:: جيك آندرسون، أذكى لصوص أمريكا ..اصطحب مساعده ودخل منزلاً بغرض السرقة..وجد الخزينة، ونجح في تفريغ ما فيها من أموال..ولم يغادر المنزل، بل أمر مساعده بوضع الأموال على طاولة..ثم أمره بفتح الثلاجة وإحضار مشروب وثلاثة كؤوس..ثم أمره بتشغيل الموسيقى بأعلى صوت..ثم أمره بالجلوس على الطاولة ولعب الورق لحين وصول صاحب المنزل.. وأثناء اللعب، دخل عليهما صاحب المنزل شاهراً سلاحه..لم يكترث جيك، بل واصل اللعب مع رفيقه وكأنه بمنزله..فاتصل ذاك بالشرطة، وجاء الشرطي..!! :: صاحب المنزل مخاطباً الشرطي : ( وجدتهما بمنزلي، وقد أفرغا خزينتي بغرض السرقة، و..)..قاطعه جيك موجهاً الخطاب للشرطي : ( لا، لم ندخل للسرقة، لقد دعانا هذا الرجل للعب الورق وخسر اللعبة، ويرفض تسليمنا المبالغ التي كسبناها)..نظر الشرطي الى الطاولة وما عليها من أموال وخمر و ثلاثة كؤوس، ثم صخب الموسيقى.. فالمناخ مناخ ميسر وليس سرقة، أوهكذا قدّر الشرطي الموقف..وكاد أن يغادرهم ..ولكن، استوقفه جيك طالباً : ( مهلا سيدي، سوف يقتلنا هذا الرجل أو يحرمنا مالنا لو غادرت، نطلب حمايتك).. ثم خرجا - بمال المسروق - تحت حماية الشرطي و القانون ..!! :: ومنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، كان - ولا يزال- الذكاء أقوى وسائل الصراع بين (الخير والشر) و( القانون والجريمة).. وجريمة البارحة بالخرطوم، رغم فداحتها، كانت مُدهشة للناس والصحف لما فيها من سيناريو (رائع) و إخراج ( أروع)..نجح اللص في إقناع الضابط المناوب بقسم شرطة سوق أمدرمان بأنه صاحب شركة مسك الختام للمجوهرات، ويُريد تصديقاً لإجراء عملية صيانة للمحل قبل الزحام، وكانت الساعة تُشير إلى الواحدة صباحاً..وبتصديق الصيانة، ثم بحماية شرطي، وتحت سمع وبصر دوريات الشرطة، وبعد ست ساعات من كسر الأقفال، رفعوا - على عربتهم - من الذهب ما يًقدر وزنه (35 كيلو غراماً)، والمقدر قيمته بما يقارب (20 مليون جنيه)، ثم غادروا المكان عند السادسة صباحاً..!! :: وما يُدهش أن لصوص المال الخاص لم يكونوا بكل هذا الدهاء.. نعم، فاللص الخاص في بلادنا ليس بذكاء اللص العام الذي يستغل (القانون)، إذ هو إما يستغل نوم الأسرة و( يتلب الحيطة) ثم يخرج بالمال أو يُعاقب بالشطة والعكاز.. أويستغل زحام المواصلات و(يشق الجيوب)، لتقع المحفظة أو يقع - هو ذاتو - بالقاضية ولطم الخدود.. طرائق سرقاتهم (متخلفة)، ومحفوفة بالمخاطر .. ولذلك يبقى السؤال أمام حدث البارحة، من أين توافد هؤلاء العباقرة الذين يسرقون - بالتصاديق الرسمية- تحت سمع وبصر القانون؟، ربما تلقوا دورات تدريبية في بعض دوائر (العمل العام) و (المال العام).. والمهم.. هؤلاء لن يفلتوا من القانون.. والقبض عليهم مسألة زمن، ليس إلا ..وكما يخطئ بعض أفرادها، بالشرطة أذكياء ونجباء قادرون على وأد هذه الجريمة في رمال العقاب..!! :: ولكن تبقى الدروس..أولاً، لم يتم التحقق من هوية اللصوص- كما يجب - عندما طلبوا (التصديق)..وعليه،كما أصبح هذا التصديق- قبل التحقق من هويتهم - مدخلا لإرتكاب الجريمة، نأمل أن يصبح مدخلاً للتصحيح والتجويد في الحاضر والمستقبل.. ثانياً، للأسف صاحب المحل لم يعقلها - كما يجب - قبل أن يتوكل..إذ كانت مفاجأة للناس والصحف أن ثروة بهذا الحجم في محل بلا (حراسة خاصة) و بلا ( كاميرات مراقبة) وبلا (جرس إنذار)..وليس المحل المسروق فحسب، بل كل محلات مجمع الذهب خالية من وسأئل التأمين .. فلتكن الثقة في حماية الشرطة راسخة، وليس هناك ما يمنع مساعدة الشرطة بوسائل (التأمين الخاص).. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة