*يبدو انه لا مهرب من هواجس السياسة التي أصبحت تلاحقني حتى عندما اخلد إلى النوم‘ فقد رأيت فيما يرى النائم أنني في جلسة حوار مع الدكتور غازي صلاح الدين حول مستقبل العمل السياسي في السودان فقال لي إن الدائرة ستدور ويعود الشيخ الدكتور حسن الترابي ليقود مسيرة الإنقاذ من جديد. * بغض النظر عن ماحدث بعد ذلك وما يمكن أن يؤوله مفسرو الاحلام فإن الواقع السياسي مازال يعج بالمنغصات والمحبطات بالدرجة التي تشكك المرء في جدوى كل ما يجري في الساحة السياسية حتى وسط بعض الاحزاب التاريخية‘ دعكم من أحزاب الفكة أو الزينة أم "تمومة الجرتق". *أقول هذا بعد أن طالعت تقرير محمد عبد العزيز وهالة لـ"السوداني" حول تحذير مجلس شؤون الأحزاب للأحزاب التي لم تعقد مؤتمراتها العامة حسب ما قاله رئيس مجلس شؤون الأحزاب عثمان محمد موسى في حال عدم عقدها مؤتمراتها. *أوضح التقرير أن الاحزاب التي لم تعقد مؤتمراتها٤٣ حزباً مهددة بالحظر من عدد الاحزاب الذي يقارب المئة التي لا يكاد يعرف عنهم الناس حتى اسماء قادتها ولا على كيفية تسجيلهم لدى هذا المجلس. *من بين الأحزاب التي لحقها طرف السوط حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الشيخ الدكتور الترابي‘ وكالعادة خرج علينا ابنه السياسي كمال عمر المثير للجدل بتصريحاته المتضاربة ليدلي بتصريحات أكثر إدهاشا. *قال الأمين السياسي للشعبي انهم لا يلتفتون لما أصدره مجلس شؤون الأحزاب رغم التزامهم بالقانون وبنظامه السياسي وعزا كمال عمر عدم تمكن حزبهم من عقد مؤتمره العام لغياب الحريات والتضييق المالي. *أضاف كمال عمر في إفاداته ل"السوداني" : ما عطل قيام مؤتمر الشعبي جملة من الإجراءات التعسفية التي لم يتحرك إزاءها مجلس الاحزاب لحماية الحريات السياسية من المضايقات التي تتعرض لها الأحزاب إضافة للتضييق المالي. *من الممكن قبول التبرير الخاص بالإجراءات التعسفية والمضايقات لكن غير المفهوم هو حديثه عن التضييق المالي بغض النظر عن الجهة التي ضيقت عليهم هل كان ينتظر حزب الشعبي التمويل من خارج عضويته؟. *مرة أخرى لابد أن نؤكد أننا مع ضرورة كفالة الحريات السياسية وحرية التعبير والنشر وحمايتها من الإجراءات الاستثنائية والمضايقات التي تؤثر سلباً على الحراك السياسي والصحفي والإعلامي. *لكن للاسف لا نستطيع الدفاع عن الواقع المؤسف لغالب الاحزاب السياسية بما فيها بعض الاحزاب التاريخية وحزب المؤتمر الوطني نفسه‘ ولا ننكر أن المناخ السياسي السائد أثر سلباً على حراكها التنظيمي ديمقراطياً‘ لكن بعضها اخترق وتعرض للانقسام والتشظي للأسف وللاطماع والاهواء الذاتية. *حتى يتحقق الإصلاح الحزبي ويحدث التحول الديمقراطي الحقيقي وتسترد الأحزاب التاريخية عافيتها التنظيمية فإننا مضطرون لاستعارة المقولة المشهورة التي كان يرددها دائماً شاعر الشرق الراحل المقيم أبو آمنة حامد لكننا نوجهها لـ"مولد" الأحزاب : يلا بلا لمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة