محمد عمر حسب اللهيا شعبنا الفلسطيني الأبي .. ارفضوا الفضلات الإيرانية .. بقلم موفق السباعياكبر مقالب الخرطوم (إخلاء بالقوة الجبرية) !!! بقلم فيصل الدابي/المحاميعند حلاق قصة قصيرة من كتاب امدرمانيات امدرمان زمان وقصص قصيرة آخرييهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة! بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصريأحقاً رحل علاء صبحي ! بقلم ياسر عرمانيوم المرأة العالمى - تبت يدا اله الاسلام وتب بقلم جاك عطاللهالكراهية وثقافة الأختلاف (مأزق) الأسلامويين في منهاجهم التربوي مكانيزمات بقلم المثني ابراهيم بحر الموت في اليوم العاشر بقلم أحمد الملكتمرد ورحله المليون تبدأ بخطوة واحدة ... فانتفضواوداعاً العم محمد خير البدوي بقلم ياسر عرمانتقسيم فلوس... أم تقريب نفوس...؟!! بقلم توفيق الحاجماذا يمكننا الشراء من مواقع الإعلانات المبوبةالترابى فى ذمة الله بقلم نصر الدين حسين دفع اللهامتحان الترابي..! بقلم عبد الباقى الظافرطلاق وحسرة بقلم صلاح الدين عووضةهاشم بدر الدين لا يبكي بقلم أسحاق احمد فضل اللهبين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفىالترابي بين التفكير والتدمير بقلم مجاهد عبدالله - أسترالياوصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر