02:58 PM March, 02 2016 سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى
رابط مختصر
بهدوء !
السودان وإن إنشطر إلي نصفين ،فهو حديث التكوين فالمجتمع وعاداته وثقافاته والأنظمة الحاكمة كلها تتشكل وتتشابه وتكاد تنقسم إلي قسمين لا ثالث لهما هما : الأنظمة الديمقراطية والتي لم تجد متسعاً من الوقت لتنفيذ برامجها وتحقيق طموحات الشعب والأنظمة الشمولية وقد نفذت كل برامجها وفحواها المطلق : حاكم واحد .... نظام واحد ...مجتمع مقهور وموجه هذا وبالطبع، فإن عهد الإستعمار كانت له برامجه وموجهاته الخاصة به .
إزدهرت الحياة وإزدهرت تبعاً لذلك الخدمة المدنية في عهود الديمقراطية وهي بإختصار أن تجد تعليماً لائقاً تختمه بعمل لائقاً كذالك دون عراقيل التخلف والجهل مثل:الواسطة(تزكية +توصية).أن أنت قد حالفك الحظ ،وتخطيت تلك الشراك ،فإنك ستجد وظيفة وضيعة الآجروحولك زملاء متسيبون عن العمل فلا خيار لك وإلا ،فإنك ستنضم إلي طابور العطالة الذى أزكم المارة غباره في الأسواق والساحات التجارية (الباعة المتجولون) ذلك بالضبط أمران أحلاهما مر:إما وظيفة (لاتبل ) الحلق وإما عطالة تهشم المستقبل !.
العقلاء يعرفون أن زمن الحياة متجدد وأنه لاينتظر أحد علي ظهر الأرض فالكبار ،كانوا أجنة في بطون أمهاتهم، كانوا أطفالاً ، كانوا شباباً ثم شيباً وبالتالي ، فإن مهندس (الخليقة ) قد وضع لكل مرحلة من الحياة إسس وضوابط دقيقة لا يتسرب الخلل من خلالها إلا بفعل الإنسان نفسه ، ففي المجتمعات الحديثة الراقية ، هناك دولة تسع الجميع : تعليم + عمل + معيشة + صحة وعافية.
اما في المجتمعات المتخلفة فتجد الدولة (الحكومة) هي أس المشكلة فهي لا توفر تعليماً نافعاً وإن وفرته ،فهو لخدمة أجندتها وبرامجها والخاصين بها من المجتمع وذلك ليكون الخرجون أبواقاً لا غير .أما المعيشة فهي ضنكة بحق وحقيقة يهمل معها الناس التعليم كمثال، وينكبون علي توفير لقمة العيش ويدخل هنا ، عامل العمل الذى هو حكرٌ علي قليل من أفراد المجتمع بينما تجد (جمهرة ) من العطالة يتسكعون هنا وهناك وينحرف عدد كبير منهم إلي ممارسة الإجرام .إذأً، السواد الأعظم من المجتمع بلا تعليم ومعيشته صعبة لينتج عن ذلك كله:المرض والشقاء ونعود إلي موضوعنا .
ففي عهد الإستعمار ، كانت هنالك مدارس ومعاهد وجامعات رائدة تخرج أجيالاً مسلحون بالعلم وهناك وزارات وصناعات ومشاريع تستوعب الخريجين (مشروع الجزيرةلإنتاج القطن كمحصول نقدى) مثلاً ورغم أن السودان كان مستعمراً إلا أن الخدمة المدنية يومها كانت لائقة حتي أن المستعمر قد (شكَر!) نفسه وقال تركنا في السودان خدمة مدنية ممتازة خلاف مستعمراتنا الأخرى . في عهد الحكومات الوطنية ، كانت الخدمة الوطنية رائعة وإستمر الوضع كذلك في عهدي الشمولية الأولي : حكومة الفريق إبراهيم عبود (58-1964م ) والشمولية الثانية : حكومة المشير جعفر محمد نميرى (69-1985م) إلا أن المياه قد جرت تحت قلعة الخدمة المدنية بعد ذلك حتي صارت في يومنا هذا ميعة وطين ... لا مصانع ولا مشاريع يجد عندها المتخرج عملاً ويؤمن مستقبله إذاً ماالعمل ؟
يجب أن تلين الدولة من طريقة قبضتها علي الناس وبالتالي تحريك وتشغيل المشاريع العملاقة وهي مشروع الجزيرة ،النقل النهرى ، السكة حديد والنقل الميكانيكي ،وتشغيل مصانع النسيج النائمة والصناعات الغذائية وصناعات الزيوت والأواني المنزلية فالصابون وتلك أمثلة للصناعات في السودان والتي يمكن أن تدرُ مبلغاً محترماً .
نعم ، فإن صناعة إستخراج وتكرير البترول قد أدت ما عليها ولكنها في غياب الصناعات الأخرى ، كانت كسيحة هناك صناعات ثقيلة يجدر بنا ذكرها وهي : صناعة تجميع الآليات والعربات (جياد) وتجميع الدبابات الحربية وكلها دون فائدة تعود للمجتمع بدون ما ذكرناه من صناعات فمع وجودها فإن المجتمع لا زال يعاني من صعوبة المعيشة .
هكذا نجد أن ماضي الخدمة المدنية كان رائعاً فالكل يعمل و ينتج حتي كانت الحياة عبارة عن (سيموفينية!) رائعة تريح الجميع نساء ورجال ، كبار وصغار لكن نجد حاضر الخدمة المدنية سيئ ويرثى له وسوف يولد مستقبلاً معاقاً لا يتحرك ولا يبدع .فإن أراد السودان مجتمعأ معافاً وحياة ناعمة وصحة وعافية ورقى فعليه بالتعليم وإصلاح الخدمة المدنية وإلا فإن الحياة في السودان ،ستظل صفيح ملتهب يقعد عليه معظم المجتمع السودانى رضي أم أبي والأمر سهل لكنه يحتاج إلي قرار شجاع .
ختاماً ، فعلي حكامناً الإلتفات إلي الوطن والمواطن وأول تلك الأمور هي الخدمة المدنية لأنها روح الحياة وحتي لا تمر السنين ونحن (يانا نحن!) ،جهل ، تخلف ، جوع ، مرض ومساكننا هي الجالوص والقش وقليل منا هو الذى يعيش حياة عصرية وراقية بينما السواد الأعظم من الناس يحتضر! يجب علينا ، رفع راية النصح والمناصحة (حكام ومحكومين )وإلا فعلي الدنيا السلام !.
وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وألا عدوان إلاعلى الظالمين.
إلى اللقاء
أحدث المقالات
مبادرة والي الخرطوم لتعويض الحتات الباعوها! بقلم كمال الهِديالقانون لا يمنع ..!! بقلم الطاهر ساتيالعجـز «4» بقلم أسحاق احمد فضل اللهلا أظن !! بقلم صلاح الدين عووضةألفجيعة ألى ألملك أرصد شعر نعيم حافظمخيم قلنديا أسواره عالية وبواباته عصية الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (96)